السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

من أجل الوطن والدين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
- قراء «البوابة» الفضلاء.. أراد الله أن أحل عليكم كاتبًا لمقال أسبوعى يهتم بشئون الوطن والدين، يحاول إنقاذ الوطن وإنقاذ الدين وينضم لكتيبة تناضل وتكافح وتجاهد من أجل بقاء هذا الوطن وتعافيه.
وقبل أن نبدأ أقول:
- أعلم أننا جميعا نعيش أسرى السائد والمألوف اللذين وجدنا عليهما آباءنا وخصوصًا فى الفكر الدينى. 
- وأعلم أننا نعيش أسرى قراءة وفهم علماء القرن الثانى الهجرى وتفسيرهم للمصحف الذى تركوه مشكورين لنا. 
- وأعلم أن المصحف هو أيضا يعيش أثير تلك القراءة، وذلك الفهم القديم، والبشرية التى اعتبرناهم للأسف الشديد دينا مثل الدين، وقارنا بينهم وبين الدين، حتى صار الكفر بهم أو حتى مجرد الخلاف معهم أو الاختلاف عنهم والخروج عليهم كفرا بواحا وارتدادا عن الدين يتطلب ويستدعى التكفير أولا والذبح تاليا أو السجن والتشريد، وخراب البيوت فى أفضل الأحوال أو النفى خارج البلاد والإبعاد عن العباد! 
- ولقد تسبب ذلك فى صمت إصلاحيين كُثر وتخليهم عن المهمة، حيث راحوا يأثرون السلامة، لكنى وجيلى عشنا مخاطر رهيبة إبان ثورة ٢٥ يناير، كنا نظن أننا تجاوزناها منذ قرون مضت، حيث لم يدر بخاطر جيلى كله وقد تجاوزنا الخمسين ودخلنا إلى العقد السادس وهو الجيل الذى تفتح وعيه السياسى على اغتيال بطل الحرب والسلام، صاحب نوبل والانتصار العظيم واسترداد الكرامة، لم نتوقع بعد أن قطعت حركتنا الوطنية كل هذا الشوط الطويل من الكفاح والنضال والجهاد رافعة راية الهلال والصليب، محافظة ومرسخة لوحدتنا الوطنية، والاستقلال والدستور، أن وطننا لا يزال يتهدده مخاطر الارتداد والنكوص إلى القرون الوسطى وإلى الدولة الدينية دولة الفتوى والتنازع الفقهى والطائفى والذبح على المذهب، دولة الخلافة والولاية التى تلغى ذاتنا الوطنية وتدمجنا فى أراضى الخليفة وحريم السلطان. 
- ولقد اضطلعت لسنين طويلة من عمرى على التراث، كما أتيح لى أن اضطلع على تفاسير وقراءات معاصرة لمفكرين عرب كبار فى الحجم والوزن الفكرى، واستوعبت إنتاجهم وجديدهم، وما اجتهدوا فيه، وسهرت على متابعة بحثهم وكدهم، كما فتح الله علىّ ببعض الجديد الوافد الذى لا يجوز كتمانه، فهذه أمانة وعهد وميثاق أمام الله ألا نكتم ما نعلم، وأن نقول للناس ما وصلنا إليه من رأى، وما اهتدينا إليه من قول، وما بصرنا به من رؤية جديدة لم نكن نراها من قبل. 
- لكن عليكم أن تتوقعوا أن الجديد الوافد مختلف تماما، ومنقطع تماما مع قراءة القرن الثانى الهجرى، ومغاير لكل ما لدينا، وقد يكون صادما أحيانا، فلا تنزعجوا، ولكن أذا رأيتم فيه صحة فخذوه، وإذا رأيتم فيه شرودًا وبعدًا فاتركوه. 
- أعاننا الله وإياكم على تحمل مهمتنا فى الدفاع عن دينه وإطلاق سراحه إلى العالمية وإعادته إلى «الصلاحية»، وفك أسره من فهم وقراءة عرب القرن الثانى الذى يعيش حبيسا فيها منذ قرون، فالكتاب جاء للناس كل الناس، وهو معجزة الرسول الكريم «صلى الله عليه وسلم»، وسوف يعيش صالحا لكل الأزمنة والعصور.
- أعاننا الله على تجديد جزء ولو بسيط من فكرنا الدينى القديم، وتصحيح بعض تلك المفاهيم المغلوطة التى هددت وجود مجتمعنا، وبقاءه من عدمه فى الصميم، كما هددت الكوكب بسوء مصير، وكانت سببا فى إرهاب أسود هدد الأمم وراح ضحيته الأبرياء، والدين منه براء، إنما تبقى أصابع الاتهام مصوبة إلى آراء فقهية تقولت على الكتاب وآياته وانحرفت به عن مقاصده وغاياته، وفرضت تصوراتها على القرآن. 
- ونحن لا نلوم أصحابها أبدا، ومن قالوا بها، لا نلوم كتب التراث ولا مؤلفيها، فقد اجتهدوا، لكننا نلوم من قرأ كلام البشر فاعتبره دينا مقدسا وأشرك مع الله آلهة أخرى، نلوم من تعامل مع الرأى البشر وفقههم على أنه أوامر ربانية مقدسة، نلوم من رفع آراء بشرية إلى مستوى التقديس، وظن أنها والدين سواء، وظن أن هناك من يمتلك حصر فهم الدين وفك طلاسم الكتاب.
- وسوف أبدأ إن شاء رب العالمين فى الكتابة لـ«البوابة نيوز» بدعوة كريمة مقدرة من مناضل كبير عرض نفسه وحياته للخطر، وأبى إلا أن يتقدم الصفوف فى معركة المصير إبان استرداد الوطن فى ثورة ٣٠ يونيو (الدكتور عبد الرحيم علي)، وأعدكم بنصرة الوطن ونصرة الدين، فالوطن كما قال مفكرنا الإسلامى الراحل خالد محمد خالد وجد قبل أن يوجد الدين، وأى ولاء للدين لا يسبقه ولاء للوطن هو ولاء زائف.. انتظرونا.