وقعت الحكومة العراقية والاتحاد الأوروبي في بغداد، اليوم الخميس، اتفاقية مالية تهدف إلى محاربة العنف الطائفي باعتباره خطرًا يهدد المنطقة ولتمويل عمليات إعادة الاستقرار في المناطق المحررة وإشاعة ثقافة الاعتدال والابتعاد عن التطرف.
وتضمنت الاتفاقية أن يقدم الاتحاد الأوروبي تمويلا يصل إلى 10 ملايين يورو لمحاربة العنف الطائفي في العراق، وقد وقع الاتفاقية عن الجانب العراقي سلمان الجميلي وزير التخطيط، وعن الاتحاد الأوروبي جوف فول كوخمان رئيس قسم التعاون في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وبحضور سفير الاتحاد في بغداد باتريك سيمونيه.
وعقب توقيع الاتفاقية أعلن وزير التخطيط العراقي سلمان الجميلي أن الاتحاد الأوروبي يدعم البرامج الإعلامية والتثقيفية لمحاربة التطرف وإشاعة ثقافة الاعتدال والابتعاد على العنف، موضحا أن هناك برامج متعددة مع الاتحاد الأوروبي تم تنفيذها خلال السنوات الماضية، وأيضًا اتفاقيات أخرى وقعت العام الماضي لتطوير وبناء القدرات المحلية في مجالات عدة كالحوكمة والتعليم والطاقة.
وطالب "الجميلي" الاتحاد الأوروبي بمواصلة دعمه العراق في مواجهة العنف والتطرف كما دعا المجتمع الدولي إلى مساعدة بلاده في مرحلة ما بعد التحرير والقضاء على تنظيم داعش "لاسيما أن العراق اليوم يخوض حربًا لمحاربة داعش والتي يخوضها نيابة عن المجتمع الدولي".
من جانبه، قال ممثل الاتحاد الأوروبي رئيس قسم التعاون في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى جوب فول كوخمان: إن الاتفاقية الموقعة اليوم تهدف إلى محاربة العنف الطائفي كون هذا العنف الطائفي يشكل أمرًا خطيرًا جدًا في المنطقة.
وأشار إلى أنّ العنف الطائفي والتعليمات الدينية ممكن أن يؤثران تأثيرًا كبيرًا في أمرين يتمثلان بدور الإعلام والعراق جزء منه للوقوف ضد العنف الطائفي وأيضا كيفية استغلال الناس في هذا الأمر وتوظيف الإعلام لتحقيق هذا الهدف، والأمر الثاني هو جمع أفراد المجتمع والعمل مع بعضهم البعض ضد العنف الطائفي.
وأعرب "كوخمان" عن ارتياحه لتوقيع هذه الاتفاقية مع العراق فهي تمثل جزءا من مهمات الاتحاد الأوروبي في العراق مؤكدا ضرورة توسيع هذه المهات.
كما شدد "كوخمان" على استعداد المؤسسات الأوروبية والخدمة الخارجية الأوروبية وقسم التعاون وقسم المساعدات الإنسانية للعمل من أجل رفع الجهود في العراق، وقال: "إن الاتحاد الأوروبي مدرك للظروف التي يمر بها العراق حاليا وهي مختلفة عما كان عليه في السابق، موضحًا أن العراق يواجه أزمات عدة تتمثل بانخفاض أسعار النفط والحرب ضد داعش وأيضًا عمليات ما بعد التحرير في الموصل.