الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

هو محمد مرسي.. فقط

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا هو صورة “,”مكررة“,” من مبارك، ولا هو صورة من أسوأ حكام المماليك الذين غيبهم التاريخ في سلة مهملاته، ولا هو فارس زمانه الذي انتظرته مصر طويلاً ليحقق لها “,”النهضة“,” الموعودة.
هو فقط محمد مرسي، رجل عادى للغاية، كان نائبًا في مجلس 2005 بمباركة مباحث أمن الدولة، أي بموافقة مبارك و“,”نجله“,”، وهي الدورة التي سُمح للإخوان فيها بـ“,”88“,” مقعدًا؛ لتجميل الصورة، والانطباع بأن مصر “,”فيها معارضة“,”؛ فلما نسي بعض الإخوان “,”مهمتهم“,” الحقيقية، انقلب النظام عليهم، وعاد ليعاملهم معاملة “,”مرات الأب“,”.
وهو فقط محمد مرسي، الذي لا تتجاوز ثقافته أفق قرية نائية، نهارها مغبر بالتراب، وليلها بلا قمر، وصباحها لا “,”يتنفس“,” أبدًا، وإن “,”وجد“,” فهي ثقافة عرجاء لم تتجاوز القرون الوسطى، التي كان الفكر الإسلامي فيها واقعًا في “,”مطب“,” الحلال والحرام، فانكفأ الفكر والعلم، وانغلقت العقول والأفئدة، وسرحت الخرافات، وانتشرت الجهالة، واستمر ذلك “,”العرض“,” إلى يومنا هذا، والدليل.. مرسي ذاته..!
وهو محمد مرسي فقط، الذي لا يعرف ماهية رجل الدولة، ولا مهام رئيس الدولة، ولا كيف يكون مسئولاً عن حيوات الملايين؛ فيتعامل بضيق أفق “,”لا مثيل“,” له في الدول النامية أو المتقدمة، أو حتى بلاد “,”الواق واق“,” الأسطورية، كما يتعامل مع المصريين باعتبارهم “,”شعبًا افتراضيًّا“,” لا مكان له في الواقع؛ لأن “,”واقعه“,” الوحيد هم جماعته الإخوانية، الذين يدين لهم بالفضل فيما هو فيه؛ بما صرفوا من ملايين دفعت للفقراء وأبناء السبيل، في صورة أكياس سكر وقوارير زيت، أو ما تم دفعه من ملايين أيضًا لشراء الأصوات المزورة لأصحاب “,”الرقم القومي الدوّار“,”، الذي منحهم ملايين الأصوات في الانتخابات الرئاسية “,”المضروبة“,”، التي أوصلته إلى الاتحادية.
وهو محمد مرسي فقط، الذي يملك تفكيرًا بسيطًا وهزيلاً، جعله يصدق رياء “,”الملتحين“,” الفرحين به؛ فشبهوه تارة بيوسف الصديق، ومرة أخرى بالنبي نوح، وثالثة بالنبي صالح؛ فصدق أنه كذلك، والدليل أنه يكرر ويعيد منذ فترة كلمة غريبة وعجيبة، لم يجرؤ رئيس مصري سابق على قولها، وهي “,”إني أرى ما لا يراه الناس“,” !! وكأنه بعد الرئاسة أصبح يمتلك قوى غير طبيعية، أو كأنه أصبح إلهًا -والعياذ بالله- ما يعني أنه ينتمي لجماعة لا تؤمن بالله أصلاً، وتتخذ الدين مطية لتحقيق أهداف دنيوية بشعة، تلفُّها المصالح والأطماع واللصوصية.
كما يدل تصديقه لهراء المتأسلمين “,”هواة الدنيا لا الدين“,”، على أنه كائن بلا عقل، أو يجعلنا نصدق أن عملية “,”التربنة“,” التي أجراها منذ سنوات، التهمت من مخه مراكز الفهم و“,”الإبصار“,” والتبصر، وجعلته يصدق أنه كائن “,”علوي“,” إلهي وغير “,”قابل للنقض أو التعديل“,”، ولا يتبقى له سوى أن يسمع الأشعار المنافقة له، والتي لا نجد لها مثلاً ينفع لمثل مرسي من القصيدة الشهيرة لمحمد بن هانئ، الشاعر الأندلسي، الذي بالغ في مدح المعز الفاطمي بصفات الخالق، فقال:
ما شئتَ لا ما شاءت الأقدارُ فاحكم فأنت الواحد القهارُ
وكأنّما أنتَ النبيُّ محــمّدٌ وكأنّما أنصاركَ الأنصـارُ
إن قيل مَنْ خيرُ البريّة لم يكنْ إلاّكـمُ خـلقٌ إليه يشـارُ
ها إنّ مِصرَ غداة صرْتَ قَطينَها أحرى لتحسدها بك الأقطارُ
جلَّتْ صِفاتُكَ أن تُحَدَّ بمِقوَلٍ ما يصنْعُ المِصْداقُ والمِكثارُ
والله خصَّكَ بالقُرانِ وفضله واخجلتى ما تَبلُـــغُ الأشعارُ
... فهو محمد مرسي فقط..!!