كلنا ندرك ونقدر قيمة المقولة العظيمة والخالدة للزعيم الوطنى مصطفى كامل وهى «لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس»، وهى مقولة تدفع الناس إلى الإيمان بالأمل «وأن من يحيا بلا أمل فهو كالميت» وأن الآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء، كما قال المخترع توماس أديسون الذى أجرى ٩٩ تجربة فاشلة من أجل اختراع المصباح الكهربائى وتمسك بالأمل حتى نجحت التجربة فى المحاولة المائة وأنار العالم كله بفضل الأمل.
فكلمة الأمل قليلة فى حروفها، ولكنها عميقة الأثر فى معانيها لدى كل من يؤمن بقيمة ومعنى الأمل فى الحياة، ويتمسك به مع كل طلعة شمس خاصة أن الزهور نفسها تتمسك بالأمل حتى فى اليوم الملىء بالغيوم تدرك وتعلم أن الشمس سوف تشرق غدًا.
ومما لا شك فيه أن غالبية البشر تؤمن بقيمة الأمل وتدرك معانيه وتتمسك به حتى آخر لحظة فى حياتها إلا أن الأقلية فقط هم القادرون على صنع الأمل وزرع الأمل فى نفوس الأغلبية لما يمتلكون من قدرة ومقدرة وبصيرة على إقناع الآخرين بأهمية ومعنى الأمل بل وصناعة الأمل باعتبارها من أهم الصناعات فى عصرنا هذا، والذى شهد كثيرا من المصاعب والدمار والخراب والإرهاب. فصناع الأمل فى عصرنا هذا مثل الجواهر الثمينة التى لا يستطيع أحد أن يقدر سعرها وثمنها، لأن لديهم طاقة إيمانية كبيرة على إقناع الآخرين بالأمل ليس فقط بالأقوال ولكن بالأفعال والممارسات، وطرح المبادرات الخلاقة والمشروعات التى تحيى الأمل فى نفوس الآخرين من خلال استشعارهم بآمال ورغبات الآخرين.
ولعل من المقولات العظيمة فى وصف الأمل هى أن الأمل يخفف الدمعة التى يسقطها الحزن، وأن الأمل هو حلم اليقظة، وكما قال تشرشل فى وصف الأمل إن المتشائم يرى الصعوبة فى كل فرصة بينما المتفائل يرى الفرصة فى كل صعوبة، وإن المتشائم ينظر دائما إلى الخلف بينما المتمسك بالأمل ينظر إلى الأمام وغيرها من المقولات الخالدة لدعم قيمة الأمل.
ولعل الظروف التى مرت وتمر بها مصر حاليًا وخاصة منذ عام ٢٠١١ والمصاعب التى تواجه المصريين وفى مقدمتها مصاعب الحرب على الإرهاب وسقوط الضحايا والشهداء من الشعب ورجال الجيش والشرطة، تؤكد أن الشعب المصرى فى احتياج شديد إلى زرع الأمل فى النفوس ونشر الأمل فى ربوع أرض الكنانة، لأن الأمل هو القنبلة القادرة على دحر الإرهاب.
وهذه الظروف والصعاب التى تمر بها مصر كانت دافعا وراء رحلة ومسيرة واحدة من صناع الأمل على أرض مصر، واختارت أن تسير فى هذا الطريق، لإيمانها الشديد بأن الأمل هو العلاج الحاسم لإعادة الروح للمصريين، حتى يتغلبوا على مصاعب الحياة ومؤامرات الخارج عليهم، وأن مبادرات الأمل التى أطلقتها لاقت قبولًا ونجاحًا على أرض مصر.
فصناعة الأمل من أصعب الصناعات، ولكنها قررت أن تكون صانعة للأمل.. إنها الدكتورة غادة عبدالرحيم على، التى أطلقت عدة مبادرات منها يوم «السعادة المصرى» ومبادرة «ولادها سندها» للتأكيد على شهامة وجدعنة الشعب المصرى وحملة «ستات مصر بمائة رجل» وحملة «فيها حاجة حلوة» وحملة «حياة» وكلها مبادرات تؤكد مدى أهمية قيمة الأمل فى الحياة.
وتصدت الدكتورة غادة عبدالرحيم لبعض المحاولات الرامية إلى التشكيك فى تجاوب المصريين معها، وأثبتت أن غالبية الشعب المصرى متمسك بالأمل، وأن الغد أفضل من اليوم وأسقطت محاولات دعاة اليأس ودعاة الدمار والخراب وحصدت العديد من الجوائز المصرية والعربية، وتم تكريمها فى العديد من المحافل المصرية والعربية كنموذج مشرف ومضىء للمرأة المصرية.
ولعل دعم ترشيح الدكتورة غادة عبدالرحيم لجائزة الشيخ محمد بن راشد حاكم دبى لصناع الأمل، فريضة على كل مصرى ومصرية يؤمن بالأمل، ويقدر ما قامت به صانعة الأمل فى نفوس العديد من المصريين على مدار السنوات الماضية، لأن فوزها بتلك الجائزة هو فوز لاسم مصر وتأكيد بأن الأمل هو الطريق الصحيح الذى يسير فيه الآن الشعب المصرى بعد أن أسقط دعوات اليأس، لأن الآمال العظيمة تصنع الشعوب العظيمة.