الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

أمريكا تعتزم إرسال قوات خاصة إلى مناطق النزاع في الشرق الأوسط.. وحدات "كوماندوز" جديدة لضرب "داعش" في سوريا والعراق و"القاعدة" بأفريقيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت تقارير صحفية عن تسريبات أمريكية بشأن التوجه الجديد لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول مناطق النزاعات وبؤر التوتر بمنطقة الشرق الأوسط، حيث تنوي إدارة ترامب على إرسال قوات إضافية لمنطقة الشرق الأوسط في إطار خطتها للحرب على الإرهاب، وذلك في توجه جديد يعكس عدم الاعتماد على الحرب بالوكالة في الدول التي تشهد نزاعات ومواجهات مسلحة مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا، وهي السياسة التي كانت تتبناها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
ولفت مراقبون إلى أن التوجه الجديد للإدارة الأمريكية إنما يأتي أيضا في إطار تحجيم النفوذ الروسي- الإيراني وتمدده في المنطقة وإعادة الروح للدور الأمريكي، خاصة في أزمات العراق وسوريا واليمن.
وأفاد مسئولون في مكافحة الإرهاب أن وزارة الدفاع الأمريكية أمرت بنشر قوات جديدة من القوات الخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل غير معلن، وسط سلسلة غير مسبوقة من الضربات الجوية الأمريكية على اليمن.

كانت شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية قد نقلت عن جنود أمريكيين سابقين قولهم "إن هذه التحركات تشير إلى أن الجيش الأمريكي استهل حملة أشد ضراوة لمكافحة الإرهاب من خلال تكثيف الجهود ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية المتمركز في اليمن، وكذلك معاقل داعش في سوريا ومناطق أخرى في شمال أفريقيا، حيث انتشر التنظيمان هناك في السنوات الأخيرة.
وكشفت "التقارير" عن تواصل عمليات نشر جديدة لوحدات نخبة الكوماندوز الأمريكية من فرق "قوة دلتا" والمشاة البحرية، غير المعلنة، إلى سوريا والعراق لضرب داعش، وإلى القرن الأفريقي لاستهداف القاعدة.
ووفقا لرؤية المتابعين لشئون الشرق الأوسط فإن أمريكا اضطرت لتغيير سياساتها بعد أن وجدت نفسها خارج المشهد وسحب البساط من تحت قدميها في ملفات الشرق الأوسط، وأن روسيا من أمسكت بتلابيب الأمور، في دور واضح لاستعادة دورها في ميزان القوى العالمي والذي انفرط عقده بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وأصبحت الكلمة العليا لأمريكا.
 فقد نشطت روسيا في الفترة الأخيرة حيال الأزمة السورية، ونجحت في أن تخلق مسارا موازيا لمسار مفاوضات جنيف التي ترعاها أمريكا والأمم المتحدة، فاستطاعت وقف إطلاق النار بين المعارضة السورية ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، وخلقت مسار مفاوضات جديد هو مؤتمر أستانة والذي عقد مرتين وخرج بنتائج جيدة، بل كان محورا مهما لمفاوضات جنيف.
 لقد أدركت الإدارة الجديدة لترامب أن سياسة الحرب بالوكالة التي كان يعتمدها "أوباما" لم تعد مجدية في الظرف الراهن، حيث استفادت دول أخرى وتمكنت من فرض نفوذها وأصبحت الغلبة والقوة لها، وهنا يشير المراقبون إلى إيران التي تمكنت من سيطرتها على المشهد العراقي والذي امتد كذلك إلى اليمن؛ حيث تدعم إيران جماعة الحوثي المتمردة ضد الشرعية اليمنية.

وتحاول أمريكا جاهدة أن تملأ الفراغ في كل من سوريا والعراق، ففي سوريا سيطرت روسيا على المجال الجوي السوري، بينما انتشرت قوات الحرس الثوري الإيراني وهيمنت على الأرض السورية ومعها المجموعات المسلحة مثل حزب الله اللبناني الذي يتزعمه حسن نصر الله، وعصائب أهل الحق التابعة للحشد الشعبي (العراقي)، علاوة على مجموعات أخرى من أفغانستان وباكستان.
 ويرى خبراء أنه يجب على إدارة "ترامب" السعي إلى خلق توافق (تركي سوري) لحرب مشتركة على "داعش"، حتى لا تجد أمريكا نفسها أمام أمر واقع وهو استمرار الدور الروسي والإيراني في تلك الحرب.
يشار إلى أن إدارة أوباما ذاتها كانت قد بدأت في مراجعة سياساتها في العراق قبل مغادرتها البيت الأبيض، بعد أن أدركت أن انسحابها من العراق كان العامل الرئيسي لتسليم العراق إلى إيران وأذرعها الموالية، وفي هذا الصدد كان وزير الدفاع الأمريكي السابق أشتون كارتر قد أعلن عن إرسال 560 جنديا إضافيا ليرتفع عدد الجنود الأمريكيين في العراق إلى أكثر من 4600 عنصر.
ويرى مراقبون أن "ترامب" سوف ينتهج استراتيجية جديدة في العراق انطلاقا من الطرح الذي قدمته إدارة أوباما، وأكد المراقبون أن تصريحات "ترامب" الهجومية ضد إيران إنما تكشف عن قناعة بأنه لا يمكن تطويق سيطرة أمريكا على العراق باعتماد وكلاء محليين وأن الحل في تكثيف الوجود الأمريكي تحت مسوغ الحرب على الإرهاب.
كما يعتقد المراقبون أن تكثيف الوجود النوعي لقوات أمريكية في الشرق الأوسط سيعطي زخما للتحالف الذي تسعى واشنطن وأنقرة وعواصم خليجية لتحويله إلى ما يشبه حائط الصد أمام أنشطة إيران في سوريا والعراق واليمن.
وتجدر الإشارة إلى أن إدارة ترامب قد بدأت تطبيق استراتيجيتها المباشرة في اليمن من خلال سلسلة من العمليات ضد تنظيم القاعدة، فقد أطلقت إدارة ترامب أواخر يناير أول عملية للقوات البرية في اليمن منذ عامين، وأتبعتها بأكثر من عشرين غارة جوية هذا الأسبوع مستهدفة أخطر فصيل موال للقاعدة.
كما شهدت الأيام الماضية مقتل أبو الخير المصري نائب القائد العام للقاعدة في غارة لطائرة دون طيار شمال غرب سوريا.