حصلت «البوابة» على محضر اجتماع عُقد بدار بالديوان الأميرى بتاريخ ٣١ يناير ٢٠١٢، بين الشيخ حمد بن خليفة، حاكم قطر السابق، وإسماعيل هنية، رئيس وزراء حكومة حماس، بحضور حمد بن ثامر، رئيس مجلس إدارة شبكة قنوات الجزيرة.
الاجتماع كان سريًا للغاية، وبه كواليس ومفاجآت لم يعلَن عنها، أو يصرَّح بها لوسائل الإعلام، فالنوايا السيئة تحدث فى الخفاء، وما نسرده لكم وننقله نصًا من الاجتماع، يكشف المؤامرة القطرية على مصر وسوريا بالاشتراك مع قناة الجزيرة.
جاء بالمحضر أنه بعد تبادل عبارات الترحيب والمجاملة، دار الحديث التالي:
حمد بن خليفة: بصراحة أنا مقصّر، مع إخوانا الأسرى الذين أتوا إلى الدوحة، المفروض أراهم إذا عندهم مشاكل، ونحن مؤمنين بمشاكلهم وتذليل الصعوبات، ومؤمن بالقضية الفلسطينية، وتعرفون الصعوبات التى كنا نواجهها قبل إزالة أنظمة الطغاة، وبعد إزالتهم، فهذه بشارة خير لقضيتنا الأولى فلسطين، ولكن تحتاج العملية لوقت، وأنا شفتكم فى انتصار غـزة وقلت بعد غـزة لازم سيحصل تغيير فى أنظمة الدول العربية، وحصل ولله الحمد.
إسماعيل هنية: يشرفنى الالتقاء بسموكم، وأن أعرفكم بالوفد المرافق، عندنا أخونا المستشار لرئيس الوزراء للشئون السياسية المستشار للشئون الأمنية وأخونا كان معتقل من ضمن تبادل الأسرى، ومستشار رئيس الوزراء للإسكان والعمل ووكيل وزارة الخارجية وعبدالسلام ابنى الذى تكرمتم عليه بعلاجه فى قطر، وأبشركم بأن زوجته حاليًا حامل بعد زواج دام ١٣ سنة بعد علاجها فى قطر، سمو الأمير، إخواننا الكرام، نحن قادمون من غـزة التى تحبكم ونحمل لكم كل مشاعر التقدير والاحترام، يا سمو الأمير لك فى قلوبنا مشاعر كبيرة، ولجميع الشعب القطرى، خاصة مواقفكم فى سنوات الشدة الأخيرة، وللأسف أكثر الناس قربًا لنا كانوا جُفاة ويتآمرون علينا، ومن داخل فلسطين للأسف، وما زال شعبنا يتكلم عن قمة الدوحة (غـزة) وكلمة سموكم، وكلما اكتمل النصاب تغيّرت المواقف، وكلمتكم الشهيرة حسبنا الله ونعم الوكيل، ومواقفكم مع الشعب الفلسطينى من الحصار وإنشاء صندوق الإعمار، وحمل الهم الفلسطينى فى كل مكان.
أنا، فى البداية، أعبر عن تقديرى العالى لكم ولدولة قطر لمواقفكم التاريخية التى لولاكم لما كنا فى هذا الموقف الآن، وفى سياق الثورات العربية نقدر دور دولة قطر الكبير الذى، بفضل الله، والقيادة لديكم، والموقف فى جميع الوسائل الإعلام لحماية هذا المد الثورى والوقوف أمام هذا الظلم الكبير، شاهدنا دعمكم فى ليبيا ودعم الثورات التى ساهمت بشكل كبير فى حرية الشعوب العربية والدعم الإعلامى والمالى لها، وهو دور مقدر من الشعوب وقناعات راسخة، ونحن بعد حصار ٦ سنوات نخرج من غـزة، وغـزة كسرت هذا الحصار، والشعب الفلسطينى الذى أبى أن يرضخ لهذا الحصار.
الموضوع الأول مسار المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية، وأصبح الجو أفضل مما كان عليه فى السابق، صحيح أن المصالحة تسير ببطء، وهذا فى تصورى يعود لمشكلات داخلية وخارجية، الداخلية بعض الدوائر فى الضفة ليست لديها رغبة تصحيح بعض الملفات، مثل الحرية السياسية والأسرى والسجون، ولدينا معلومات أن الأجهزة الأمنية غير راغبة فى المصالحة، وهذا ما سبب هذا الانقسام، وكان يفترض هذا الشهر نكمل هذه المصالحة، وهذا لم يجر لأسباب كثيرة.
والموضوع الثانى، هو تبادل الأسرى، وهذا نصر للفلسطينيين وللعرب ولمحبى الأسرى الفلسطينيين، وصحيح هذا كلفنا الكثير من الدماء والحرب، ولكن الحمد لله انتصرنا، وصمود غـزة أعجز كل الأجهزة الأمنية، ومن ضمنها الأجهزة الأمنية المصرية.
حمد بن خليفة: سعيد صيام المصريون هم الذين قتلوه.
إسماعيل هنية : هذا أمر واضح، وأكرر شكرى لسموكم ولقطر لاستضافتكم الأسرى الذين يعيشون فى قطر، وسمعنا عنهم أخبارًا طيبة.
حمد بن خليفة: سأقابلهم قريبًا، وسأجلس معهم، كنت مسافر فى الفترة الأخيرة.
إسماعيل هنية: اليوم سألتقى بهم مساءً، أما الموضوع الثالث يا سمو الأمير، فهو موضوع الحصار، فنحن لن نستسلم، وحفرنا الآبار تحت الأرض والحمد لله اليوم الوضع أفضل، خاصة فى ملف البناء، حتى لو كانت بنسبة بسيطة، ولكن فى وضع أفضل مما كان عليه فى السابق.
أما الموضوع الرابع، وهو ثورات الربيع العربى، فهو يهمنا ونعتقد أنه لصالحنا.
حمد بن خليفة: الثورات كلها لصالح فلسطين.
إسماعيل هنية: لهذا نرى الثورات تعمل لصالحنا، والزعماء العرب الأصليون أمثال سموك هم من يقفون مع القضية الفلسطينية، ولكن لدينا بعض المشكلات الكبيرة، منها مشكلات الإعمار ومشكلة المصريين والمعابر.
حمد بن خليفة: من غير المعقول، يجب أن يتكلم معهم أحد عن الإعمار، إذا سمح لنا المصريون فنحن جاهزون، ونحن أدخلنا المساعدات فى حرب غـزة لدرجة أن بعضها أخذ المصريون ٢٥٥٪ منها، ولكننا ضغطنا عليهم ودفعنا أموالًا لإدخال المساعدات لقطاع غـزة، الإعمار مهم جدًا، ونحن جاهزون.
إسماعيل هنية: لدينا أكثر من ١٠٠ ألف عامل فلسطينى دون عمل.
حمد بن خليفة: يوجد لدينا مشروعات فى الخارج، مثلًا فى السودان نستطيع الاستفادة منهم، وسنرى إن كان هناك بعض المشروعات من قطر، لأن الشركات الكبرى تحضر أعمالها معها.
إسماعيل هنية: الوضع صعب جدًا، المشروعات الضخمة تقدمها قطر، فمثلًا الملاعب ومشروعات البنية التحتية، ولدينا مشروعات المياه والمجارى، ولدينا فكرة مشروع تحلية البحر المتوسط يمكن تنفيذه، ونحن تحت الحصار.
حمد بن خليفة: دخول الأموال حاليًا سهل ولا صعب، وماذا عن دور المصريين؟
إسماعيل هنية: سنتكلم معكم فى هذا الموضوع يا سمو الأمير فى الجلسة الخاصة، وشعبنا يتطلع لهذه الزيارة إليكم وإلى قطر، ونتائجها فى إعمار غـزة.
حمد بن خليفة: تأكدوا، هذا الموضوع مهم لدينا، وكان لدينا فى السابق حسنى مبارك وعمر سليمان، ولكن حاليًا رحلوا، ويمكن أن يكون الإعمار من خلال الجامعة العربية.
إسماعيل هنية: على مستوى الجامعة العربية، نحن نرى الجامعة العربية تحتضن قضايا مميزة، ونحن نشاهد دور معالى رئيس مجلس الوزراء القطرى ووزير الخارجية البناء فى الجامعة العربية، ونتمنى ضم القضية الفلسطينية ضمن بنود الجامعة العربية، وسيكون لنا سياق مختلف، ويكون على جدول الأعمال، لماذا يوجد حصار حتى الآن على غـزة وقد حلت كل الأمور؟
حمد بن خليفة: مشكلة الربيع العربى حتى الآن لم تتبلور، والعسكر فى مصر حتى الآن يجاملون الأمريكان والإسرائيليين، وعلى مستوى جامعة الدول العربية، هل يمكن الآن إثارة القضية الفلسطينية فى وجود الثورات العربية وقضية سوريا الراهنة؟
حمد بن ثامر: حاليًا لدينا مؤتمر دعم القدس، ويمكن مناقشة هذه الأمور.
حمد بن خليفة: الجو لصالحنا، وملك الأردن أراد تبييض وجهه لدى الجهات الغربية لحل بعض المشكلات المالية، وهذا الأمر مقبول، وسألتقى مع الأخ أبو مازن وخالد مشعل، وأعتقد أن الإخوان الفلسطينيين يدركون الوضع.
إسماعيل هنية: أبو مازن يجب أن يغير موقفه، وهو تحت ضغط لا يعرف، قدم هنا وقدم هناك وفى جماعة حوله، ناس مع الطرف الداخلى وناس مع الطرف الإسرائيلى، أنا أرجعت ملكية بيت أبومازن لدينا فى غـزة وباقى خصائص بيته له.
حمد بن خليفة: أتمنى حد يجلس معه لمعرفة المشكلات، الآن الوضع أفضل، وكنا فى مؤتمر غـزة وأبو مازن ما جاء وتكلم مع رئيس الوزراء، وقال لو جئت إليكم لنحرونى، أهم شيء أنتم الفلسطينيين لازم يكون لديكم رؤية يجب أن تستغلوا التغيرات فى العالم العربى، أخاف تختلفون ويرجع العرب يتملصون ويقولون الفلسطينيون مختلفون، خالد مشعل شفته من كم يوم وقلت له من غير المعقول أن تستقيل وتخلق لنا مشكلة جديدة، يجب أن تتعاون فى الوضع الراهن، وبعد كم سنة ممكن تستقيل، ودمشق حاليًا غير آمنة، وفى أحد يقول موقف حماس من القضية السورية.
إسماعيل هنية: نحن نقف مع النظام السورى عند وقوفه ضد العدوان وضد إسرائيل، وسنقف مع الشعب عندما يكون مضطهدًا ونشاهد القتل كل يوم، وليس من المعقول أن نكون نحن ثوريين ونقف ضد الثورة، بس لا نقدر نقول هذا الكلام للإعلام وأنتم تعرفون لوضع توازنات بين الأمور.
حمد بن خليفة: فى أحد من أعضاء الضفة الغربية قام يشتمنى ويسبنى ما اعرف اسمه، فى احد وسائل الإعلام، أما الزهار فقال نحن ضيوف عند السوريين، وأبو وليد نصحهم بأن يعطوا شعبهم حقوقًا، ولكن غلبت النظرية الأمنية.
أنا كنت عند بشار أيام تونس، وقلت له الدور على مصر، وقال لى مصر وسوريا لديهما جيش صلب مقاتل، قاتل اليهود. قلت له: ولكن الأمر يختلف مع الشعوب، ولما قتلوا اثنين فى درعا اتصلت ببشار وقلت له اذهب إلى درعا وقدّم التعازى لعوائلهم، وكان مقتنعًا، ولكن لم أعرف من غيّر رأيه، ولو قام بهذه الخطوة لتغيرت الأمور، ولحملوه على أكتافهم. وبعدين هم زعلوا من الجزيرة، ونحن جلسنا أيامًا لم نذع موضوع سوريا، وكنا نذيع مواضيع تونس ومصر، ولكن حتى المذيعين سألوا: وما وضع سوريا؟ لماذا لم نقم بتغطية الوضع فى سوريا؟ هذا أمر غير معقول.
■ إسماعيل هنية: كيف ترون، يا سمو الأمير، الوضع فى سوريا؟
حمد بن خليفة: الوضع واضح، الجيش الحر حاليًا يتغلغل ويكبر ويدخل داخل سوريا، وهذا جالس يتبلور على الأرض، ومن يومين كان فيه قتال داخل دمشق. المبادرة العربية الأولى نحن عملناها لوجود مخرج لبشار، وأنتم تعرفون علاقتنا مع بشار، والمبادرة الثانية عملناها لوجود حل لبشار وعدم تدويل الأزمة. فاروق الشرع مع الحل السياسى، وهو رجل نظيف وليس من المستفيدين من النظام، وابنه يشتغل لدينا طيارًا فى الخطوط القطرية، لو أعطى بعض الصلاحيات لنائبه يمكن أن تتغير الأمور، والموقف محرج. وسيحرقون أنفسهم، مثلًا حزب الله أخطأ بزج نفسه فى الموضوع، وأصبح الموقف غير متكافئ، ونحن لا نريد هذه الأشياء تحدث.
إسماعيل هنية: نحن حافظنا على توازن الأمور نظرًا لما تعرفون سموكم بتعاوننا المشترك مع سوريا وإيران وحماس وحزب الله، ومواقفنا هذه غير معلنة وغير مصرحة للإعلام.