اعترف إبراهيم منير، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، بعمالة الجماعة للمخابرات البريطانية، قائلًا: «قادة الجماعة جلسوا مع الأجهزة الأمنية البريطانية، ولبوا الدعوة فى إطار الانفتاح الذى تتبناه الجماعة للتعريف بحقيقة الجماعة وسلوكها السياسى».
وأضاف منير، فى حوار له على قناة قطرية، أمس الأربعاء، أن المخابرات البريطانية تواصل مراقبة جماعة الإخوان منذ تأسيسها عام ١٩٢٨، وأنهم مطمئنون إلى أن من يخرج من الجماعة وعن نهجها السلمى فهو لا يمثلها.
ووصفت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية العاصمة البريطانية لندن بأنها «الوطن الطبيعى لجماعة الإخوان».
ويبث موقع «إخوان أون لاين» من العاصمة البريطانية، وفى يوليو عام ٢٠١٣ بعد الإطاحة بالرئيس المعزول أسس الإخوان مقرًا إداريًا شمال لندن. وتمتد علاقات الإخوان والاستخبارات البريطانية إلى مرحلة التأسيس، حيث تواصل حسن البنا مع سفير لندن أثناء الاحتلال البريطانى لمصر، وحصل منه على منحة مالية قدرها ٥٠٠ جنيه من شركة قناة السويس البريطانية الفرنسية.
وذكر المؤرخ البريطانى «هيوارث دون» فى كتابه «الدين والاتجاهات السياسية فى مصر» أن حسن البنا ألمح خلال اتصالاته مع السفارة البريطانية بـ«أنه على استعداد للتعاون، وسيكون سعيدًا لو أن مساعدة مالية قدمت إليه"، وعندما أبرمت وزارة إسماعيل صدقى معاهدة «صدقى بيفن» مع الاحتلال، التى عارضها الشعب المصرى بقوة، وقف مصطفى مؤمن، مسئول الطلاب فى مكتب الإرشاد من دون أدنى خجل، معلنًا تأييد الجماعة لإسماعيل صدقى، مستخدمًا الآية القرآنية الكريمة «واذكر فى الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا».
وفى عام ١٩٥٥، وبعد إعلان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حظر الجماعة وملاحقة قادتها، اتخذ الإخوان من لندن مقرًا لنشاطهم الدولى، ومنها إلى كثير من بلدان العالم.
وفى مطلع السبعينيات أفرج «السادات» عن الإخوان وأعادهم للمسرح السياسى بضغط من لندن وواشنطن، بعد أن تلقى «السادات» رسالة عام ١٩٧٢، عبر رئيس المخابرات السعودية كمال أدهم، فحواها: «إذا أردت دعم الأمريكان فى صراعك مع إسرائيل فعليك بأمرين، أولهما: طرد الخبراء السوفييت، وثانيهما: الإفراج عن الإخوان».
وفى عام ٢٠٠٥ ضغطت واشنطن ولندن على الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك لإشراك الإخوان فى الحكم، وهى الضغوط التى أدت لدخول ٨٨ إخوانيًا للبرلمان. وبعد نجاح ثورة ٢٥ يناير وبالتحديد فى ديسمبر ٢٠١١، لم يستمر العمل السرى طويلًا، فقد كتب الدكتور روبرت الرئيس الأسبق لوحدة الاتصال بالمسلمين فى شرطة لندن، ليكشف الحقيقة فى مجلة «نيو استيتسمان»: «يجب أن تفخر بريطانيا بنجاحها فى توفير ملاذ آمن لأعضاء جماعة الإخوان خلال العقود الثلاثة الماضية.. كثير من هؤلاء جاءونا هاربين من السجن والتعذيب فى بلدان يحكمها مستبدون فاسدون، فدعمهم الغرب بقوة حتى جاء الربيع العربى، الآن بعض هؤلاء يعودون إلى بلدانهم الأصلية للمساعدة فى بناء الديمقراطيات الجديدة ويحصنون بلدانهم ضد ديكتاتوريات محتملة فى المستقبل فى العالم العربى».