"دلاعت" هي كلمة عبرية تعني القرع أو اليقطين، غالبًا نبتة لونها برتقاليّ أو أخضر أو حتى أصفر، وهي أيضا اسم نقطة عسكريّة إسرائيلية في العمق اللبناني أقام فيها الجيش الإسرائيلي في الثمانينيات بعد انسحابه من لبنان، موقعا عسكريا استجابة "للاحتياجات الأمنية" الأكثر سرية في الدولة ولمراقبة العدو رقم واحد حتى يومنا هذا، "حزب الله"، الذي ازدادت قوته.
لا يعرف الإسرائيلي العادي تقريبا حرب لبنان 1982، كانت هذه الحرب فترة صعبة، راح ضحيتها ما معدله 20 حتى 30 جنديا إسرائيليا في كل سنة، خلال 18 عاما، وبدأت الحرب في 1982، وانتهت في يوم واحد في عام 2000، بعد انسحاب أحادي الجانب للقوات الإسرائيلية.
من دون تنسيق مسبق مع الحكومة اللبنانية، وفي غضون وقت قصير، غادر الجيش الإسرائيلي لبنان بعد أن هدم مواقعه، ومن بينها موقعا "دلاعت"، و"بوفور"، مغلقا وراءه بوابات الحدود، في الوقت الذي انتشرت فيه قوات جيش لبنان الجنوبيّ في كل مكان، من دون النظر إلى الوراء.
وشهدت الدول العربية حالة من الحرب في القرن الحادي والعشرين، حرب من نوع آخر لم تعرفه إسرائيل حتى ذلك الحين، كانت هذه الحرب نموذجية للحروب التي تورطت فيها مثلًا الولايات المتحدة الأمريكية في العراق، وأفغانستان، حرب خلّفت وراءها داعش والقاعدة إذا نظرنا إلى الماضي.
منح الانسحاب الإسرائيلي من لبنان إلهاما لبعض الفصائل الفلسطينية، وكانت فكرة مقاومة القوات الأجنبية منتشرة في المجتمَع الفلسطيني وأثبت نصر الله أنه ربما من المفضل إدارة مقاومة ويبث مقاطع فيديو لحملات دعائية تقارن بين موجة العُنف التي اندلعت في اسرائيل وبين نجاح عناصر حزب الله في إبعاد القوات الإسرائيلية من لبنان.
واستمر الجيش الاسرائيلي في لبنان لمدة 18 سنة، وهي فترة تأسيسية لجيل إسرائيلي كامل، ويبدو أن تلك الفترة انمحت من الذاكرة الجماعية كليا أكثر من ذلك، يبدو أن تراث الجيش الإسرائيلي يحاول نسيان تلك الفترة الطويلة التي قضاها وراء الحدود لا تشكل قصة القطاع الأمني جزءا من تراث معارك الجيش الإسرائيلي، ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن حرب لبنان انتهت عام 1982 تماما.
