هذه رسالة عتاب ليست موجهة للدكتور على عبدالعال رئيس المجلس وأيضا ليست موجهة لمحمد السويدى زعيم الأغلبية ورئيس ائتلاف دعم مصر ولا زعيم المعارضة علاء عابد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار ولا للمحامى والبرلمانى بهاء أبوشقة رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد ورئيس لجنة القيم لتأديب وتهذيب النواب.
فهذه الرسالة موجهة لهم جميعا بل لمجلس النواب بجميع أعضائه دون استثناء لأحد من الأغلبية والمعارضين والمستقلين وأيضا للسيدات والرجال والشباب وأيضا ذووى الإعاقة ونواب المصريين بالخارج.
فالعتاب دائما يكون بين الأحباب والشركاء وليس بين الخصوم والأعداء ومجلس النواب وهو برلمان ثورة ٣٠ يونيو وهو برلمان الشعب ومن حق الشعب الذى أتى بهذا المجلس وأنا أحدهم أن يوجه رسالة عتاب للمجلس لأن التشريعات والقرارات تصدر باسم المجلس وليس باسم رئيسه الذى يدير المجلس وينظم أعماله ولكنه لا يفرض قرارات عليه.
والعتاب هدفه أولا وأخيرا إعادة ممارسات هذا المجلس فى اتجاه البوصلة الصحيحة والبعد عن أى انحراف أو الدخول فى معارك شخصية والسعى لمصالح خاصة وأن تكون المعايير تحت القبة واحدة وليست معايير مزدوجة دون مجاملات لأحد على حساب مصلحة مصر.
والشعب المصرى يقول لمجلس النواب فى رسالة العتاب: «أعاتبك على إيه ولا إيه ولا إيه»، أعاتبك على قرار وقف البث التليفزيونى المباشر للجلسات والذى صدر استثنائيا ومؤقتا ثم أصبح قرارا دائما وذهبت كل الوعود البرلمانية لعودة البث أدراج الرياح دون بارقة أمل لعودة البث المباشر.
أعاتبك على التساهل مع النواب الذين يتغيبون عن جلسات المجلس دون إعلان الأسماء وتوقيع الجزاءات البرلمانية عليهم وبعضهم حضر فى جلسة إسقاط عضوية السادات ثم تغيب فى الجلسات التالية وعادت ريما لعادتها القديمة.
أعاتبك على رفض غالبية طلبات رفع الحصانة البرلمانية المرسلة لك من النائب العام دون السماح للعدالة بأن تأخذ مجراها ويخضع هؤلاء النواب للتحقيق أمام النيابة محامى الشعب وتضييع حقوق بعض أبناء الشعب المرتبطة بحصانة هؤلاء النواب رغم ارتباطها بأعمال وأنشطة تجارية ومالية وليست سياسية.
أعاتبك على لجوء عدد كبير من رؤساء اللجان لغلق أبواب اللجان واجتماعاتها أمام رجال الصحافة والإعلام دون مبرر قوى لذلك سوى تطبيق نص اللائحة وإخفاء المعلومات لعرضها على الشعب صاحب الحق فى المعرفة وأصبحنا نتحسر على زمن سابق كانت كل أبواب اللجان مفتوحة على مصراعيها.
أعاتبك على ترك بعض النواب لدورهم الحقيقى والسعى لإدخال المجلس فى معارك فرعية وجانبية مع الصحافة رغم أن البرلمان والصحافة وجهان لعملة واحدة والمجلس لم يسارع بوضع قوانين التنظيم المؤسسى للإعلام والصحافة بوضع التنفيذ ولم يرسل ترشيحاته لرئيس الجمهورية حتى الآن مع التسليم برفض أى تجاوز أو إهانة فى حق المجلس.
وأقول لك فى ختام رسالة العتاب أعاتبك على الجراح ولا عمرى اللا راح أعاتبك على الآلام ولا الغرام اللا اتنسى فالشعب من حقه أن يوجه لمجلسه ما شاء من كلمات عتاب واثقا فى أن المجلس سوف يستمع للعتاب ويسعى لإرضاء الشعب وأيضا صحافة الشعب وبقى الود ما بقى العتاب.