رغم حديث الدول الأوروبية عن الحريات العامة والحريات الدينية لكل المقيمين على أراضيها لا ينتهي، إلا أن الواقع يفضح ما يتم من ممارسات عنصرية واضطهاد، الجالية المسلمة في بلاد الغرب، واستكمالًا لسلسلة الحصار في أوروبا، جاءت تصريحات المرشح الهولندي البرلماني وزعيم حزب "الحرية" اليميني المتطرف "خرت فيلدرز"، المعادية للإسلام قبل أيام من إجراء الانتخابات البرلمانية في هولندا.
وقال فيلدرز، خلال تصريح لشبكة "يورونيوز" الأوروبية، مساء اليوم الثلاثاء: "يجب علينا منع القرآن هنا في هولندا كما منعنا كتاب "كفاحي" لهتلر، متعهدًا أن في حال فوزه في انتخابات والتي ستنتهي فى 15 مارس الجاري، سيغلق المساجد ويحظر القرآن.
وتتعزز مخاوف الجاليات المسلمة في هولندا والذين يشكلون نسبة تقرب من 840 ألف إلى 960 ألف شخص مسل في هولندا، من الصعود المتنام لليمين المتطرف، الذي يظهر من خلال تصريحات عدائية للمسلمين من خلال شخصيات حزبية، حيث تزامن صعود هذه الأحزاب مع تصاعد العداء للمسلمين في أوروبًا أو ما أصبح يطلَق عليه بمصطلح "الإسلاموفوبيا"، وهي ظاهرة فكرية تعطي نمطية اختزالية سلبية للإسلام ومعتنقيه من المهاجرين في أوروبا.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي ينشر فيها "فيلدرز" أعمالًا مناهضة للإسلام، حيث اشتهر "فيلدرز" بمواقفه المعارضة الناقدة للإسلام، حيث طالب بحظر القرآن في هولندا بدعوى تعارضه مع القانون، كما دعا المسلمين في هولندا لتمزيق نصف القرآن إذا أرادوا البقاء، واتهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالإرهاب.
وفي هذا السياق، قلل الدكتور هشام فريد، من مخاوف تصريحات المرشح الهولندي، قائلًا: "إن السياسية الهولندي لن تسمح لحكومة متطرفة بالحكم، مبينًا أن من حق الملك دستوريًا رفض الحكومة والدعوة لانتخابات جديدة.
وأوضح فريد، أن سبب ظهور مثل هذه الأحزاب المتطرفة، تعود إلى الافلاس السياسي في هولندا، وتراجع الأحزاب الكبيرة، وبالتالي ساهمت هذه العوامل في نجاح هذه الأحزاب وتمكنها من الحصول على أصوات تتيح لها دخول البرلمان بعدة مقاعد.
ومن ناحيته، قال مظهر شاهين، الداعية الأزهري: إن مثل هذه القرارات المتطرفة لا تصب إلا في خانة الإرهاب وتحقق مصالح الإرهابيين، الذين يتخذونها ذريعة لتنفيذ عمليات إرهابية، وبالتالي نرفض مثل هذ التصريحات نرفضها من أجل تحقيق السلام، وحفاظًا على الشب الهولندي نفسه من أن تطولهم يد الإرهابيين تحت ذريعة.
وأضاف شاهين: أن حق كل مواطن ممارسة شعائره الدينية بكل حرية، وهذا ما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، لافتًا أنه لا يجب الخلط بين المسلم والإرهابي، فالجميع يعلم أن الإرهاب لا دين له ولا جنسية.