نظمت إدارة الأمومة والطفولة بمركز الواحات البحرية، اليوم الثلاثاء، ندوة ثقافية علمية تحت عنوان "تربية النشء".
وتناولت الندوة معايير تربية النشء وأساليب مواجهة الانحراف السلوكى وذلك لانشغال الاباء عنهم ما يترتب عليه ( عقوق الوالدين ـ تعاطى المخدرات مع الاصدقاء السوء ـ هروب اطلاب من المدرسة ) وذلك من الناحية الدينية والصحية والنفسية والقانونية.
واستهدفت الندوة مناقشة أحدث النظريات العلمية والتربوية المتعلقة بنشأة الطفل السلوكية والنفسية وعلاقتها بتأسيس منهجية الإبداع والابتكار لدى الأطفال داخل البيئة المنزلية والتعليمية، إضافة الى إبراز الدور الذي يمكن أن يلعبه الوالدان باعتبارهما البوتقة الأولى والحاضنة للسلوكية الصحيحة والمشجعة على التفكير الإبداعي لدى الطفل، وبالتالي الخروج بأفضل التوصيات التي يمكن تطبيقها على المستوى العالمي بما يحقق رفاهية الأم والطفل ويعزز دورهما المجتمعي على مختلف المستويات.
وأكد تيسير عبد الفتاح محمد رئيس مركز ومدينة الواحات البحرية فى كلمته الذى افتتح بها الندوه أن هذه الفعالية استثنائية والتي تناغمت مع استراتيجية مدينة الواحات البحرية في جزئية التنمية المجتمعية وتأصيل قيم الفكر الإيجابي والثقافة الهادفة، وتزامنت أيضًا مع الأحداث العالمية وما تمر به المنطقة من تطورات متلاحقة، منوهًا أن الإبن الصالح حلم وأمنية كل أم وأب، الصلاح يكون بزرع الأخلاق الحميدة في الطفل منذ سنواته الأولى، والتربية الصالحة لا تكن بالأوامر والقوانين بل يكتسبها الطفل مما حوله ويراها متجسدة في تصرفات والديه، ثم في البيئة المحيطة به، وفي أغلب الحيان تكون طريقة التربية فطرية بمعنى أن الصح والخطأ أمور بديهية ولكنها في هذه الأيام أصبحت غير ذلك إذ اختلفت الموازيين واختلفت الآراء حول الخطأ والصواب، فنجد كثير من الأمهات والآباء يبحثون عن طرق تربية الأطفال وتنشأتهم تنشأه سوية.
كما نوه عبد الفتاح، إلى أن دور المتابعة المدرسيه دورا مهمه ومكمل لمتابعة المنزل، مضيفا انه لابد من عمل ندوات للتواصل مع المدرسة والاخصائى النفسى والاجتماعى والمعلمين والمعلمات لمعرفة اهم المشاكل الذى يواجهه الطالب والعمل على ايجاد طرق مناسبه وسلاسه لها.
وأوصت الندوة بعدة توصيات منها: اعتراف الآباء والأمهات بأن طفلهم ليس آلة دائما يريدوا تحريكه، كما يشاءون من خلال الريموت كنترول دون مراعاة أنه إنسان له احتياجاته ورغباته، والتى يمكنهم أن يجعلوها مدخلًا قويًا من أجل تنمية قدراته وبث الثقة فى نفسه والقدرة على اتخاذ القرار وتحمل المسئولية، وهذا لا يتم إلا من خلال إيمانهم بأن طفلهم له كيان يجب احترامه، وعلى الاباء والامهات ان يوضحوا للطفل بعد حدوث الخطأ أن العيب فى الخطأ نفسه الذى أحدثه وليس فيه كإنسان، ولا بد من إجراء حوارات معه بطريقة تتسم بالهدوء حتى يصل للطفل أن الهدف الوحيد من هذا الحوار هو حب والديه له وليس أمر آخر، ويجب أن تحب طفلك بحكمة وذكاء حتى يفعلوا ما تريد وما فيه مصلحتهم، علينا أن نترك لأطفالنا بعض الحرية ونجعله يخطأ أمامنا حتى نستطيع أن نوجهه للصواب، والتقليل من استخدام ألفاظ التوبيخ وخاصة فى مرحلة المراهقة.