الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

مصر تحيي ذكرى أسود العسكرية المصرية في "يوم الشهيد".. بطولات خاصة في معارك "الصمود والدفرسوار ورأس بيرون".. رجال صدقوا الله ما عاهدوا عليه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر "يوم الشهيد"، أحد التقاليد الراسخة في تاريخ العسكرية المصرية قديما وحديثا، حيث تولى له القوات المسلحة اهتمامًا كبيرًا، وبعد حرب الاستنزاف، واستشهاد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة في التاسع من مارس عام 1969، اتخذتً القوات المسلحة من هذا التاريخ يومًا تحتفل فيه كل عام بشهدائها على مر التاريخ، خاصة شهداء الصراع المصري - الإسرائيلي، الذين فاضت أرواحهم وهم يدافعون عن أرض مصر وعزتها وكرامتها، قبل حرب أكتوبر المجيدة وخلالها، وأنشأت النصب التذكاري للشهداء في مدينة نصر عام 1975، حتى يظل شاهدًا على ملحمةً العبور الكبرى، وفاءً للشهداء وعرفانًا بتضحياتهم، حيث يضم أسماء رمزية للعديد من الشهداء من أبناء مصر، تم فيه دفن رفات عدد من الجنود المجهولين التي عثر عليها في أرض المعركة، ومنذ هذا الوقت صار قبر الجندي المجهول رمزا للفداء والتضحية والإيثار.
وترصد "البوابة نيوز" في هذا التقرير بعضا من بطولات شهداء مصر الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم لتحيا بلدهم في عزة وكرامة.


الشهيد اللواء أحمد حمدي، شهيد المهندسين:
في يوم 14 أكتوبر كان البطل كعادتـه يـشـرف على الانتهاء مـن إقامة أحـد الكبارى على القناة، حتى فوجئ بغارة جوية معادية، نجم عنها تدمير جزء كبير من الكوبرى، وأثناء إشرافه على ترميمه، وجد مجموعة من البراطيم الغارقة تتحرك بسرعة مع تيار المياه صوب الكوبرى، فتصدى لها بنفسه، وبمناورة سريعة بأحد اللنشات تمكن من سحب البراطيم بعيدا عـن الـكـوبـرى، وفـى تلك اللحظات ازدادت شراسة القصفات النيران المعادية واستشهد البطل بشظية من قنبلة غادرة، فاندفع اثنان من جنوده ليحمله واندفعت أسلحة ومدرعات قواتنا على الكوبرى نحو الشرق، موجهة تحيتها لروح الشهيد.


الشهيد العميد أحمد عبود الزمر، بطل معارك الدفـرسـوار:
تولى قيادة عناصر منها للقتال ضد قوات العدو التي تسللت غرب القناة، وحاولت تطويق موقعه المتقدم جنوب الإسماعيلية، فقام بقيادة وحـدة فرعية من قواته، وتصدى لقوات العدو المدرعة المتفرقة وظل يقاتل العدو لمدة 36 ساعة متواصلة، استطاع خلالها أن يمنعه من الاقتراب من المدينة لكن قـوات العدو البرية والجوية ركزت ضرباتها ضده، وتـمكـن لواء مدرع من اقتحام موقعه، ودارت معارك غير متكافئة بين الطرفين، أدت إلى استشهاد العميد الزمر بين رجاله.


الـشهيـد العميد شفيق مـتـرى سـدراك، بطل مـعـارك الطالية:
اشتبك يـوم 8 أكتوبر 1973 كمنسق ثان للفرقة، ونجحت قواته في الاستيلاء بعد القتال على الموقع الحيوي فى منطقة الطالية لقيادة قوات العدو، الذى كان يضم مركزًا والاحتياطي التكتيكي لـشـرق التمساح والدفرسوار، واستطاعت صد الهجمات المضادة المعادية طوال يوم الثـامن من أكتوبر لاسترداد الموقع، وفى فجر التاسع من أكتوبر 1973، بدأت تطوير هجومها شرق عنيفا، وخـاضـت قتالا شـرقـ الـطـالـيـة، تـكـبـدت خلالـه الـقـوات الإسرائيلية خسائر فادحة، ما أجبرها على الانسحاب بعد أن حـسـم الـبـطـل المعارك لـصـاحلـه، وفــى الساعة التاسعة والنصف من نفس اليوم، أصيبت مـركـبـة الـقـيـادة بقذيفة مباشرة أودت بحياته عـلـى الــفــور، حـيـث تمـكـن رئيس أركان الـلواء من إدارة المعركة وتحقيق النصر.


الشهيد العميد إبراهيم الرفاعي، أسطورة الصاعقة، وقائد المجموعة 39 قتال: 
كـان ينشر الموت والدمار بين قوات العدو فى جميع أنحاء سيناء خـلال حـرب الاستنزاف، وانتقلت بطولاته إلـى غـرب القناة حينما تمكنت القوات الإسرائيلية من التسلل عبر ثغرة الدفرسوار في حرب أكتوبر، ففي يوم 19 أكتوبر توجه إلى منطقة نقيشة، واستطاع ومعه مجموعات قتال من الصاعقةً بها التصدي لقوات العدو المدرعة، محدثا خسائر جسيمة أرغمها على التراجع ثـم قــام مطاردتها، وأثـنـاء قتاله للعدو غرب الإسماعيلية، سقطت إحدى دانات مدفعية العدو بالقرب منه، وانفجرت وإصابته شظاياها، فسقط هـذا الأسد الأسطوري شهيدا.


الشهيد الرائد محمد محمد زرد، قاهر مواقع العدو الحصينة فى قطاع الشط:
بدأت مهمته عندما علم أن مجموعة من الـقوات المكلفة بالاستيلاء على النقطة ١٤٩ بقطاع الشط لـم تتمكن مـن تنفيذ هذه المهمة فطلب من قائد اللواء السماح له بتنفيذها، وفى صباح الثامن من أكتوبر بدأ ومعه مجموعة قتال في مهاجمة النقطة من الخلف ومن الأجناب، ودارت معارك شرسة انتهت بالقتال المتلاحم داخل المواقع، وتكبد العدو خلالها خسائر جسيمة، فقررت باقي قواته الاستسلام للأسر، وأثناء القتال تعرض البطل لإصابة خطيرة استشهد على إثرها بعد أن اطمأن أن مهمته أنجزت على أكمل وجه.


الشهيد رائد طيار عمر عبدالعزيز صقر-القوات الجوية:
اشترك في يوم السادس من أكتوبر في تنفيذ الضربة الجوية الشاملة، وفى السابع من أكتوبر، كلف ضمن سـرب مقاتلات قـاذفـة بشن غارات ضد مواقع صواريخ الدفاع الجوي ومحطات رادار للعدو على ممر الجدي، وفى منطقة جبل أم خشيب ورغم إصابة طائرته بصاروخ أرض/جو قبل وصوله إلى الهدف، استمر في تنفيذ مهمته، ولم يعد بطائرته إلى القاعدة ولم يقفز بالمظلة، وأصر على مهاجمة مواقع العدو، وأوقع بها خسائر كبيرة قبل أن يسقط فوقها بطائرته شهيدا.

الـشهيد المقدم إبراهيم عبدالتواب، بطل الصمود:
تمكن مع قواته من الاستيلاء على مواقـع كبريت الحصينة فى يوم التاسع من أكتوبر 1973، وجنح في صد وتدمير هجمات العدو المضادة المتكررة والفاشلة بغرض استرداد هذا الموقع الحصني، لكنه استشهد حين قام الـعـدو بضرب حصار قـوى حـول مواقعه المنعزلة ومنع الإمداد عنه وذلك في يوم 14 يناير 1974، أثناء قيادته لقوة إغارة ضـد قوات العدو التي كـانـت تحاصره أكثر من 100يوم، وقبل استشهاده قال مرافقيه وهو يحتضر: "إياكم والتفريط في الموقع فشرف مصر وكرامة جيشها معلق بصمودكم" ثم نطق بالشهادتين.


الشهيد النقيب طيار عاطف السادات شهيد الضربة الجوية الشاملة:
هـو الشقيق الأصغر للرئيس الشهيد محمد  أنور السادات،اختير لكفاءته ضمن الطيارين المكلفين بتنفيذ الضربة الجوية الشاملة في المرحلة الافتتاحية للحرب يـوم السادس من أكتوبر 1973، حيث كلف بقصف مطار المليز فى عمق سيناء، وفى نشوة انتصاره، دار بطائرته مرة أخرى لتدمير دفاعات المطار، وأثناء عودته إلى قاعدته أصيبت طائرته وهوت على الأرض مـدمـرة، واستشهد بعد أن نجح مع زملائه الطيارين العظام فى فتح الأبواب على مصراعيها لقواتنا البرية لتسطر أروع ملحمة حربية في العصر الحديث.


الشهيد رائد بحرى محمود سليم مصطفى فؤاد، بطل معركة "رأس بيرون" وقائد أحد لنشات الصواريخ:
تم تكليفه فـى ليلتي الـسـادس والـسابع مـن أكتوبر ضمن مجموعة من اللواء بتوجيه ضربة صاروخية ضد مواقـع العدو فـى "رأس بـيـرون" على الساحل الشمالي لسيناء، وأثناء القتال تعرضت المجموعة لهجمات جوية، فتقدم بجرأة نحو الهدف، فركزت قوات العدو الجوية هجومها ضده، حتى دمرت اللنش، واستشهد البطل مع طاقم اللنش في فجر السابع من أكتوبر، بعد أن استطاع زرع منطقة "رأس بيرون" بالصواريخ.


الشهيد العريف سيد زكريا، أسد سيناء، وبطل الصاعقة:
فى يوم 13 أكتوبر كان ضمن أفراد قوة صغيرة من الصاعقة، تم إمرارهـا خلف الخطوط فى جنوب سيناء بمنطقة "رأس ملعب حيث خاضت القوة قتالا عنيفا ضد قوة مظلات العدو، استشهد خلالها زملاؤه وكان هو الناجي الوحيد، فظل يقاتل مطلقا نيرانه المركزة من موقعه الحيوي، قـوة العدو من جميع الجهات، إلى أن أفناهم، عدا جندي إسرائيلي واحد، تمكن من الالتفاف مستترا مترصدا للبطل حتى عاجله غـدرا بدفعة من رشاشه من الخلف، ومن شدة انـبهار هذا الجندي الإسرائيلي بفدائية وشجاعة بطلنا زحف نحوه بحذر، وجرده مـن متعلقاته، بما فيها بطاقته العسكرية، حيث احتفظ بهًا تذكارا لهذا الأسد المصري، حسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، التي كشف لها الجندي هذه القصة بعد مرور 22 سنة على الحرب.
هؤلاء هم أبطال القوات المسلحة الذين ينطبق عليهم قــول الله عـز وجــل: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهمً من ينتظر ومـا بدلوا تبديلا"، هـذا جيشنا الباسل وشرطتنا العظيمة وسيظلان حتى يـوم الدين