تناول كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم عددا من القضايا المهمة، منها وضع المرأة المصرية، وزيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى مصر مؤخرا.
ففي مقاله "على بركة الله" قال الكاتب فهمي عنبه رئيس
تحرير جريدة الجمهورية تحت عنوان "شهر حواء.. ودراسات الأمم المتحدة"
إنه على الرغم من أن شهر مارس يتخلله العديد من الاحتفالات بالمرأة، إلا أنه علينا
أن نعترف بأن أحوال المرأة لا تسر.. ومع أنها نالت العديد من حقوقها السياسية
والاجتماعية في مصر منذ سنوات إلا أن المشوار مازال طويلاً لتحقيق المساواة
بالرجال في العمل.
وأضاف أنه على الرغم من ذلك فإن السيدات في مصر أسعد حالاً من الكثير
من دول العالم، وأفضل وضعاً من المرأة العربية والأفريقية، لذلك كان من الغريب أن
يشير أنطونيو جوتيريس أمين عام الأمم المتحدة الجديد في خطاب له أمس إلى أن دراسة
أجرتها المنظمة أظهرت أن المصريات والسوريات هن أكثر نساء العرب قهراً، مما يؤكد
أن الدراسة لم تستند على بيانات حقيقية أو تأثرت بمعلومات جافة لا تعرف طبيعة
المصريات.
وأكد أنه لا يمكن مساواة أوضاع المرأة في مصر، بما يحدث للأخوات في
سوريا من قهر واغتصاب علي أيدي تنظيم داعش منذ 6 سنوات، أو مما يمارسه جنود
الاحتلال ضد السيدات في فلسطين، أو مما تعاني منه نساء الصومال من فقر ومجاعات؟!.
وأشار إلى أن هناك الكثير الذي يجب فعله لانتشال الفتيات من الجهل
خاصة في القرى والصعيد والمناطق البدوية النائية، ويحتاج وضع المرأة إلى توعية
بالعادات والتقاليد السيئة التي مازالت تتحكم في بناتنا اللاتي يعتبرن أن المجتمع
المصري "ذكوري" بطبعه، ورغم ذلك فالمرأة المصرية ليست مقهورة أكثر من
باقي السيدات العرب من المحيط إلى الخليج بل إنها تتمتع بما لا يتمتعن به من حريات
على الأقل بالنسبة للسير في الطريق العام والذهاب للمتنزهات وإلى المدارس والكليات
وقيادة السيارات بمفردهن.
وقال إنه لا بد أن نعترف بأن للمرأة حقوقاً مازالت تناضل للحصول
عليها، وعلى المجتمع أن يغير من ثقافته وعاداته لإنصافها، ولكن المصريات لسن
الأكثر قهراً لا بين العرب ولا الأفارقة ولا حتي العديد من الدول الغربية، مشيرا
إلى ضرورة أن تتحرى الأمم المتحدة مصادرها ومعلوماتها عندما تجري الدراسات في أي
دولة خاصة أن الأمين الجديد البرتغالي جوتيريس كان في القاهرة مؤخراً ويعلم أن مصر
ترشح سفيرة لمنصب مديرة اليونسكو.. وأن كثيراً ممن استقبلوه في جامعة القاهرة كن
من الدكتورات بهيئة التدريس بالجامعة فأين القهر؟.
أما الكاتب جلال دويدار فرأى في مقاله "خواطر" تحت عنوان
"رد على رؤية خاطئة لميركل في زيارتها لمصر" أنه رغم التوصيف بإيجابية
زيارة المستشارة الألمانية ميركل ومباحثاتها مع الرئيس عبدالفتاح السيسي وما يمكن
أن تحققه من إنجازات على الصعيد الاقتصادي، إلا أنه أشار إلى سقطة رؤية المستشارة
السياسية فيما يجري في ليبيا وعلاقته بالأمن القومي المصري.
وقال الكاتب إن هذه السقطة التي شابت هذه الرؤية تمثلت في دعوتها إلى
مشاركة كل من تركيا وقطر في جهود حل الأزمة الليبية، وذلك علي هامش استعراضها
للتوافق بين الجيران العرب الأفروشمالي مصر وتونس والجزائر على العمل معا من أجل
تحقيق هذا الهدف.
وأضاف أن ما أشارت إليه ميركل يدل إما بالجهل بعواقب الأمور وإما
أنها مازالت أسيرة سياسة الاتحاد الأوروبي، وكان عليها أن تعلم وتدرك أن ما قامت
وتقوم به الدولتان البعيدتان تماما عن الحدود الليبية من دعم وتمويل للتنظيمات
الإرهابية دمرت وخربت هذه الدولة العربية.
وأوضح أنه ليس من تفسير لهذا الموقف سوى أنه استمرار لسياسة الاتحاد
الأوروبي وأمريكا التي جسدها ممارسة الضغوط للسماح لحلف »الناتو» بالتدخل.. ليس لصالح
ثورة ليبيا.. ولكن لصالح هذه التنظيمات الإرهابية بما أدي إلي سيطرتها علي مقدرات
هذه الدولة العربية، وقال " لو كان هدف هذا التدخل الأوروبي المؤيد أمريكيا
مصلحة ليبيا فإن الخطوة التالية كانت تحتم قيام الأمم المتحدة ومن خلال اتفاق دولي
بعملية ترميم واستعادة الدولة الليبية لمقوماتها، وهو ما لم يحدث، ومن ناحية أخرى
فقد لوحظ أن اتفاق الصخيرات الذي تم برعاية غربية تضمن مشاركة بعض التنظيمات
الإرهابية في المجلس الرئاسي".
وأشار إلى أن الغريب والمثير للدهشة أن يأتي ترويج ميركل لهذه
المشاركة في وقت تشهد فيه العلاقات بين برلين وأنقرة توتراً نتيجة عمليات التجسس
وخلق الاضطرابات من جانب العناصر التركية المتواجدة على الأرض الألمانية، ويدخل
ضمن هذه الخلافات عمليات الابتزاز التي قام ويقوم بها أردوغان مستغلا قضية
اللاجئين الذين تدفقوا من الحدود التركية إلى دول البلقان الأوربية ومنها إلى
ألمانيا، يضاف إلى ذلك اتهام ألمانيا لنظام أردوغان بكبت الحريات والمعارضة
السياسية.
أما الكاتب صلاح منتصر فقال في عموده "مجرد رأى" تحت عنوان
"صانعو السعادة !" إن دولة الإمارات قامت في فبراير من العام الماضي
بإنشاء وزارتين جديدتين لا نظير لهما، وزارة للتسامح تولتها الشيخة لبنى القاسمي،
ووزارة للسعادة تولتها السيدة عهود خلفان الرومي، وقبل أسبوع كانت هناك مفاجأة
جديدة من الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي الذي كتب على حسابه الرسمي "إعلانا
يطلب فيه" للعمل معنا بمكافأة تبلغ مليون درهم (حوالى أربع ملايين و400 ألف
جنيه) من قام في أي وطن عربي بعمل يسعد هذه الأمة ويفتح أمامها باب الأمل.
ورأى الكاتب أن هدف الإعلان كما قال حاكم دبى ترسيخ عمل الخير في
عالمنا العربي بالبحث عن الذين يجيدون خدمة الناس، ويقدمون أعمالا تخدم الإنسانية
سواء بطريق التطوع في الجمعيات الخيرية أو المتخصصة في مختلف المجالات كالصحة
والتعليم والشباب والإعلام الجديد المتطور، وبما يحقق إسعاد الناس.
وقال إن المفاجأة أن الإعلان لم يحدد سنا معينة لمن يتم ترشيحه،
وإنما ترك الباب مفتوحا لمن يتقدم من سن خمس سنوات إلى سن 95 سنة بحيث يكون المرشح
ـ في أي دولة عربية ـ يتقن مهارات البذل وخدمة الناس.
وحسب شروط الإعلان يتم تسجيل أسماء المرشحين حتى يوم 3 أبريل القادم
على موقع اسمه بالإنجليزية «صناع السعادة» في الوقت الذى ستقوم لجنة فرز باختيار
12 من الذين يستحقون الترشح لإجراء مقابلات شخصية يومي 11 و12 أبريل وبعدها يتم إعلان
النتيجة.
واختتم الكاتب عموده قائلا "اكتشفت أن اللجنة استقبلت خلال يومين اثنين 20 ألف مرشح لا بد أنها ستتضاعف مما جعلني أسأل هل لدينا بالفعل ناس يخدمون مجتمعاتهم بالطريقة الصوفية التي يعطون فيها ولا يطلبون لأنفسهم، لكننا لا نراهم، أم أن قيمة المكافأة الكبيرة وراء هذا الحشد؟ لا أتعجل وأنتظر ما تكشف عنه المسابقة!".