تمتاز العلاقات
"المصرية - الفرنسية" بخصوصية عبر قرنين من الزمان، حيث مرت العلاقات
بين البلدين بعدة مراحل تمتد جذورها إلى فترة ما بعد الحملة الفرنسية، فعلى الجانب
الاقتصادى، يصل عدد الشركات الفرنسية داخل مصر إلى 700 شركة، تعمل فى مجالات
الصناعة والزراعة والخدمات والاتصالات والبناء والتشييد وتكنولوجيا المعلومات
وغيرها.
أما عن علاقات التعاون العسكرى فتشهد تطورًا كبيرًا
خلال الفترة الراهنة، فى إطار التوافق السياسى والاستراتيجى للبلدين تجاه قضايا
مكافحة الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار فى المنطقة، حيث أمدت باريس القاهرة
بحاملتى الطائرات الهليكوبتر، من طراز ميسترال، وكذلك الفرقاطة البحرية فريم
المضادة للغواصات والسفن والطائرات، والمقاتلات الفرنسية من طراز رافال.
وانفردت "البوابة نيوز"، بإجراء حوار مع
"ممدوح فضل"، القنصل الفرنسى الفخرى بالبحر الأحمر، وهو مصرى من محافظة
المنيا وحاصل على الجنسية الفرنسية منذ العام 2003.
فى البداية.. كيف حصلت على الجنسية الفرنسية ثم
أصبحت قنصلًا؟
أنا مصرى من محافظة المنيا -مركز ملوى- حصلت على
الجنسية منذ 14 سنة فى عام 2003، وتم اختيارى قنصلا فخريًا فى أبريل عام 2004،
وفرنسا من الدول التى تحرص على اختيار قنصلها الفخرى من البلد المقيم بها ويشرط أن
يكون معه الجنسية الفرنسية، لأنه يسهل عملية التواصل.
الآلاف من الشباب يلهث وراء الهجرة للدولة الأوروبية
سواء شرعية أو غير شرعية.. ما فرص نجاحهم هناك؟
للأسف الاقتصاد الأوروبى بصفة عامة، وبخاصة فرنسا،
اختلف عن الماضى، وأرفض الهجرة غير الشرعية لأن من يقوم بها سيعيش بدون أى سند
قانونى، أما الهجرة الشرعية فلها شروط ومواصفات مع تحفظى شخصيًا عليها لأن الدول
الأوروبية تعانى اقتصاديا، ومعظم الشباب المهاجرين يعملون فى وظائف يرفضونها فى
مصر، وأنصحهم بالعمل فى مصر أفضل.
ماذا عن اللاجئين الذين أصبحوا يسببون صداعًا للدول
الأوروبية وفى مقدمتها فرنسا؟
الدول الأوروبية تحرص دوما على معاملة اللاجئين
معاملة آدمية، وهناك نحو 60% من هؤلاء اللاجئين يحترمون قانون البلد التى يعيشون
بها، وللأسف هناك منهم من يثير المشاكل للبلد التى تستضيفه مثل التحرش والسرقة
والقتل قد تصل إلى التورط فى عمليات إرهابية، وللأسف هناك أصابع اتهام لأحد
اللاجئين فى حادث مطار بروكسل فى شهر مارس عام 2016، وأطالب اللاجئين باحترام
البلدان التى احتوتهم ووفرت لهم المأكل والملبس والعلاج.
ما تقييمك للعلاقات "المصرية الفرنسية"
قبل وبعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم البلاد؟
العلاقات ممتازة بين البلدين، منذ قديم الأزل ترجع
لعهد نابليون بونابرت، لدرجة أن علم الآثار المصرية يدرس كمادة أساسية للمراحل
الإعدادية بفرنسا، ودائما هناك شغف للشعب الفرنسى لزيارة مصر، وبعد تولى الرئيس
عبدالفتاح السيسى توطدت العلاقة أكثر وأكثر وبدأت حركة السياحة الفرنسية تعاود
نشاطها مرة أخرى كما كانت قبل ثورة يناير، وخير دليل على العلاقات الطيبة التعاون
العسكرى بين البلدين.
ما الحلول التى تراها مناسبة للخروج من الأزمة
الاقتصادية فى مصر؟
هناك حلول كثيرة للخروج من تلك الأزمة، فلا بد من
التركيز على الصناعة وعدم الاعتماد بشكل كامل على الاستيراد لأنه يكلفنا عملة
صعبة، يجب أن نتحول لشعب منتج.
كيف تفسر استمرار الجانب الروسى لحظر الطيران لمصر
خاصة وما تمثله حجم السياحة الروسية الوافدة؟
متعجب من موقف الجانب الروسى بحظر الطيران لمصر، فرغم
مرور 16 شهرًا على سقوط الطائرة الروسية فى شرم الشيخ، وهذا بخلاف الموقف الروسى
المغاير مع الجانب التركى حيث تم إسقاط طيارة حربية روسية فى تركية، كذلك مقتل
السفير الروسى هناك فى حادث العالم أجمع، خاصة أن الجانب المصرى لم يدان حتى الآن
فى حادث الطائرة.
ما رأيك فى القرار الذى اتخذته الحكومة المصرية برفع
رسوم تأشيرة الدخول السياحية إلى 60 دولارا؟
تعد تلك الخطوة سلاحا ذا حدين، ففى البداية عند
إعلان القرار وتنفيذه خلال أيام كان مستحيلًا بسبب إبرام شركات السياحة التعاقدات
منذ فترة ولن تستطيع تحمل فروق الأسعار، ولكن تأجيل تنفيذ القرار أمر جيد سيساعد
شركات السياحة على التعاقد بالأسعار الجديدة، مع السائح المتيسر ماديًا والذى
امتنع عن زيارة مصر بعد أن أصبح السوق المصرى من أرخص الأسعار.
كلمة أخيرة توجهها للقائمين على تنشيط السياحة..
وكلمة توجهها لمواطنى أوروبا لزيارة مصر؟
يجب عمل تدريب وكورسات للعاملين بمجال السياحة،
واقترح تدريب لمدة 3 أشهر خاصة مع توافر المدارس الفندقية المؤهلة لذلك، كما أطالب
عددا من العاملين بعدم اعتبار السائحين "نهيبة"، لأنه ضيف علينا ويجب
معاملته معاملة كريمة، حيث سيقوم بتكرار زيارته لمصر إذا خرج سعيدا.
على الجانب الآخر أوجه الدعوة لكافة دول العالم
بزيارة مصر فالوضع آمن جدًا ومستقر، وبحكم عملى "كنقصل فخرى" ومهمتى
الحفاط على أمن المواطن الفرنسى سواء المقيم أو الزائر للبحر الأحمر أدعوهم لزيارة
مصر والاستمتاع بجوها.