في منطقة صحراوية وعلى بُعد كيلومترات من العمار والكثافة
السكنية، يقع مبنى " فيلا " تظهر عليه عدم النظام والإهمال، يعيش فيه 18
طفل أيتام داخل دار "إشراقة " لرعاية الأطفال، والتي ثار حولها ضجة
كبيرة خلال الـ 24 ساعة المنقضية، بعد قيام النيابة العامة والنيابة الإدارية
باستدعاء المسئولين عن الدار للتحقيق معهم في اتهامهم بالتعدي على أطفال الدار
جنسيًا وبدنيًا.
«البوابة نيوز» انتقلت لدار "إشراقة " وحاورت
الأطفال وبينهم فتيات تتراوح أعمارهن بين 10 و12 عاما.
فىى البداية يقابلك فرد الأمن المتمركز أمام بوابة الدار، والذي
أكد تعدي مشرفي الدار علي الأطفال بالضرب والتعذيب وفقًا لما أثبت بتقرير الطب الشرعي،
وذكر أن الدار سبق وألقت طفلة تدعى " أميرة " 11 سنة، في الشارع،
وتبنتها إحدى الأسر بسبب الحالة السيئة التي تعرضت لها عقب إلقائها في الشارع.
«زوجة رئيس الوزراء»
وأكد أن " عاطف عبيد" رئيس الوزراء الأسبق أسس دار
الأيتام وتبنى فيها 17 طفلا وظلت فى رعايته، وأودع مبلغا ماليا بالبنك وديعة للأطفال
بأسمائهم، ولكن بعد وفاته أصبحت دار الرعاية ملكا لزوجته " نجد خميس
حميدة" وهى المسئولة عن الدار وتعتبر أسوأ مرحلة مر بها الأطفال منذ توليها
إدارة دار الأيتام.
وقال أطفال الدار إنهم تعرضوا للكثير من المعاملة السيئة
وبالضرب من قبل بعض المشرفين التي عينتهم " نجدة" مسئولة الدار.
وقال أطفال أكبر سنا بالدار، إنه فى حياة " عاطف
عبيد" كان يتم معاملتهم معاملة حسنة، حيث كان يحضر لهم كل ما يريدونه من الألعاب
والملابس والحلوى وكانوا المشرفين يعاملونا معامله حسنة.
وبالتحدث مع أحد العمال بدار الأيتام: قال: إن جميع الأطفال
مجتهدون فى دراستهم وكان عاطف عبيد، وتم تقسيمهم ما بين مدارس حكومية وأخرى لغات،
وكان يهتم بتعليمهم ومعاملتهم المعاملة الحسنه ولا يوجه أي إساءة للأطفال وجميعهم
يصلون وحافظين للقرآن الكريم.
ومن وقت وفاته وأصبحت الدار فى أسوأ مرحلها من تعليم ومعاملة
الأطفال "، ورفضت دفع مصاريف مواصلات الأطفال إلى مدارسهم وانتهى الحال بهم
إلى المنع من دخول المدرسة، وكانت مسئولة عن الحال السيئ الذي وصلت له الدار وكانت
تخلق عدوانية بين الأطفال.
«تصرفات شاذة»
وقال الأطفال ومشرف الأمن: إن نجد خميس زوجة رئيس الوزراء الأسبق
تبنت طفل فى منزلها ومنعته من الحضور إلى الدار أو اللعب مع باقي الأطفال
والمشرفين، قائلة له: "إنت ابني لكن باقي الأطفال ما لهمش أهل"، بالإضافة
إلى تعدي المشرفين عليهم بالضرب داخل الدار.
«بعبع الأطفال»
في صوت واحد أجمع الأطفال أن أحد المشرفين ويدعى
"عمرو" كان يتفنن في تعذيبهم والتعدي عليهم بالضرب المبرح مستخدمًا، عصا
حديدية وعصا خشب وحزام، وكانت الدكتورة " نجد" تستدعيه "تعالا اضرب
العيال، وكان يأتى وفى حقيبته " كبل كهرباء، عصا حديدية، واسلاك " حتى
يتعدي عليهم، مؤكدين أن فرد الأمن كان يمنع المشرف من التعدي عليهم، ويقوم المشرف
بتوثيق عملية التعدي علي الأطفال وتصويرها بهاتفه المحمول.
وقال أحد العمال: إنه حاول التواصل مع رجال الأعمال والإعلاميين
حتى ينقذوا الأطفال من هذا التعذيب ولكن لا أحد كان يسمع، متابعا: "كانوا
يتركوني على الانتظار ولا أحد يرد عليا وأنا قدمت فى النيابة جميع الفيديوهات
والصور التعذيب حتى ياخذوا المتهمين عقابهم".
«أمنيات»
وقال "خالد" أحد أطفال الدار: إنه يحب جميع إخواته
بدار الرعاية ويحب دراسته التي نجح فيها بنسبة 95% في الصف السادس الابتدائي، وأنه
يعشق لعب الكورة ويريد أن ينضم إلى النادي الأهلي حتى يصبح لاعبا مشهورا مثل اللاعب
المعروف " رمضان صبحي".
«ممثل مشهور»
وقال مازن أحد أطفال الدار: إنه عندما كان يأتى بعض الزائرين
للدار ويحضروا معهم الألعاب والحلويات لنا كانت تأخذ مننا وتأكل المشرفة هى
المأكولات وتخبأ الألعاب في مكتبها وكانت تكسر معظمها حتى لا نلعب بها.
«تعذيب مبرح»
وقال ماجد أحد أطفال الدار، إنه أول من تعرض للتعذيب من قبل مشرف
الدار "عمرو" بأمر من "نجد" وهى كانت تطلب منه ذلك حتى يأتى
لضربه.
وأضاف أنه تعدي عليه بسبب دخوله إلى الحمام دون إذن، وأصيب بجرح
في الوجه، وكان الأسباب التى تعرضنا للعقاب الأكل بدون إذن، أو اللعب كلنا معا.
وكان" عمرو" مشرف الأمن يتعدي علينا بالضرب وكنا نهرب
إلى رجل الأمن بالمكان وأنه حاول الهروب من هذا الجحيم، ولكن فشلنا في ذلك عدة
مرات من الهروب أثناء التعذيب، وكان يوعدنا رجل الأمن بأنه هيساعدنا لإنقاذنا من
هذا التعذيب، وكنا نصدقه لأنه كان يعاملنا معامله حسنه ولم نجد مكان آخر للذهاب له.
«الكلبة فيكى تدافع عن الأطفال»
وقال أطفال الدار: إن أحد الزوار أهداهم كلبة سموها " فيكي
" تربت معنا، وكانت تسبب الرعب لمسئولة الدار" نجد" بسبب وفائها
وحبها للأطفال ودفاعها الدائم عنها اذا اقترب احد من المشرفين بالإساءة لهم.
وحاولت نجد التخلص منها مرارا وتكرارا وطردها من الدار ولكن
كانت تشعر الكلبة بالوفاء وتعود مجددا إلى أحضاننا، كما أضاف الأطفال أنهم كانوا يشعرون بالحب والحنية من " فريدة" أكثر من " نجد"
مسئولة الدار.
«جلسات تأهيل»
وتحدثت "البوابة نيوز" مع إخصائي الاجتماعي والنفسي
المسئول بجمعية الأورمان، والذي قال: إن جميع الأطفال الموجدين بالدار يحتاجون إلى
جلسات تأهيل نفسي وكورسات علاج بسبب ما تعرضوا له من معاملة وإساءة وتعذيب بالدار،
وهما الآن مستعدون للجلسات بعدما شعروا بالارتياح.
ويذكر مسئول الأورمان، أحد قصص الأطفال التى عثر عليها منذ أن
كان عمره لا يتعدى سنه في اللفة في أحضان والدته ووالدته الأموات التي كانوا قادمين
من قطاع غزة هاربين من القصف والاحتلال الإسرائيلي، وقام أحد المواطنين بوضع الطفل
في دار الأيتام، وطفل آخر عثروا عليه بالشارع ولم يعثروا على أسرته وتم وضعه بدار
الأيتام، موضحًا أن جميع الأطفال أتوا إلى الدار في عمر واحد تربوا معا وتبناهم، عاطف عبيد في الدار واعتنى بهم إلى أن سيطرت "نجد" على إدارة الدار.
«بلاغات ضد الإهمال»
وقالت الدكتورة عزة عبدون مدير عام الإدارة العامة
للأسرة والطفولة: إنها تلقت بلاغين، أولهما: كان بصورة مباشرة من إيمان عوف متطوعة
بفريق إرادة بالوزارة، أشارت في بلاغها إلى بوجود مجموعة من الأطفال المهملين
ويتعرضون لحالات إهمال كثيرة ولا يتوافر لهم الطعام وغيره من لوازم حياتية، وأن
الأطفال يخرجون خارج دار الأيتام دون رقابة مما يعرض حياتهم للخطر.
وتلقت بلاغًا آخر عبر مكالمة هاتفية من دكتورة سمية
الألفي رئيسة الإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية تنص على وجود مخالفات بدار
أيتام بالشيخ زايد، وتعرض الأطفال بداخل الدار لحالات التعذيب القاسية والتي تظهر
ملامحها على أجسادهم. مما دفع الوزارة للاتجاه فورا للتحقيق في صحة البلاغات
المقدمة والتي ثبت صحتها.