ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن السفير الروسي لدى واشنطن منذ فترة طويلة، سيرجي كيسلياك، نجح في تكوين شبكة قوية من العلاقات مع المسئولين في الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة - إن كيسلياك استضاف عشاء مبهرا في منزله المكون من ثلاثة طوابق على مسافة لا تبعد كثيرا عن البيت الأبيض، من أجل المديح والإطراء على مايكل ماكفول قبل أسابيع فقط من توليه منصبه كسفير أمريكا لدى روسيا.
وأوضحت الصحيفة أن العشاء ضم أيضا 50 ضيفا كانوا مشتركين في شيء رئيسي واحد، ألا وهو أنهم مسئولون حكوميون ضالعون على نحو وثيق في صياغة سياسة روسيا بالنسبة لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما، بما في ذلك شخصيات كبيرة من وزارتي الدفاع والخارجية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ماكفول قال عن هذا العشاء - الذي أقيم في 2011
إنه "معجب بحقيقة أن السفير الروسي يحاول الوصول أكثر إلى عمق حكومتنا من أجل إقامة علاقات مع جميع الأنواع من الأشخاص.. لقد أثار هذا النوع من التواصل الاجتماعي إعجابي".
وأضافت الصحيفة أنه ومع ذلك فإن نجاح كيسلياك في تكوين هذه العلاقات القوية أدى به ليصبح وسط جدل متناثر، وجعله السفير الأكثر بروزا، إن لم يكن الأكثر إشعاعا من الناحية السياسية في واشنطن.
ولفتت إلى أن اثنين من مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعرضوا لمشاكل لعدم صراحتهم بشكل أكبر بشأن الاتصالات مع كيسلياك، هما ماكيل فلين الذي أجبر على الاستقالة كمستشار للأمن القومي والنائب العام جيف سيشنز الذي اعترف بإجراء محادثتين لم يكشف عنهما سابقا مع السفير الروسي، الذي اجتمع أيضا خلال الفترة الانتقالية مع صهر ترامب ومستشاره، جاريد كوشنر.
وبحسب الصحيفة، فإن كيسلياك - الذي يتحدث الإنجليزية بطلاقة إن لم يكن بإتقان شديد - تعامل مع المسئولين الأمريكيين على مدار عقود وكان عنصرا رئيسيا في المشهد السياسي بواشنطن خلال الأعوام التسعة الماضية، لكنه يدافع بقوة عن سياسات روسيا العدوانية.
ووفقا للصحيفة فإن التساؤلات حول الاتصالات بين دائرة ترامب والمسئولين الروس كشفت - ما يعلمه كلا الجانبين كما هو مفترض – أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تراقب عن كثب تحركات كيسلياك وتتنصت على مكالماته الهاتفية، الأمر الذي دفع المسئولين الروس أمس الخميس إلى الإعراب عن الغضب من أن تحركات سفيرهم أصحبت مثار شك لدرجة أن بعض التقارير الإخبارية تشير إلى أنه قد يكون عميل استخباراتي.
ونوهت الصحيفة إلى أن واشنطن بالنسبة لكيسلياك لم تعد المكان الذي كانت عليه سابقا، حيث أصبح منفردا أكثر وأخبر موظفيه بأن يشعر بالدهشة من محاولة أشخاص الابتعاد عنه بعدما كانوا يسعون إلى رفقته.