التقى المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأحد، الدكتور خالد العناني، وزير الآثار وذلك للوقوف على آخر تطورات الموقف بالنسبة لعملية اكتشاف تمثال رمسيس الثانى بمنطقة المطرية وما تردد حول مسار التمثال.
وقال وزير الآثار عقب اللقاء: تم عرض تطورات الكشف الأثرى الحديث بمنطقة المطرية على رئيس الوزراء، وكذلك كل القضايا التى أثيرت حوله فى وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى المصرية والأجنبية.
وقال وزير الآثار: إن ما تم اكتشافه هو كشف أثرى هام فى مدينة هليوبوليس القديمة، والتى كانت العاصمة الدينية أو المطرية الآن، مشيرًا إلى أن لهذه المنطقة أهمية كبرى على مستوى الحقب الأثرية والتاريخية، وهو ما يبرر لماذا وجدنا هذا الكشف الأثرى العام هناك.
وأوضح إلى أن هناك بعثة مصرية - ألمانية تعمل فى المنطقة منذ ١١ سنة برئاسة رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحرى من الجانب المصرى ولديه خبرة تزيد عن ٢٤ سنة فى هذا المجال، ومن الجانب الألمانى نائب مدير معهد الآثار الألماني السابق، وعمل فى مصر فى مجال الخفائر على مدار عشرين عاما، ويكفى رسالته للحصول على درجة الدكتوراة كانت حول آثار منطقة المطرية، وهو عالم كبير.
وقال العناني: إن البعثة المصرية الألمانية أبلغونا بأنها اكتشفت تمثالاً مكسورًا للملك سيتى الثانى، وبعدها تم إبلاغنا بأنهم اكتشفوا جزءًا من تمثال ضخم ربما يكون للملك رمسيس الثانى.
وقال: إن وسائل الإعلام الأجنبية اهتمت بهذا الكشف التاريخي الذى لم يحدث على مدار سبع سنوات ماضية، مشيرًا إلى أن الجزء الكبير من التمثال لم يتم رفعه حتى الآن وسيتم غدًا فى العاشرة صباحًا سيتم رفع التمثال الكبير أمام وسائل الإعلام المصرية والأجنبية على عكس ما تردد خلال الأيام الماضية بأنه تم رفعه لأن ما تم رفعه هو جزء من الرأس والعين والأذن اليمنى والتاج من بحيرة مياه جوفية ومياه صرف، وتم وضعهم فى المنطقة حتى يتم التنظيف.
وأضاف أن ما أثير من أنه تم رفعه وتركه للناس تلعب عليه، فإن هذا تصرف غير مقبول، وتم اتخاذ الإجراءات من جانب الوزارة لحمايته.
وقال: إن اللقاء تناول متابعة بعض المشروعات فى منطقة الأهرامات وحول ما أثير عن عمال الآثار فى الصور والتعليق على ملابسهم، قال وزير الآثار: إن هؤلاء العمال هم فى الأصل عمال حفائر تعتمد عليهم كل البعثات المصرية والأجنبية من مدينة قفط تدربوا على يد علماء الآثار وتوارثوا المهنة منذ القرن الـ١٩ من الجدود إلى الأحفاد وهم أكثر العمالة التى تفهم طبيعة هذه الاكتشافات سواء كانت فى المناطق الصحراوية أى الطينية.
حول ما قيل عن تكسير التمثال من جانب اللودر، قال وزير الآثار: إن معظم آثار منطقة هليوبوليس القديمة كانت مهشّمة، وفى بداية العصر الروماني تم استخدام جزء كبير منها فى مناطق القاهرة الإسلامية والقلعة وربما خرج منها جزء خارج مصر وفى أسوار القاهرة والإسكندرية.
وأوضح وزير الآثار أن بقية جسد التمثال قد نجده وقد لا نجده ولا بد من عمل حفائر من جانب يمين التمثال، مشيرًا إلى أن البيوت والمنازل على بعد أربع أمتار تقريبا علاوة على أن المياه تغمر الجسم المتبقى من التمثال وقال: إن ترك المياه على الرغم من انتشالها بالمعدات أكثر من مرة وهو ما يشكل خطرا على جسم التمثالز
وقال: إن المطرية منطقة أثرية وكان يوجد بها معابد مثيرة وزحف عليها الامتداد العمراني مثلما زحف على مناطق كثيرة أثرية فى مصر.
وقال: هناك توجيهات بعمل مجسات فى أماكن أخرى فى المنطقة مشيرًا إلى أن الحفر اليدوى هو أنسب وسيلة حتى الوصول إلى التمثال حتى الوقوف على التقرير العلمى للبعثة مشيرا إلى أنهم بدأوا فى استخدام اللودر والمعدات عندما بدأت المياه فى الظهور مشيرًا إلى أن البعثة قررت رفع الرأس للبحث عن بقية التمثال وحتى يجدوا المساحة التى يستطيعون التحرك فيها بحرية وقال: إنه بمجرد خروج الرأس كان فريق الترميم موجودا للتعامل الفورى وزارة ما علق به من طين خاصة وأن منطقة الإذن كانت ضعيفة.
وقال: إن تركه بهذه الطريقة أمام الأطفال فى منازل لا تبعد سوى أربعة أمتار لا يجوز وأنا متحفظ على تركه بهذه الطريقة.
وأضاف: شكلنا لجنة من أساتذة الجامعة فيها اثنين أساتذة جامعة القاهرة واثنين من الآثار من غير أعضاء البعثة لإعداد تقرير كامل عن الموضوع، مشيرا إلى أن البعثات الأجنبية تحصل على موافقات من الجهات المعنية واللجنة الدائمة للآثار.
وحول مصير التمثال، قال وزير الآثار: أن المكان النهائى سيكون متحف المصرى الكبير حين افتتاح المرحلة الأولى بعد سنة وشهرين من الآن؛ لكن حتى ذلك الموعد سندرس حالة التمثال من جانب بعثات الآثار الغارقة وبعثات الترميم لتقدير مدى حالة التمثال وإذا كان يصلح، فسيتم وضعه فى حديقة المتحف المصرى بالتحرير لبضعة أشهر وبعد ذلك يتم نقله إلى المتحف المصرى الكبير.
وقال: نتمنى أن نجد النقوش على ظهر التمثال حتى نقرر هويته ولأى أسرة، وغالبا هو تمثال لرمسيس الثانى، أم أن رمسيس الثانى أعاد استخدام تمثالا آخر لأنه سبق لرمسيس الثانى استخدام تمثال آخر للملك سنوسيرت الأول فى الأسرة الـ١٢.