بحيرة المنزلة.. أحد أهم وأكبر البحيرات الطبيعية فى مصر، وفى أوقات سابقة كانت تطل على خمس محافظات هى «الدقهلية، وبورسعيد، ودمياط، والشرقية، والإسماعيلية»، قبل أن تخفيها التعديات، فأصبحت تطل فقط على ثلاث محافظات وتتصل بقناة السويس من خلال بوغاز يحد بورسعيد من الجنوب، ويسمى «قناة الاتصال» ويصلها بالبحر الأبيض المتوسط بوغاز «الجميل»، الذى كان يسمح بتبادل المياه ودخول وخروج أجود أنواع الأسماك، ونظرا لانتشار الإهمال وكثرة التعديات تقلصت مساحتها من ٧٥٠ ألف فدان لأقل من ٩٠ ألف فدان.
الآلاف من الصيادين بالدقهلية ناشدوا الرئيس عبدالفتاح السيسى التدخل وتكليف القوات المسلحة بالعمل على تطهير وتطوير بحيرة المنزلة، مؤكدين أهميتها من ناحية الاقتصاد والأمن القومى، خاصة أنها كانت تحتوى على أجود أنواع الأسماك، التى اختفت بسبب التلوث والتعديات، بل تحولت إلى وكر يتجمع فيه المجرمون والهاربون من العدالة.
من جانبه، قال نسيم بدر الدين، نقيب الصيادين السابق بالمطرية: «إن البحيرة كانت منذ سنوات تحت إشراف سلاح حرس الحدود الذى منع حدوث أى تعديات على البحيرة أو تواجد للبلطجية، إلا أنه بعد تولى هيئة الثروة السمكية مسئولية الإشراف عليها، بدأت المشاكل تزداد رغم منح الهيئة مئات الملايين سنويا لتطهيرها»، مؤكدا أنه لا يوجد أى تطوير، وما يحدث الآن هو إهدار للمال العام فقط، مطالبا بإنقاذ أكثر من ٢٠٠ ألف صياد، أصيب معظمهم بالأمراض بسبب التلوث الذى يضرب البحيرة.
وأضاف أن معظم الصيادين أصبحوا يهربون الآن للسفر للصيد على المراكب خارج المنزلة فى البحر الأحمر، مما يؤدى إلى تعرضهم للكثير من الحوادث بغرق المراكب فى البحر الأحمر، مما تسبب فى وفاة الكثير من الصيادين، بالإضافة إلى جنوح المراكب التى يعملون عليها خارج المياه الإقليمية، فيتم القبض عليهم، ويعيشون فى جحيم داخل سجون الدول الأخرى حتى يتم الإفراج عنهم بعد عذاب.
أما اللواء عادل سعد، مدير شرطة البيئة والمسطحات المائية الأسبق بالدقهلية، فأكد أن بحيرة المنزلة تواجه مشاكل كثيرة، منها ما يتعلق بالصيادين، إضافة إلى المياه الملوثة التى تصب فيها من مشروع صرف بحر البقر، والأخطر هو اغتصاب عدد من أصحاب النفوذ لأراضى البحيرة ووضع اليد عليها، وحرمان الصياد الحر من الصيد والتنقل داخل البحيرة.
وأضاف أن اغتصاب أراضى البحيرة يؤدى إلى إهدار المال العام وضياع حقوق الدولة بعد أن تقلصت مساحة البحيرة من ٧٥٠ ألف فدان إلى أقل من ٩٠ ألف فدان، تحاصرها التعديات والجزر الصناعية، وبعد أن كانت تشرف عليها ٥ محافظات هى: «الإسماعيلية وبورسعيد ودمياط والدقهلية والشرقية»، خرج من إطار الإشراف عليها الجزء المخصص للإسماعيلية والشرقية بالتجفيف، وأصبحت «الدقهلية ودمياط وبورسعيد» فقط هى المحافظات المطلة على البحيرة.
وأشار إلى أن هناك كارثة أكبر تحدث بالبحيرة حاليا، وهى تجفيف الجزء الخاص بمحافظة بورسعيد، وتزيد مساحته عن ٣٢ ألف فدان، بسبب إزالة كوبرى العجايبة الذى تمت الموافقة عليه وإنشاؤه أثناء حكم جماعة الإخوان الإرهابية، ليكون طريقّا ومعبرّا لتجار المخدرات والآثار داخل البحيرة، ورغم صدور حكم من القضاء الإدارى ببورسعيد فى دعوى أقامها عدد من صيادى البحيرة من المطرية منذ عدة شهور بإزالة هذا الكوبرى إلا أنه لم ينفذ قرار الإزالة حتى الآن.
وأوضح أنه يمكن حل تلك المشاكل، ولكن البداية يجب أن تكون بمعالجة القصور الموجود فى الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، ونقل تبعية البحيرة للقوات المسلحة، وإنشاء جهاز متخصص للبحيرات يسمى جهاز الإنتاج السمكى، يتولى الاهتمام بالبحيرات وتنميتها والنهوض بمستوى الإنتاج السمكى بها.
وطالب سعد، بأن تتجه الدولة إلى تصدير الأسماك، عن طريق استغلال الثروة المائية الكبيرة التى تمتلكها مصر، مؤكدا أنه يمكن بعد تطهير بحيرة المنزلة وتطويرها إنشاء مصنع أسماك مصرية من البلطى والقرموط بالمطرية على حدود بحيرة المنزلة، مشيرا إلى أنه سبق أن تقدم بمذكرة للواء عمر الشوادفى، محافظ الدقهلية السابق، بإنشاء مصنع أسماك مصرية من البلطى والقرموط بالمطرية، وتم تحديد مكان للمصنع، إلا أنه تم التلاعب فى المكان وإيقاف فكرة المشروع عن طريق مجلس المدينة، عقب رحيل «الشوادفى» الذى كان مرحبا جدا بالمشروع.
طالب «سعد»، بأن تتجه الدولة إلى تصدير الأسماك، عن طريق استغلال الثروة المائية الكبيرة التى تمتلكها مصر، مؤكدا أنه يمكن بعد تطهير بحيرة المنزلة وتطويرها إنشاء مصنع أسماك مصرية من البلطى والقرموط بالمطرية على حدود بحيرة المنزلة.