أكد سفير دولة فلسطين لدى الجزائر لؤي عيسى، أن مصر قدمت الكثير من أجل القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وأن ما تم إنجازه للقضية الفلسطينية جاء من خلال الجهود المصرية، مشددا على أن مصر نقطة الارتكاز للأمن القومي العربي وللمنطقة بأسرها.
وقال عيسى - في حديث لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر اليوم الأربعاء: إن مصر دائما ومنذ قديم التاريخ كانت متداخلة في الحالة الفلسطينية.. أكثر الانتصارات للقضية الفلسطينية كانت دائما تأتي من خلال مصر في مختلف العصور، فمصر هي نقطة الارتكاز للمنطقة العربية والأمن القومي العربي، وتعتبر ركيزة الأمن القومي العربي وركيزة المنطقة كلها.
وأضاف:" الدور المصري ريادي في دعم القضية الفلسطينية، وتقدم مصر هو تقدم لنا وتقدم فلسطين تقدم لمصر، فعندما نتكلم عن قوة مصر فهي قوة لفلسطين ولكل المنطقة،"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن فلسطين تمثل دائما أهمية كبيرة للأمن القومي المصري. وأعرب عن تقديره لدور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية وما يتميز به من ثبات واستمرارية عبر عقود طويلة.
وحذر السفير الفلسطيني مما تتعرض له المنطقة بأكملها من تقسيم وتفتيت يهدف لاغراقها في تفاصيل هي في غنى عنها لالهائها عن مشروع يراد لها من أجل مستفيد واحد هو الاحتلال الإسرائيلي، مستشهدا في هذا الصدد بسقوط العراق ومن بعدها سوريا وليبيا ثم اليمن وما تتعرض له مصر من مؤامرات من أجل استنزافها.
وتابع بالقول: عندما ننظر لهذه الحالة فيجب أن ننظر الى الجيش المصري العظيم كآخر جيش قوي موجود في المنطقة". مؤكدا أن قوة الجيش المصري تنعكس بالإيجاب على تماسك الأمة العربية، وأضاف أن "قوة مصر قوة للكل العربي وقوة الجيش المصري مسألة يجب أن نقاتل جميعا للحفاظ عليها ".
ودعا إلى اليقظة والحذر من وجود أطراف تحاول استخدام "الورقة الفلسطينية" لتغطية "هذه العورات وإذكاء نيران هذه الصراعات" بين القوى الإقليمية والدولية واتخاذ كل ما يجري في المنطقة مدخلا لتنفيذ أجندتها تحت "بند الإرهاب تارة والديمقراطية تارة أخرى" لتبقى المنطقة مشتعلة بصراعاتها وبالتالي يكون هناك مستفيد أساسي ووحيد هو "إسرائيل".
وأردف، في هذا السياق، قائلا: الأمن القومي العربي لايمكن أن يتحقق في (العاصمة الإيرانية) طهران ولا (العاصمة التركية) أنقرة انما سيتحقق في منطقتنا ومن خلالنا وتحديدا في ثلاث قوى هي /مصر والسعودية والجزائر/، إذا أردنا بالفعل الأمن القومي العربي واذا أردنا أيضا أن نحافظ على وجودنا واستقرارنا.. يجب أن نعلم جيدا أن هذا لن يتحقق بالتحالف مع إيران أو تركيا ولا باستجداء واشنطن"، مؤكدا ضرورة أن تكون هناك رؤية استراتيجية لتشخيص ما يجري في المنطقة التي تشهد "سايكس بيكو" جديدا تعلو فيه "النعرات الطائفية والقومية".
وقال:"إن منظمة التحرير الفلسطينية تمثل المشروع الوطني وسنظل أمناء ونقدم ما نستطيع للحفاظ على الأمن القومي العربي وسلامة دولنا الموجودة في المنطقة ولم نكن يوما ولن نكون معول هدم، نحن ندافع عن وجودنا ومستقبلنا وقضايانا"، مشيرا إلى أن فلسطين قدمت نماذج حية محترمة في التعايش عندما حمى المسلم والمسيحي القدس معا وعندما رفع الآذان راهب في كنيسة وعندما رفع الآذان أيضا في قلب الكنيست بعد أن حظره الاحتلال.
وحول المصالحة الفلسطينية، قال سفير دولة فلسطين لدى الجزائر لؤي عيسى: لن نيأس من انهاء الانقسام بين الضفة وغزة لأن القلاع لا تسقط الا من داخلها.. فلذلك نحن ليس لنا خيار الا ان نستمر بالرغم من مرارة التجربة وبالرغم من ان الانقسام أصبح ليس مسألة فلسطينية فقط بل أصبح ورقة اقليمية يتلاعب بها كثيرون".
وتابع: "من يريد تعطيل المصالحة الفلسطينية هو نفسه من يرغب في أن تظل غزة ورقة في الملعب الاقليمي حائرة بين إيران وتركيا". مضيفا:"نريد أن نخرج الورقة الفلسطينية، من حالة التجاذب الإقليمي الموجود في المنطقة، فمن المعروف أن الملف الفلسطيني موجود في الحضن المصري ولازلنا نصر أن تتم المصالحة الفلسطينية في الحضن المصري ولا تخرج عنه".