أكد ستافان دي ميستورا، أن أهم ما تحقق في مباحثات جنيف 4 هو اتفاق جميع الأطراف على جدول أعمال واضح من "أربعة سلال"، معلنا عن انطلاق جولة جديدة من المباحثات هذا الشهر فيما سيواصل جهوده لتوحيد المعارضة في صنف واحد.
وأوضح المبعوث الأممي في مؤتمر صحفي عقده في ختام جنيف، مساء أمس الأول الجمعة، أن "الأربعة سلال" تشمل وضع دستور جديد وإجراء انتخابات وإصلاح الحكم، بالإضافة إلى السلة الرابعة وهي مكافحة الإرهاب.
واشار إلى إن تنظيمي "داعش" و"النصرة" يمثلان الإرهاب في سوريا، وأن مضمون النقاط الأربع نوقش، مؤكدا التوصل إلى اتفاق على معالجة هذه القضايا بشكل متواز في العاصمة الكازاخستانية أستانا، واعتبر أن جنيف وأستانا يكملان بعضهما البعض.
كما طالب دي ميستورا، في بيان صحفي، الأطراف السورية بضرورة الوصول لرؤية تستند إلى القرار الأممي 2254 لتضمنه خطة واضحة، مؤكدا أن المباحثات كانت صعبة لكنها بناءة.
وعبر دي ميستورا، عن استعداد الأمم المتحدة أن تطلب الأمر لتنظيم مناقشات مع الأطراف السورية بين جولات المفاوضات في عدة صيغ، وأضاف قائلا: "نحن نهدف لإجراء مفاوضات مباشرة بشأن سوريا، لكن حتى اللحظة يتم إجراؤها عبر وسيط أكثر فعالية".
وشدد دي ميستورا علي أن أهم نتائج جنيف 4 تمثلت في كسر الحاجز النفسي إلا أن رفض التعويل على تحقيق اختراقات.
وأعلن المبعوث الأممي الخاص أنه سيدعو أطراف المفاوضات لجولة جديدة في جنيف خلال مارس الجاري، لافتا إلى أنه تلقى اقتراحات مثيرة للاهتمام من وفد الحكومة السورية بشأن تبادل الأسرى، وأنها ستكون محل بحث في أستانا.
وكانت منصتا "الرياض" و"موسكو" للمعارضة السورية أعلنتا في وقت سابق من الجمعة، أنهما تسعيان لتشكيل وفد واحد، يضم أيضا منصة "القاهرة" للمشاركة في الجولة المقبلة من محادثات جنيف.
وقال حمزة منذر، المتحدث باسم منصة موسكو، في مؤتمر صحفي: إنه تم الاتفاق على عقد لقاءات جديدة تسمح بالوصول لاتفاق حول تشكيل وفد واحد للمعارضة، مؤكدا أن بحث مسألة مكافحة الإرهاب أمر أساسي، وأنه سيتم بحث هذه المسألة مجددا في أستانة.
بينما وصف رئيس الهيئة العليا للمفاوضات السورية، نصر الحريري، هذه الجولة من المباحثات بالإيجابية، على اعتبار أنها ناقشت، لأول مرة، قضية "الانتقال السياسي" رغم عدم توصلها إلى نتائج واضحة.
وأكد موافقته علي المقترحات الاثني عشر التي تضمنتها ورقة دي ميستورا، إلا أنه أبدى بعض الملاحظات عليها.
ومن جانبه، قال فراس الخالدي، عضو لجنة مؤتمر القاهرة: إن المعارضة كانت تتوقع منذ البداية أن تكون نتائج المباحثات مقبولة نوعا ما، مؤكدا على أن المعارضة من الناحية الإجرائية أنجزت مرحلة لا يستهان بها وهي وضع الحل السياسي على الطريق.
وتابع الخالدي، خلال تصريحات خاصة "للبوابة نيوز"، "طبعا هي خطوة أولى خجولة نوعا ما لكن إنجاز الاتفاق على الإجراءات شيء لا يستهان فيه".
وعبر الخالدي عن قلقه من جولة المفاوضات القادمة، لافتا إلي أنه سيتم خلالها مناقشة اليات الانتقال السياسي والانتخابات وحول الدستور والإرهاب وهنا سيكون المشهد أكثر صعوبة.
وأضاف قائلا: "نتمنى أن يكون الجميع أكثر جدية والدخول في نقاش النصوص والخروج من الشخصنة لأن سوريا فوق الجميع".