اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن مجال التعاون مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ممكن من الناحية النظرية، إلا أنه أكد، في الوقت نفسه، عدم وجود أي تنسيق حاليًّا؛ بسبب غياب الاتصالات بين البلدين "على المستوى الرسمي".
وأجرى الأسد، الذي تشهد بلاده نزاعًا مسلَّحًا منذ مارس 2011 أسفر عن مقتل أكثر من 300 ألف شخص وتشريد الملايين، وفق تقديرات الأمم المتحدة، مقابلة مع قناة "فينيكس" الصينية نشرت نصَّها وكالة الأنباء السورية، اليوم السبت.
وسأله الصحفي الصيني: "إنكم والسيد دونالد ترامب تتشاطران الأولوية نفسها المتمثلة في محاربة الإرهاب، كما أن كليكما يكره الأخبار المزيَّفة، هل ترون أي مجال للتعاون؟" ليردّ الأسد: "نظريًّا نعم، لكن عمليًّا ليس بعدُ".
وأوضح: "لأنه ليس هناك أي صلة بين سوريا والولايات المتحدة على المستوى الرسمي، حتى غاراتهم ضد داعش جرت دون تعاون أو تشاور مع الجيش السوري أو الحكومة السورية، وهذا غير قانوني.. إذًا نحن نتشاطر هذه الأهداف نظريًّا، لكن عمليًّا ليس بعد".
وتقود الولايات المتحدة منذ عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما تحالفًا دوليًّا يستهدف تنظيم داعش في سوريا والعراق على وجه الخصوص، وأعلن ترامب، عقب وصوله للبيت الأبيض، عزمه تفعيل آلية محاربة المتشددين.
وردًّا على سؤال بشأن وجود "اتصالات شخصية مع رئيس الولايات المتحدة"، نفى الأسد ذلك بشكل قاطع، لكنه ألمح إلى وجود اتصالات "غير مباشرة"، بعد إصرار الصحفي الصيني.
وقال: "فيما يتعلق بالاتصالات غير المباشرة هناك العديد من القنوات، لكن لا يمكنك المراهنة على القنوات الخاصة، ينبغي أن يكون ذلك رسميًّا، عندها يمكنك التحدث عن علاقة حقيقية مع حكومة أخرى".
كما أشار الأسد إلى أن تعهُّد ترامب خلال حملته الانتخابية بإعطاء الأولوية لدحر تنظيم داعش كان "مقاربة واعدة"، لكن "لم نر شيئًا ملموسًا بعدُ فيما يتعلق بهذا الخطاب"، وفق النص الذي نشرته سانا.
ووصف الحملة العسكرية المدعومة من الولايات المتحدة ضد داعش بأنها "هجمات وغارات عسكرية" تقتصر على مناطق صغيرة، وقال: "نأمل في أن تقوم هذه الإدارة الأمريكية بتنفيذ ما سمعناه".