رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«عامر» في العسل.. والغلابة وشّهم في الحيط

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ماذا يحدث فى مصر؟! حقا إنها بلد العجائب!!، ففى أشد السنوات قسوة والفقر يحاوطنا، بسبب ما عانيناه من مرارة وضيق السنوات العجاف، يتفاجأ الشعب بقرار وزير التموين بشأن «الكارت الذهبى»، والذى خصصته وزارة التموين لأصحاب المخابز، لكى يوفر الخبز المدعم للمواطنين الذين لا يحملون بطاقة أو كارت تموين ذكيًا، ويوفر لأصحاب المخابز حصة قدرها ٥٠٠٠ رغيف، ونظرا لتكسب بعض أصحاب المخابز من الحصة المقررة، والتى يسهل التلاعب بها، قرر وزير التموين تخفيض الحصة إلى ٥٠٠ رغيف فقط!!، واشتعلت بعض المحافظات والمناطق، ورأينا بعض السيدات فيها فى حالة انهيار، يبكين ما فعل الزمان ووزير التموين بهن!!، وسمعنا منهن ما أبكى عيوننا، فتداركت الدولة الموقف وأعادت الأمور إلى نصابها، وخلال الأزمة ظهرت كفاءة ونضج رجال شرطة الإسكندرية ومدير أمنها، والذى أصدر أوامره بتوزيع خمسة آلاف رغيف على المحتجين، وقام الضباط بتوزيع الخبز مع تقديم الاعتذار للمتجمهرين، وهو ما يدل على حسن إدارة متخذ القرار وحكمته، ثم تفاجأ الشعب فى اليوم التالى بانتشار صور عقد قران القائم على خزائن دولتنا الأستاذ طارق عامر على وزيرة الاستثمار السابقة الأستاذة داليا خورشيد، وكان قد سبق وانتشرت الشائعات عن زواجهما ولكنهما كذباها، وبغض النظر عن حجم المسئولية الملقاة على عاتق محافظ البنك المركزى، إلا أن أمر الزواج شخصى بحت ولا يجب أن يتدخل فيه أحد، ولكن الملفت للنظر هو نشر الصور رغم أن جلسة عقد القران كانت عائلية للغاية، ومن المنطقى عدم نشرها ولكن ربما سربت رغمًا عنهما، ولكن الشىء المستفز هو الإعلان عن سفر العروسين إلى أوروبا لقضاء شهر العسل فى عدة مدن، وهنا نتوقف ونتساءل أى الرسائل التى وصلت إلى الشعب؟!، ولماذا لم يقدم المسئولون القدوة إلى الشعب ويطبقون على أنفسهم ما يطالبونهم به؟!، أليست الحكومة تطالبنا بالتقشف والابتعاد عن السلع الاستفزازية والمستوردة؟!، وتطالب من يريدون السفر إلى الأراضى المقدسة للعمرة بتأجيل ذلك، ووصل الأمر إلى مطالبة البعض بإصدار قرار بإلغاء الذهاب للعمرة من الأساس، وذلك نظرا لزيادة التكاليف فى ظل صعوبة الفترة الحالية، بعد قرار التعويم الذى اتخذه الأستاذ طارق عامر، والذى أصاب الدولة بموجة غلاء لم تمر على مصر من قبل، وسواء رضينا بقراره أو اعترضنا عليه، ولكننا تحملنا المسئولية وصبرنا، على أمل أن نحمى جهازنا المصرفى المثقل بالديون، مما جعل الرئيس يشيد بصبر وجلد المواطنين أمام القرارات الصعبة والتى لا تتلاءم مع دخول الأغلبية العظمى منهم، فكيف لمن فى رقبته توفير العملة أن يضرب بمشاعر الشعب المهموم عرض الحائط ويذهب لبعثرة العملة فى الدول الأجنبية وإن كانت من ماله الخاص؟، أليس سيادته من أهم رجالات الدولة المتحملين المسئولية؟، ألم ير أو يسمع سيادة الرئيس وهو يتبرع بنصف ثروته ونصف راتبه من أجل مصر؟!، وكان يأمل أن يسير رجال الدولة على نفس الدرب، ولكن على العكس نرى محافظ البنك المركزى المدرك للأزمات، يعطينا ظهره ويذهب لقضاء شهر العسل بالخارج، ومن المفارقة أن نسمع فى نفس الوقت عن حفل زفاف ابنة الشيخ صالح كامل والفنانة الرائعة صفاء أبوالسعود، وعلى الرغم من كون الشيخ صالح سعوديًا، ولكن تجرى فى شرايينه الدماء المصرية، فالرجل مهموم بهمومنا ولم نره يومًا بعيدًا أو متخاذلًا عن المساهمة فى المشروعات المصرية، وقد اتخذا قرارا أن يكون حفل الزفاف فى أسوان وأن تكون كل متطلبات الفرح مصرية مائة بالمائة، حرصًا على المصلحة المصرية ومساهمة فى الترويج السياحى وحجز الفنادق والطائرات، لنتأكد أن الانتماء والوطنية ليست بالميلاد أو جواز السفر، فكم من رجال أعمالنا يقيم الحفلات والأفراح فى الخارج ويتكلف نقل وإقامة المدعوين، وكم منهم يتشدق بأن الأطعمة التى يقدمها فى حفلاته من مكسيم فرنسا، وكم من المصريين تهرب من التجنيد وتنصل من المسئولية ليتكسب من الخارج وهو فى عداد المصريين، وفى نفس الوقت كم من الأشقاء العرب من السعودية والإمارات والكويت وغيرهم يقفون معنا ويقتسمون الأفراح والأحزان، وهنا أتساءل ماذا تعنى كلمة سياسة وساسة؟!، أحوالنا الاقتصادية تمر بأزمة طاحنة ومع ذلك نرى كبار مسئولينا ينفقون أموالهم خارج مصر فى هذا الوقت العصيب، ونرى بعض النواب يطالبون بزيادة رواتب الوزراء وأعضاء مجلس النواب، أما هيئة تنشيط السياحة فنراها فى برلين وهى مصطحبة فرقًا بدائية وأنشطة رديئة لتنشيط السياحة!!، والمسئول عن السياحة يرفع قيمة تأشيرة الدخول لمصر، فى نفس الوقت الذى تقوم فيه باقى الدول بإلغائها لتشجيع السائحين على زيارتهم، وتغيب وزارة الثقافة عن الدور المنوط بها، ليصبح القيام بالتوعية والتثقيف ككرة اللهب التى يقذفها كل مسئول على الآخر، نحتاج كل دولار وجنيه ويعيش بعض المسئولين وبعض رجال الأعمال حياة الملوك، ثم يهلون علينا فى وسائل الإعلام للتنظير وهم لا يعلمون عن أحوال البسطاء شيئا، فنحن فى وادٍ وهم فى وادٍ، والوطن الحائر يبكى منا وعلينا!!