الخميس 19 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"لو راجل عدي" شعار كباري القليوبية.. كفر الجزار والمناشي ومحمد علي "جسور الموت".. شروخ في الخرسانة وصدأ حديد التسليح "والمسئولين من بنها".. الأهالى: مهددة بالانهيار.. والمحافظ يوصي بصيانة دورية

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في أوروبا والدول المتقدمة، جرت العادة أن تنشأ الكباري والجسور لتيسير حركة المرور وانتقالات المواطنين، لكن في مصر، وفي القليوبية تحديدا الأمر مختلف، فجسورها تعمل تحت شعار "لو راجل عدي"، وباتت أشبه بـ"صراط الموت"، لم لا وهي تعاني الإهمال الشديد وأصبحت معرضة للانهيار في أى لحظة مما يهدد حياة المواطنين بالخطر، وخاصة تلك الكباري التي تربط أطراف القليوبية بالقاهرة الكبرى والمدن.

مؤخرًا، استطاعت الحماية المدنية بالقليوبية إنقاذ كوبري المشاة بكفر الجمال الكائن بطريق "مصر – اسكندرية الزراعي"، بعد عدم تمكن مرور سيارة نقل محملة بالكرتون من المرور فكاد أن ينهار على السيارة وقائدها بسبب ارتفاع الحمولة عن ارتفاع الكوبري.
لم تتوقف المأساة عند هذا الحد بل أصبحت المواقف العشوائية والأسواق متوطنة اسفل الكباري وتحولت إلى ما يشبه الكتلة السكنية لتدمر البنية التحتية والأساسية لهذه الكباري دون رادع، مثل كوبري كفر الجزار، ذلك الكوبري الأثري الذي أنشأه الإنجليز وتم افتتاحه في عهد الملك فؤاد.
ونأتي إلى أقدم كباري مصر ومحافظة القليوبية وهو كوبرى كفر الجزار والذي يعاني حالة من الإهمال واحتلال الباعة الجائلين وبطلجية السوزوكى الذين فرضوا سطوتهم عليه وتحول الكوبرى من معلم أثرى وقيمة معمارية إلى معقل للإجرام وعنوان للإهمال.
الكوبرى تم بناؤه منذ أكثر من قرن من الزمان والذى يرجع تاريخ افتتاحه إلى عهد الملك فؤاد الأول، وكان يمثل طريق القاهرة - الإسكندرية القديم ويربط محافظة القليوبية بمحافظات الوجه البحرى، وتم إغلاقه وإنشاء كوبرى جديد لصعوبة تحمله حركة المرور المتزايدة.
وترجع أهمية كوبرى كفر الجزار إلى مرور أهالى قرى مركز بنها عليه كما يربط القليوبية بعدد من المحافظات منها المنوفية والدقهلية والغربية، وبديل استراتيجى فى حالات الحوادث على الطريق الزراعى السريع حيث إنه يعانى من الإهمال واحتلال الباعة الجائلين وسط غياب لأجهزة الدولة عن تطبيق القانون، حيث إن القانون ينص على منع وجود أى مواقف للسيارات فى مداخل ومخارج الكبارى إلا أن هذا الكوبرى ينفرد بوجود 5 مواقف للسيارات وجميعها مواقف عشوائية ومنها قويسنا وموقف ورورة ودملوا وبطا إضافة إلى احتلاله من قبل أباطرة السوزوكى والباعة الجائلين، مما يتسبب فى تعطل الحركة المرورية به، ناهيك عن قيام عمال النظافة بمجلس مدينة بنها بإلقاء المخلفات من فوقه علاوة على استغلال بعض أطفال الشوارع أسفل الكوبرى كمكان للاختباء به والنوم والقيام بالأعمال المخالفة للقانون.
ويقول خالد سمير أحد أهالي قرية كفر الجزار ببنها أن الكوبرى عبارة عن نصفين أحدهما يتبع قسم شرطة بنها فى اتجاه قصر الثقافة والآخر يتبع مركز شرطة بنها فى اتجاه كفر الجزار وأدى التقسيم إلى غياب الرقابة فى تبعية الكوبرى وفى حالة وجود أى جثة لقتيل أو أى حادث يختلط الأمر بين قسم ومركز شرطة بنها.
وحال كباري مدينة القناطر الخيرية ليس بأفضل، إذ يوجد بها اثنين من أهم وأخطر الكباري الأثرية في مصر إلا أنهم معرضين للانهيار بسبب انعدام الصيانة الدورية حيث يوجد اثنين من أهم الكباري التي أنشأها محمد على، أحدهما يحمل اسمه والآخر هو كوبري المناشي وهما معرضان للانهيار بسبب إهمالها وعدم صيانتها وتعدد الجهات المشرفة عليها فالمسئولية عليها تائهة بين وزارة الرى ومحافظة القليوبية والآثار وهئية الطرق والكبارى، ومؤخرا قامت هيئة الآثار بضم كوبرى محمد على إليها على اعتبار أنه أثر ويجب الحفاظ عليه ومنعت السيارات من المرور عليه وسمحت فقط للمشاة ورغم ذلك أهملته وتركته بدون صيانة وتحول إلى مقالب قمامة.
أما كوبرى المناشى، فيعد من أهم الكبارى فى مدينة القناطر لأنه يربط بين القناطر الخيرية و3 محافظات هم البحيرة والجيزة والمنوفية وهو الكوبرى الوحيد الذى تسير عليه السيارت وهو معرض للانهيار فى أى وقت بسبب تجاهل الأجهزة صيانته وتركه منذ أن بناه محمد على ولم تجرى عليه أى عمليات صيانة سوى عمليات دهان بسيطة بالجير له من الخارج.
ويقول محمد غالي أحد أهالي مدينة القناطر: "طالبنا أكثر من مرة بعمل صيانة أيضا لكوبرى المناشى ولكن وجدنا أن المسئولين تائهون وتقدمنا قبل الثورة بطلب لمحافظة القليوبية لإنشاء كوبرى بديل لكوبرى المناشى لتخفيف الضغط عليه من السيارات النقل وبالفعل تم تشكيل لجان لعمل المقايسات والرسومات الهندسية ولكن بعد الثورة تم إلغاء كل شىء".
ويلتقط خالد عفيفي أحد سكان القناطر الخيرية طرف الحديث قائلا: "الكبارى في مدينة القناطر الخيرية كلها فى حالة سيئة وشديدة التردى وقابلة للانهيار في أي وقت نتيجة لقلة أو انعدام الصيانة الدورية والتي تعتبر بمثابة المتهم الرئيسي في مسلسل انهيار الكباري بالإضافة إلى الحمولة الزائدة والتخطيط السيئ في إنشاء عدد كبير من الكباري، والإهمال بالكباري قد يتسبب بشكل واضح في حدوث شروخ بالأجزاء الخرسانية به والصيانة حاليا تحتاج إلى استخدام أجهزة حديثة وإعداد مهندسين متخصصين قادرين على إجراء الصيانة، وللأسف لا نتحرك إلا بعد وقوع الكارثة بما يكلفنا أضعاف المبالغ المطلوبة".



ومن جانبه أكد مصطفى مجاهد رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالقليوبية وأحد سكان مدينة القناطر، ضرورة أن تتحرك الدولة لتنشئ بديل لكوبرى المناشى الذى يربط بين القليوبية و33 محافظات كبرى هى الجيزة والبحيرة والمنوفية ويسير على هذا الكوبرى سيارات نقل ثقيلة محملة بأوزان غير قانونية تهدد سلامة الكوبرى ويجب أن يتم تحديد أوزان السيارات التى تسير عليه بإنشاء ميزان حكومى يلزم السيارات بحمولات محددة.
وحذر مجاهد من مشكلة الفواصل وانهيار أسوار الكباري وزيادة حوادث الطرق فوق الكبارى بجانب تسرب الرطوبة  داخل الخرسانة المسلحة مما قد يتسبب في حدوث صدأ حديد التسليح المكون للكوبري وتآكله ما يجب معه حل المشكلة قبل أن تحدث كارثة.
وهناك أيضا كوبري مسطرد والذي تحولت حركة المسافرين عليه بشبرا الخيمة إلى معاناة ورحلة عذاب يومية بسبب التكدس المرورى والزحام المتكرر والغير مبرر أسفل كوبرى الدائرى وتحديدا بمنطقة نزلة مسطرد بطريق ترعة الإسماعيلية المؤدى إلى مدينة شبين القناطر وأبو زعبل ومنها لمحافظة الشرقية.
فسائقو الميكروباص والسرفيس يتسببون كل صباح فى تعطيل مئات الموظفين عن الوصول الى أماكن عملهم فى مواعيد العمل الرسمية بسبب تكدسهم تحت الكوبرى الدائرى بنزلة طريق مسطرد لتحميل الركاب على الرغم من وجود مكان يتسع للعشرات من سيارات الأجرة والسرفيس أسفل الكوبرى.
وبعيدا عن تعطيل الطريق أمام المواطنيين، فقد تحول إلى مرتع للكلاب الضالة واحتله المخالفون وبسطوا نفوذهم عليه وإقاموا مشروعاتهم بحرم الطريق.


وناشد مواطنو شبرا الخيمة اللواء محمود عشماوي محافظ الإقليم بضرورة النظر والاهتمام بوجود حل لمشكلة الزحام بطريق ترعة الإسماعيلية والذى يخدم آلاف المواطنين من أبناء محافظتي القليوبية والشرقية وحماية الكوبري من الانهيار بسبب تلف بنيته الأساسية نتيجة إهمال الصيانة ومخالفات المخالفين.
وفي أبو زعبل مركز الخانكة يعاني كوبري المعاهدة الذي يربط الخانكة بشبرا الخيمة وشبين القناطر من حالة إهمال شديد حيث تعرض الكوبري للتصدع أكثر من مرة خلال العاميين الماضيين.
 وكان آخر حالات الانهيار بالكوبري منذ عدة أشهر حيث سقط جزء من مقدمة الكوبرى بحجم متر في متر تسبب في حالة من الهلع وغلق الكوبري أمام الحركة في الوقت الذي تدخل فيه المحافظ السابق اللواء رضا فرحات وتم إصلاحه بسرعو إلا أن الحال لا يمكن السكوت عليه لأن الامر ينذر بتكرار الواقعة من جديد ما لم يتم استبدال الكوبري بالكامل.
من جانبه أكد اللواء محمود عشماوي محافظ القليوبية إلى أنه أعطى تعليمات مشددة لمسئولي الطرق والكباري بالقليوبية بإجراء صيانة بصفة دورية بواسطة هيئة الكبارى لكل الكباري المتواجدة على أرض المحافظة مشيرا إلى أنه لا توجد أى شكاوى إنشائية خاصة بأى كوبرى.
وأضاف المحافظ أنه يجري حاليا دراسة شاملة للحالة العامة لجميع الكباري بالمحافظة، لافتا إلى أنه سيتم على الفور الدفع بالشركات المتخصصة وإصلاح المشكلات التي قد تظهر بتلك الكباري.