مع مرور الوقت، تظهر المؤامرات، وتفضح الاتفاقات السرية، التى دأبت الحكومة القطرية على عقدها مع ذراعها الأمين، الممثل فى جماعة الإخوان الإرهابية، هذه الصفقات المشبوهة فضحتها المستندات والوثائق الدالة عليها. «البوابة» مجددًا حصلت على ملفات مهمة من داخل أروقة وزارة الخارجية القطرية، تحمل عنوان «آخر المستجدات على ملف مصر»، وهى عبارة عن وثائق اتفاقية الاستثمار القطرى فى مصر، بجانب عقد الاتفاق بين حكومة الإخوان وقطر، وتم إرسال الملف لوزير الخارجية القطرى عن طريق «عائشة المطاوعة»، مساعدة مدير مكتب وزير المالية والمسئولة عن ملف الموارد.
ورغم تسريب ٥ وثائق من هذه الملفات، التى وجدت طريقها للنشر فى عدد من المواقع تخص توقيع الاتفاقية، فإن هذه التسريبات جاءت مبتورة، وليست ذات جدوى، ما لم يتبعها ما سنسرده فى هذا التقرير من مستندات مكمّلة فى هذا الملف الشائك، الذى يتعارض مع الاقتصاد المصرى، فى تحدٍّ واضح من جماعة الإخوان وقطر للأمن القومى المصرى.
الوثائق التى حصلت عليها «البوابة» تحتوى على اتهامات للرئيس المعزول «محمد مرسي» و«هشام قنديل» رئيس الوزراء بحكومة الإخوان، بالإضرار العمدى بمصالح مصر بعد إبرام صفقات مع قطر، فى منطقة قناة السويس ومناطق أخرى، وهى بالأساس مشاريع وهمية تقوم بها الحكومة القطرية للاستيلاء على مقدرات مصر.
البداية تعود لاجتماع مغلق دار بين «هشام قنديل»، رئيس وزراء مصر فى هذا التوقيت، إبان حكم الجماعة الإرهابية مع «حمد بن جاسم» رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها فى القاهرة، وذلك بتاريخ ٥ سبتمبر ٢٠١٢، وتم فيه الاتفاق على تشكيل فريق عمل يقوم بدراسة مشاريع اقتصادية لإنشاء محطة كهرباء فى منطقة شرق التفريعة ببورسعيد، على أن تقدم الدراسة خلال ٣ أشهر، ويتم تشكيل الفريق بواسطة «خالد محمد جوجو»، مدير إدارة تطوير المشروعات بشركة الكهرباء والماء القطرية. وفى اليوم التالى وقعت مباحثات سرية، وذلك يوم ٦ سبتمبر ٢٠١٢، بين الرئيس المعزول «مرسي» و«حمد بن جاسم» رئيس وزراء قطر، وقام مرسى باقتراح عدة مشروعات، وتم الاتفاق على مشروع إعمار غزة وإدخال مواد البناء للقطاع، والتوصل لحلول استثمارية للقطريين فى مصر.
بينما قام «عبدالله بن عيد السليطي»، مدير مكتب رئيس الوزراء القطرى، بإرسال محضر المباحثات مع مرسى لوزير المالية القطرى «يوسف حسين كمال»، وذلك لدراسة الموضوع، وبناء عليه قام وزير المالية القطرى بإرسال خطاب لـ«ممتاز السعيد» وزير المالية الأسبق لمصر، طالبه بضرورة إرسال البيانات والإيضاحات الخاصة بالمشروع الذى اقترحه مرسى، الخاص باستثمار قطر فى مجمع الحديد والصلب بحلوان، الذى تم انشاؤه فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بخبرة وتكنولوجيا روسية، ويعد أكبر مجمع للحديد والصلب فى الشرق الأوسط.
كما قام «فهد حمد المهندي»، المدير العام لشركة الكهرباء والماء القطرية بمراسلة عبدالله السليطى، مدير مكتب رئيس الوزراء، يطلب منه التنسيق مع الاستشاريين وذوى الاختصاص لدراسة مشروع إنشاء محطة كهرباء شرق التفريعة ببورسعيد.
جدير بالذكر أن الاتفاقية الاستثمارية خاصة بشركة الديار القطرية التى تشرف على عملها المخابرات القطرية، وضمن البنود التى تم التوقيع عليها من حكومة الإخوان اتفاقية خاصة بتأجير صالة خاصة بمطار القاهرة الدولى للخطوط الجوية القطرية.
وذلك إلى جانب إقامة منطقة صناعية قطرية وقرية لوجستية كاملة شرق بورسعيد، وتهدف الاتفاقية لهيمنة قطرية على الاقتصاد المصرى، وذلك وفقًا للرؤية الأمريكية التى كانت تحث على ضرورة القيام بمشاريع استثمارية فى مصر. وجاءت المشاريع بتكلفة تقديرية بلغت نحو ٨ مليارات دولار، وتضمنت الاتفاقية إنشاء مشروعات سياحية متكاملة على ساحل البحر المتوسط، وإنشاء شركة للاستثنمار الإفريقى عبر مصر بتمويل قطرى، وجاء فى بنود الاتفاقية أن الوديعة تقدم من بنك قطر الوطنى لمدة سنة بقيمة «٢ مليار دولار»، بفائدة ١.٥٪، ويتم تحويل أول دفعة منها بقيمة ٥٠٠ مليون دولار، وسيقوم الجانب القطرى بتحويل باقى المبلغ على ثلاث دفعات، على أن يتم الانتهاء من السداد بنهاية نوفمبر ٢٠١٢، وتعهد الجانب المصرى بحل المشكلات والمعوقات التى تواجهها شركات الديار وبروة القطرية فى مصر، وذلك لإقامة مشاريع عملاقة بشرم الشيخ والغردقة.