يعقد بكلية الدعوة، بعد غد الثلاثاء، ندوة بعنوان "أثر الفتاوى في تنمية المجتمعات"، وذلك في إطار التعاون بين كلية الدعوة بجامعة الأزهر والمنظمة العالمية لخريجي الأزهر في تنفيذ الموسم الثقافي للكلية وعقد الندوات الثقافية للطلاب الأزهريين.
يحاضر في الندوة د. شوقي علام مفتي الجمهورية، حيث يتناول الشروط والقواعد الأساسية التي يجب أن تتوفر فيمن يتعرض للافتاء، وأهمية الفتاوى العلمية الصحيحة في تحقيق الاستقرار والتنمية وتصحيح كثير من المفاهيم المغلوطة.
كما يتناول المفتي انتشار ظاهرة ما يسمى بـ"فوضى الفتاوى" نظرا لكثرة انشغال غير المتخصصين وأنصاف المتعلمين بالإفتاء، مما كان له أكبر الأثر في الانحراف الفكري والإفراط، والتفريط، والتطرف وغيرها من المفاسد التي تؤدي إلى خلق النزاعات والشقاق بين صفوف المسلمين.
جدير بالذكر أن "الفتوى علم قائم بذاته، ومثلها مثل العلوم كلها، فلكل علم قواعده وأصوله، إذ لا يعقل أن يقحم شخص نفسه في علم الطب، أو الصيدلة، أو الهندسة، أو الرياضيات، دون أن يكون لديه إلمام بقواعد تلك العلوم ومباحثها، ومصطلحاتها، ومفاهيمها، وأصولها، وفروعها، ولا نجد مخالفا في إقرار هذا الحق لكل علم من العلوم المذكورة، ولكن الغرابة تبدو جلية حين نجد السماح باقتحام حصون الفتوى من غير أهلها، وقبول ذلك من فاعليه، وكأن من حق أي شخص أو فئة الإفتاء دون التقيد بمرجعية أو معيار، وفي هذا تعسف واضح، وللأسف فإن بعض الناس يبدو أنهم يتجاهلون هذا التجني رغم وضوحه، بدليل أنهم يحاجون بسفاسف الفتاوى وشواذها، ولو ردوا الفتاوى إلى أولي الأمر من العلماء لعرفوا الحقيقة دون مواربة".