سلمت فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، عدداً من القرى التي تسيطر عليها في شمال سوريا إلى قوات النظام، في خطوة تهدف إلى تجنب المواجهة مع القوات التركية، وفق ما أكد متحدث باسم هذه الفصائل، الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم مجلس منبج العسكري شرفان درويش، المنضوي في إطار قوات سوريا الديموقراطية "سُلمت بعض القرى، والنقاط الواقعة في الجهة الغربية لبلدة العريمة، إلى قوات حرس الحدود التابعة للنظام السوري"، في ريف حلب الشرقي.
تمدد تركي
وأوضح أن الهدف يكمن في "الحد من التمدد التركي واحتلالها للأراضي السورية، وتجنب إراقة دماء المدنيين".
وتأتي الخطوة بعد نحو إسبوع من إعلان مجلس منبج العسكري قراره "تسليم القرى الواقعة على خط التماس مع درع الفرات، إلى قوات حرس الحدود التابعة للدولة السورية" بناءً على اتفاق مع روسيا، أبرز حلفاء النظام السوري.
وجاء إعلان القرار المفاجئ والأول من نوعه، بعد اشتباكات عنيفة اندلعت الاسبوع الماضي إثر هجوم بدأته القوات التركية والفصائل القريبة منها في عملية "درع الفرات"، على مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري شرق مدينة الباب.
والقرى المعنية، وفق البيان، تقع غرب مدينة منبج القريبة من الحدود التركية، و"محاذية لمنطقة الباب" التي سيطرت عليها قوات "درع الفرات" في 23فبراير بعد طرد داعشيين منها.
ورفض درويش الخوض في تفاصيل أكثر حول عملية التسليم، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أوضح أن التسليم حصل الإثنين وشمل نحو عشر قرى.
شكلية
ووصف مدير المرصد رامي عبد الرحمن عملية التسليم بالـ "شكلية"، متحدثاً عن "ارتداء عناصر من مجلس منبج العسكري زي قوات النظام، ورفعهم الأعلام السورية، لمنع الاحتكاك مع الأتراك".
ولم يأت الإعلام السوري الرسمي من جهته على ذكر أي تفاصيل عن العملية.
وبدأت تركيا التي تصنف المقاتلين الأكراد بـ"الإرهابيين" مع فصائل سورية معارضة هجوماً غير مسبوق في شمال سوريا في أغسطس لطرد الداعشيين والأكراد من المنطقة الحدودية.
وبعد سيطرتها على مدينة الباب، حاولت هذه القوات الأربعاء التقدم شرقاً نحو منبج.
وهددت أنقرة الخميس بضرب المقاتلين الأكراد الذين يحظون بدعم واشنطن، إذا لم ينسحبوا من منبج.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً ان قواته التوجه بعد الباب، الى منبج، ومنها إلى الرقة شمالاً، المعقل الأبرز للجهاديين في سوريا، مستبعداً أي مشاركة للأكراد.
وتتقدم قوات سوريا الديموقراطية من جهتها نحو الرقة، وترفض أي مشاركة تركية في المعركة.
لكن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم قال الإثنين إن بلاده لن تشن هجوماً للسيطرة على منبج، دون تنسيق مع واشنطن وموسكو، الداعمة لدمشق.
حضور أمريكي
وأعلن البنتاغون نشر عسكريين أمريكيين قرب منبج رافعين العلم الأمريكي على آلياتهم، تفادياً لمعارك بين مختلف القوات في المنطقة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس " نشرنا قوات إضافية في مهمة هدفها الطمأنة والردع"، موضحاً "نريد ثني الأطراف عن مهاجمة أي عدو آخر، غير تنظيم" داعش.