تسود محافظة قنا منذ بداية
عام 2017 أجواء صعبة على محافظة امتازت طوال عمرها بالهدوء وطبية أهلها، فقد
ارتفعت منذ بداية العام الحالي معدلات الجريمة خصيصًا ضد الأطفال فنسب اختفاء وقتل
الأطفال تعددت في الـ3 أشهر الأولى من العام نسبة 40% من الحوادث التي تحدث في مختلف أنحاء المحافظة.
اعتاد الأهالي كل صباح على سماع خبر اختفاء طفل يعقبه بأيام خبر من اثنين إما قتل لأسباب أقل ما يوصف بها أنها تافهة لإنهاء حياة طفل، أو خبر آخر أن الطفل هرب من أهله لعدم قدرته على العيش معهم، وذلك في أعمار سنوية تتروتح بين عامين لـ14 عامًا أى أطفال صغار على تدراك
متاعب وظروف الحياة التي تحيطهم.
ومن تلك الوقائع واقعة السيدة التي قتلت ابنه زوجها
وصديقتها في مركز نجع حمادي والتي بررت فعلتها فى أنها كانت لا ترغب أن ينفق زوجها
على ابنته من طليقته، وأن قتل صديقة ابنه زوجها جاء صدفة لوجودها في مكان الحادث.
فضلًا عن واقعة قتل طفلة بمركز نقادة والتي عثرت
القوات عليها مذبوحة فوق سطح منزل بعد أيام من اختفائها وعند العثور على الجانية
والتي تعد مراهقة لم تتعد الـ17 عامًا بررت فعلتها رغبة منها في سرقة حلق الطفلة
فأرغمت على قتلها للتمكن من سرقته، هذا بالإضافة إلى حالات اختفاء أطفال لأسباب
عائلية.
فهناك أكثر من 8 أطفال اختفوا عن محافظة قنا خلال
الفترة الماضية منهم من عرب بسبب ظروف عائلته السيئة ومنهم من كرهه العيش مع أسرته
لسوء المعاملة، بالإضافة إلى الفاجعة الكبرى التي أصبحت كارثة خيمت على مراكز قنا
وهى هتك عرض الأطفال، حيث وقعت خلال الـ3 أشهر الماضية أكثر من 7 وقائع هتك عرض
لأطفال من قبل معلميهم وجيرانهم.
من جانبه أكد بركات الضمراني
ناشط بحقوق الإنسان بمحافظة قنا، أن تلك الوقائع ترجع إلى الخلل في تربية الأطفال
من الأساس، مشيرًا إلى أن غالبية حوادث القتل والهروب للأطفال تحدث في قرى قنا أى في
مجتمعات منغلقة لا يوجد بها أى سبل للانفتاح، فضلًا عن انخفاض نسبة المتعلمين فيها
وذلك سبب لقلة الوعي بين الأطفال والأسر.
وأضاف "الضمراني": إلى أننا بحاجة إلى الاهتمام بقرى قنا بشكل أكثر فاعلية من خلال متابعة سير التعليم بالقرى وتوفير نشاطات للأطفال
لزيادة الوعي لديهم، فضلًا عن ندوات تثقيفية للسيدات والرجال وتوعيتهم بطرق معاملة
الأطفال وسبل تحقيق حياة أفضل لهم، مؤكدًا على أن ذلك سيساعدنا على إنهاء تلك الكوارث
التي تحدث بشكل يومي.
وعلى صعيد آخر وضح مصدر أمني بمديرية أمن قنا أن
الوقائع التي تحدث من قتل وخطف للأطفال ترجع لإلى التفكك الأسري والخلافات بين
العائلات وعدم قدرة الأسر على التعامل مع الأطفال خصيصًا في ظل الطفرة التكنولوجية
الحديثة التى تراها البلاد، والتي أثرت بالتأكيد على الأطفال وتفكيرهم، مشيرًا إلى أن الأمن يقوم بكل جهوده للحد من تلك الجرائم وضبط فاعليها ولكننا بحاجة إلى مساعدة الجهات المجتمعية والأهلية للحد من تلك الظواهر من الأساس، وذلك بعد ارتفاع
نسبة قتل الأطفال وهروبهم لأسباب ضعيفة.
بهذا تبقى الأسرة هى السبب الأول في حدوث تلك
الوقائع لأبنائهم لقلة الوعى، فضلًا عن عدم قدرتهم على التواصل معهم خصيصًا مع ظروف
الحياة التي فرضت على الإنسان طرق أخرى لمعرفة الحياة وتربية أطفاله للخروح بهم إلى بر الأمان.