في أولى عملياته الإرهابية، التي هدد بها بعد تحالفه، أعلن تحالف المجاهدين "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"، الموالين لتنظيم القاعدة، مسئوليته عن الهجوم الإرهابي الذى استهدف 11 جنديًّا بالقرب من حدود مالي، مع بوركينا فاسو.
ويُعد الهجوم الإرهابي، الذي نفذه التحالف منذ يومين، الأول منذ نوعه منذ إعلان جماعة "نصرة الإسلام"، تحالف أربع تنظيمات جهادية مسلحة تحت رعايته، ويؤكد العمل الإرهابي للتحالف سعي تنظيم القاعدة لبسط نفوذه على القارة السمراء" الإفريقية"، لمنافسه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذى يتهاوى نجمه بعد عددا كبيرا من الضربات العسكرية له في الموصل.
وطبقا لآراء عدد كبير من الخبراء يعكس هذا العمل الإرهابي تطورا نوعيا وتوسعيا في منطقة صحراء شمال مالي، التي من المرجح أن تشهد عددا كبيرا من العمليات الإرهابية لتحالف جماعة نصرة الإسلام، ضمن خطة القاعدة لاستغلال افريقيا لبسط نفوذها، بعيدا عن الهجمات العسكرية التي تتعرض لها.
وقال الدكتور أيمن شبانة، الخبير بمركز الدراسات الأفريقية: إن القارة السمراء تمثل قبلة الحياة للقاعدة، ويستثمرها لتنفيذ عملياته، لمزاحمة "داعش"، وجذب الجماعات المسلحة إليه من جديد بعد الانشقاقات التي ألمت بها.
وأضاف "شبانة" أن "القاعدة"، تحاول إثبات حضورها في أفريقيا، وتستثمر ضربات "داعش" لتنفيذ مزيد من العمليات الإرهابية مستقبلا، واستغلال الظروف الصعبة التي تمر بها أفريقيا لتكون حاضنته، والتى من بينها عدم قدرة الحكومة على التنمية، بالإضافة لسياسات العالم الغربي المجحفة بحقها، وتربص المحكمة الجنائية الدولية بها، وهو ما تستغله" القاعدة" لتمدد عملياتها وتكريس مزاعمها للدفاع عن الهوية، وإقامة تحالفات مع جماعات علمانية ليست قائمة على الشريعة مثل مع حدث بين تحالف جماعة "أنصار الدين"، بقيادة إياد غالي، وبين جماعة الأزواد، لضرب عصفورين بحجر، من خلال منح دولة للأزواد مقابل تطبيق الشريعة، وهذا المشروع تم إجهاضه من قبل فرنسا في عملية " القط المتوحش" التي قادتها في الشمال للقضاء على هذا المشروع، وهو ما يؤكد أن القاعدة تلعب على شبكة المصالح التي تجمعها بالقبائل ضد الحكومات المناهضة لهم.
في السياق نفسه قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن القاعدة تخفف مواجهات الضربات بالعملية الإرهابية التي تبناها تحالف "نصرة المسلمين"، وأن تصاعد الهجمات في الساحل الأفريقي خلال هذه الفترة يهدف لفتح قوس جديد لتمدد تنظيم القاعدة، من المتوسط (تونس، الجزائر، ليبيا والغرب) أو ما يسمى بجنوب الساحل، إضافة إلى سعي القاعدة لتأكيد حضوره الاستراتيجي".
ولفت فهمى إلى أن تنظيم القاعدة بارع في تغيير استراتيجيته بسهولة، ويستثمر المعلومات المتبادلة بينه وبينه التنظيمات المسلحة لخدمه أهدافه.