تكشف الإحصاءات، أن ميزانية العلاج على نفقة الدولة تبلغ 2.7 مليار جنيه تنفق بأكملها على علاج المرضى غير القادرين كما حددها القانون في حين أن ميزانية التأمين الصحي تبلغ 8.2 مليار جنيه يصرف منها 1.2 مليار على علاج المرضى و7 مليارات جنيه تنفق على الأجور والمرتبات للعاملين بالتأمين، فيما يتم إصدار أكثر من 2 مليون قرار علاج سنويًا للمرضى على نفقة الدولة.
وزير الصحة، من جانبه يسعى لتدارك الأمر، وطالب بزيادة ميزانية العلاج على نفقة الدولة لـ6 مليارات جنيه،موضحا عبر تصريحات له قبل ايام أن الميزانية للعلاج على نفقة الدولة تبلغ 2.5 مليار جنيه فقط، ولا تفى بعلاج جميع المرضى، مؤكدا أن زيادة ميزانية المجالس الطبية المتخصصة لـ6 مليارات جنيه ستمكن الوزارة من إدخال حزم علاجية جديدة في منظومة العلاج لغير القادرين.
ومن هناك جاءت صرخته،: "إلى متى ننتظر الموت قبل العلاج على نفقة الدولة "، هكذا قال أيوب سعد، مريض من بين العشرات وربما المئات من المواطنين الذين خدعتهم الخدمة التي تسمى بـ"العلاج على نفقة الدولة" فهي من منظوره الخاص، تعد بمثابة انتظارا للحصول على شهادة الوفاة، لافتا إلى أن العلاج لا يتم توفيره.
بينما شكت أم حبيبه، من مستشفى الأقصر الدولي قائلة:" رغم صدور قرار علاج على نفقة الدولة لعلاج سرطان الثدي وتم بالفعل عمل عدد (4) جلسات علاج وعند أخذ الجرعة الخامسة يوم 06/21 فوجئنا بعدم وجود دواء "تاكسوتير" وحتى الآن لم يصل رغم صدور قرار العلاج.
بينما أضاف أحمد هشام، مواطن، أنه تقدم للحصول على طلب لعلاج والدته على نفقة الدولة من فيروس سي منذ عام 2014 وبعد طول انتظار وطلوع الروح وسفر كل يوم للسؤال على حد وصفه استطاع التواصل مع لجنة مكافحة الفيروسات برغم الروتين المصري الموجود في الحكومة وأخذ صوره من قرار العلاج على حساب الدولة بتاريخ 13 فبراير متوجها به إلى مستشفى حميات بنها ولم يحدث شىء.
وتابع: كلما كان يذهب للمستشفى يقابله مدير العلاج قائلا له "تعالى اﻻسبوع الجاى.. فوت الخميس، العلاج ماجاش من الوزارة، الشركة اللى بتورد العلاج مجبتش"، لافتا إلى أنه وغيره كثير من المرضى "ضاق بهم الأمر " ووصل الأمر إلى طلب الشرطة ولكن برغم ذلك لم يتم حل القضية.
وكالعادة المرضى يعانون ويتألمون، والمسئول ينفي
مسئوليته، مدعيا أن الحياه وردي، هنا يقول الدكتور هشام عطا، رئيس قطاع الطب
العلاجي بوزارة الصحة والسكان سابقا، أن العلاج على نفقة الدولة يخدم قطاعا عريضا
من المرضى وخاصة الأمراض المستعصية والتي تحتاج إلى رعاية عاجلة، لافتا إلى أنه لا
يمكن إلغاء منظومة العلاج على نفقة الدولة إلا حينما تتوافر منظومة التأمين الصحي
ومن ثم يمكن بعدها ضم نظام العلاج على نفقة الدولة ليدخل مع التأمين الصحي.
وتابع عطا أنه غير صحيح ما يتم تداوله بخصوص بطء
الإجراءات الخاصة بالعلاج على نفقة الدولة، لافتا إلى أن الأولوية تكون للحالات
الطارئة والمريضة بأمراض مزمنة مثل مرضى السرطان والكلى والقلب أما الحالات
الباردة فيتم تحديد وقت معين لها مؤكدا على أن نحو 90% من المستشفى ات تستقبل
المرضى وتكون الاستجابة خلال مهلة زمنية لا تتعدى 48 ساعة.
وأوضح خليل أن العلاج على نفقة الدولة بدأ يتم تحجيمه وتضييق نطاقه عن ذي قبل ولكنه ما زال يتضمن العلاج على نفقة الدولة للعديد من الأمراض الخطيرة مثل السرطان والقلب وأمراض الكلى والفشل الكلوي وغيرهاـ أما الجراحات فلا يدخل في نطاقها سوى الجراحات البسيطة مثل القدم السكري والبواسير والزائدة وهو أمر بمثابة تعجيز للمرضى.
وأضاف أن الشكاوى التي تخرج بسبب عدم تفعيل العلاج على نفقة الدولة تأتي بسبب إهمال القطاع الطبي داخل مصر فالحكومة تعجز عن رفع ميزانية الصحة رغم أن الدستور المصري الذي يخصص أكثر من 3% من موازنة الدولة للصحة قابلة للزيادة، لافتا إلى أن الحكومة تحاول مواجهة عجز الميزانية ولذلك فتخفض ميزانية التأمين الصحي وهو ما يعود أثره على المواطن المصري.
ولفت خليل إلى أن العلاج على نفقة الدولة يأتي بالقطعة مما قد يؤدي إلى تعطل المرضى في لحين إكمال الإجراءات الخاصة بإنهاء الأوراق وهو أمر خطير وخاصة بالنسبة للمرضى بالأمراض المزمنة مثل السرطان فهو مرض يجب أن يتم علاجه على مدى فترات ثابتة ومنتظمة لافتا إلى أن من بين سلبيات العلاج على نفقة الدولة كذلك أنه لا يقبل المريض إلا إذا كان قد قام بتشخيص حالته أولا ويقوم هو بتلك الإجراءات على نفقته الشخصية.
وطالب خليل بتفعيل التأمين الصحي لكل مواطن لكي يكون هناك حماية من الأمراض المزمنة منذ مرحلة الولادة وإلى فترة ما بعد ذلك لافتا إلى أننا لن نحتاج إلى العلاج على نفقة الدولة إذا ما تم تفعيل التأمين الصحي على أن يكون عن طريق بطاقة الرقم القومي لكي يكون هناك مظلة صحية شاملة للمصريين يستفادون منها.