المتابع لمشكلة الحكم جهاد جريشة فى واقعة عدم احتساب ركلة جزاء لصالح نادى الزمالك وردود الأفعال التى حدثت. يخيل له أننا مجتمع فاضل لا يرتكب أفراده أخطاء وخطايا.
لو افترضنا أن جهاد جريشة تعمد عدم احتساب الركلة ما هى الكارثة التى تستحق هذه الردود العنيفة؟ لو كنا حاسبنا الأطباء والممرضات والمستشفيات الذين يتركون المرضى يموتون، لأنهم لا يملكون المال أو لأنهم مرضى بسطاء لا يمتلكون علاقات بأصحاب النفوذ.. لو كنا حاسبنا المهندسين والمقاولين الذين يسرقون فى مواد البناء وهم يعلمون خطورة وأثر ما يرتكبون.
لو كنا حاسبنا المدرسين الذين لا يؤدون عملهم إلا فى الدروس الخصوصية. لو كنا حاسبنا المفكرين والسياسيين الذين عرضوا خدماتهم على كل رجل أعمال وعلى كل من يدفع لهم ليشترى ضمائرهم وعقولهم.. لو كنا حاسبنا هؤلاء وغيرهم ما كان جريشة ارتكب هذا الخطأ سواء جهلا أو عمدا.
الغريب أن من ذبحوا جهاد جريشة خرجوا ليدافعوا عن حسنى مبارك الذى ذبح وطنا. هل خطأ جهاد جريشة يساوى خطايا مبارك الذى تدافعون عنه وتهللون لبراءته رغم جرائمه؟
للداخلية مهام أخرى
الضباط أصحاب الرتب الصغيرة والأمناء والجنود فى جهاز الشرطة يتحملون أعباء تنوء بها الجبال. من بين هذه الأعباء حماية السيارات التى تنقل الأموال والتواجد أمام البنوك فى نوبات حراسة على مدار اليوم. لماذا لا تتخفف وزارة الداخلية من هذه الأعباء وتترك نقل الأموال وحماية البنوك لشركات الأمن الخاصة؟ أم أن المكافآت التى تخرج من البنوك ويحصل على أغلبها كبار القادة الموجودين فى مكاتب مكيفة مغرية لدرجة تحمل صغار العاملين كل هذه المشاق. نفس الأمر يتكرر فى المباريات الرياضية وغيرها من الأنشطة التى تتصدر الداخلية فيها المشهد.. فى هذه الظروف الدقيقة يجب أن تتفرغ الشرطة للمهام الدقيقة بما لا يمثل إرهاقا على العاملين بها.
كمل مشوار السادات
قبل إسقاط عضوية النائب محمد أنور السادات خرجت مواقع إخبارية وبرامج تليفزيونية تتحدث عن المليارات الحرام التى جمعها هو وعائلته وتم إسقاط عضوية أنور السادات، فهل ستكتفى الدولة بإسقاط العضوية وتتغاضى عن المليارات التى وجهت للرجل اتهامات بجمعها بالفساد أم سيتم التحقيق فى مصادر ثرائه ثم يقدم للمحاكمة بورق غير مكتمل التحريات مما يتيح له البراءة بشكل قانونى؟
دبلوماسية أبوالغيط
العرب بهم نسبة لا بأس بها تعتنق المذهب الشيعى، ومع ذلك خرج أمين جامعة الدول العربية أبوالغيط يتهم إيران بأنها تحاول تشييع المنطقة. أظن أن الخلاف بين العرب وإيران هو خلاف مصالح دول وليس خلاف مذاهب، فلا حكام إيران أئمة ومتدينين ولا حكام العرب شيوخا ورعين. وحتى إن كان جزءا من الخلاف يعود للمذاهب فقد كان على أبوالغيط أن يستميل العرب الشيعة لا أن يخيفهم بتصريحه.