كشفت دراسة حديثة لمركز المزماة البحثي، المهتم بشئون الحركات الإسلامية، عن أن خليفة المرشد الحالي للثورة الإيرانية آية الله الخامنئي، سيكون شخصًا أكثر تشددًا.
ورغم التكتم الذي تمارسه إيران على شخصية المرشد القادم، بعد وفاة هاشمي رفسنجاني، الشخصية التي كانت مرشحة لخلافة "خامنئي"، إلا أن الدراسة اعتمدت على مؤشرات، ذهبت منها إلى أن المرشد القادم، سيكون ذا طابع متشدد، بعد التوترات التي يشهدها تيار الإصلاحيين الذي كان ينتمى له "رفسنجاني".
وتمثلت هذه المؤشرات في أن "مجلس الخبراء الذي يسيطر عليه المتشددون، وهو الجهة المخولة حسب المادتين 107 و109 بتعيين منصب المرشد، قد أعلن بصوت خافت عن تشكيل لجنة سرية تدرس حاليا موضوع خلافة خامنئي، وتبحث بين 10 شخصيات مرشحة للجلوس على كرسي هذا المنصب، الذي يُعتبر أعلى سلطة في البلاد، لذا فإن العشرة شخصيات هذه بالتأكيد هي من الرموز المتشددة".
وتطرقت إلى كشف رجل الدين المتشدد والمقرب من خامنئي، أحمد خاتمي، عن أن هناك بعض الشخصيات تم ترشيحها بالفعل، ولا يمكن لأي شخص الاطلاع عليها، باستثناء المرشد الأعلى، علي خامنئي، ما يعني أن المرشد علي خامنئي هو من سيعين خليفة له، ومن ثم يوافق عليه مجلس الخبراء، تماشيًا مع الدستور الإيراني، ليتضح حقيقة توريث المناصب في إيران، رغم مزاعم الانتخابات، وخداع العقول بوجود ديمقراطية وانتخابات تشريعية.
واتفقت الدراسة على أن أغلب الترجيحات تتجه نحو الاستقرار على اسم رجل الدين المتنفذ، إبراهيم رئيسي، كأقوى مرشح حاليًا، يمكن أن يحل محل خامنئي، واعتمدت في ذلك على أسباب، هي دعم المرشد الحالي له، وحصوله على توافق ودعم من قبل التيار الأصولي المتشدد، وقد ظهر ذلك جليًا في ترشيحه لانتخابات الرئاسة الإيرانية القادمة المزمع إجراؤها في شهر مايو المقبل عن التيار الأصولي، وأيضًا الدعم الذي يحظى به من قبل قادة الحرس الثوري، ورجال دين متشددين حول المرشد خامنئي، وبسبب الضعف الذي أصاب التيار الإصلاحي والمعتدل في الآونة الأخيرة، خاصةً بعد رحيل أقوى رموزه وهو السياسي ذو التأثير الكبير على الساحة الإيرانية هاشمي رفسنجاني الذي أقلق المرشد عدة مرات كان آخرها طرحه لفكرة "مجلس ثوري قيادي" بدل تعيين ولي فقيه جديد في حال وفاة خامنئي، ما اعتبر كسًرا للمحرمات، وتجاوزًا للخطوط الحمراء، من قبل شخصية سياسية كان المرشد ومن حوله يخشاها كثيرًا، لكن مع رحيل رفسنجاني تكون فكرة إلغاء منصب المرشد قد ماتت، ولم يعد أملا في اختيار مرشح أكثر اعتدالًا لخلافة خامنئي.