أكدت الدكتورة مايسة شوقي، نائب وزير الصحة والسكان للسكان، في تصريحات لها اليوم الأربعاء، أن المجلس القومي للسكان يعمل بقوة وإرادة لتنفيذ الاستراتيجية القومية للسكان 2015/2030، والتي انطلقت عام 2014 برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وحضور رئيس مجلس الوزراء، وبالتزام دستوري من خلال المادة ٤١ من الدستور المصرى، والتى تقرر التزام الدولة بوضع برنامج سكانى يضمن للمواطنين الحياة الكريمة.
وأكدت شوقى، أن الوضع السكانى الحالى يقتضى تضافر الجهود بين الجميع انطلاقا من المسئولية التى ينبغى أن تكون داخل كل فرد من أفراد المجتمع نحو أسرته ومجتمعه؛ من واقع نعيشه فى ظل الزيادة المطردة للسكان، ومستقبل متوقع فى ظلها توضحه الدراسات، فحسب دراسة أجراها مقرر المجلس القومى للسكان أ.د. طارق توفيق، إذا استمر معدل الزيادة بالمستوى الحالى سيصل عدد السكان لنحو ١٢٨ مليون نسمة في عام ٢٠٣٠، وبالتالى سيصل معدل الفقر لـ ٣٥٪ وسيصل عدد العاطلين لنحو ٢٠ مليون، وسيتناقص نصيب الفرد من المياه لنحو ٤٥٠ متر مكعب سنويًا، ومن الأرض الزراعية لنحو ٤٤ متر مربع، وستصل الفجوة الغذائية من الحبوب لنحو ١١ مليون طن سنويا.
وشددت على أن قرار تنظيم الأسرة اختياري لكل أسرة، ولكن في ظل الواقع الاقتصادى الحالى يجعلنا نتجه للتنظيم ومفهوم الأسرة الصغيرة، والمباعدة بين الطفل والآخر بما لا يقل عن ٤ سنوات، والاكتفاء بطفلين أو ثلاثة على أكثر تقدير.
وقالت شوقى: إنه فى ضوء خطة العمل التنفيذية للخطة الاستراتيجية للسكان، نعمل على ضبط النمو السكانى والارتقاء بالخصائص السكانية، وإعادة توزيع السكان والقضاء على التفاوتات بكافة أشكالها فى المجتمع، معربة عن تفاؤلها من تحسن الوضع السكانى نتيجة لتراجع أعداد المواليد، بما يعنى أننا وصلنا لمرحلة الثبات النسبى، وفى طريقنا للانخفاض التدريجي فى أعداد السكان، لذلك نبذل المزيد من الجهود لنصل للوضع الإنجابى الذى تنجب فيه كل ١٠ سيدات ٢١ طفلا بدلا من الوضع الحالى فكل ١٠ سيدات ينجبن ٣٥ طفلا.
وأشارت نائب وزير الصحة، إلى أن هناك خطة عمل مشترك، مع وزارة التربية والتعليم من خلال دمج المفاهيم السكانية أفقيا ورأسيا في المناهج الصفية واللاصفية، من خلال مبادرة المدرسين اللا صفيين، وكذلك الاتجاه للتعليم الجامعى من خلال اتفاقيات تعاون مع المجلس الأعلى للجامعات ووزارة التعليم العالى، من خلال دمج الموضوعات السكانية في كليات القطاع الطبي، وتدريب الخريجين على تركيب اللوالب والكبسولات تحت الجلد، وكذلك كليات الصيدلة لوصف الوسيلة التى تناسب كل سيدة، طبقا للمعايير التى حددتها منظمة الصحة العالمية، ولذلك ينهض المجلس بخطة عمل من خلال خطة التوعية الصحية والمجتمعية، والتي تشارك فيها الآن ١٢ جامعة وستشارك ١٢ جامعة أخرى في المرحلة التالية.
ولفتت إلى ضرورة إتاحة البرامج التى تمكن الشباب من المشاركة والعمل والابتكار والإبداع، مما يسمح بالاستغلال الأمثل والاستثمار فى الهبة السكانية التى تتمتع بها مصر، ممثلة فى أن أكثر من ٦٠٪ من سكانها من الشباب، وأنهم هم عماد بناء المجتمع مستقبلا، إذا تم استثمار طاقتهم بالصورة السليمة، كما أن حلولهم للمشكلات دائما تخرج عن المعتاد وتقدم حلول خارج الصندوق، فهم شريك أساسي فى كل الجهود التى يقوم بها المجلس، بداية من دورهم فى إعداد الاستراتيجية القومية للسكان، والتوجه للمجتمع من خلال مبادرة الرائد الجامعى، وتقديم رسائل متعمقة لأقرانهم يتم تبسيطها شيئا فشيئا، حتى تصل بصورة مبسطة للمواطن البسيط من خلال نزولهم للقرى المختلفة.