قطر فى عيون العالم.. «دون كيشوت» يصارع طواحين الهواء.. وقادتها قتلة مأجورون
«الجباسي» فى رسالة لرئيس الوزراء القطري: قطر بيدق صهيونى زرع فى المنطقة العربية.. وتجمع كل التناقضات الممكنة
الإمارة الصغيرة تقترب وتبتعد عن السعودية تأثرًا بحالات المد والجزر بين أمريكا وإيران
التدخل القطرى فى ليبيا.. كشف حجم استعدادها لتنفيذ الأجندة الغربية والصهيونية فى المنطقة
تتصور الدويلة المسماة قطر، أنها يمكن أن تلعب دورا سواء على الساحة العربية أو الدولية، يتجاوز بكثير قدراتها وحجمها، لكن رسالة مؤخرة بعث بها أحمد الجباسى السفير التونسى لدى السلطة الوطنية الفلسطينية إلى رئيس الوزراء القطرى «حمد بن جاسم» ربما تكشف حقيقة ضآلة قطر وصغر حجم حكامها.
الرسالة التى حملت عنوان «عندما تسقط قطر فى عيون العالم»، أكد فيها الجباسي، أن هناك خطأ شائعًا صنعته قناة الجزيرة ومن هم على شاكلتها، أن لقطر دورا وتأثيرا.. إلخ، موضحا أنه إن تحدث البعض عن دور أمريكى أو روسى أو صينى، فهذا صحيح فى المطلق، لكن أن ينسب للنظام القطرى دور فهذا خطأ وتجنٍ على الحقيقة، مضيفا أن من يقوم بدور فى السياسة الدولية، يجب أن يمتلك حرية القرار، وإمكانية تحمل نتائج هذا القرار، لافتا إلى أنه بهذا المعنى، فإن قطر أصغر بكثير من لعب دور فى السياسة الدولية، ناهينا عن امتلاكها لحرية القرار واتخاذه وتحمل نتائجه.
ووصف الجباسى قطر أنها مجرد بيدق صهيونى زرع فى المنطقة العربية مؤكدا أنها مهما فعلت أو تعرت أخلاقيًا وسياسيًا فستبقى قطر.
ولفت الجباسى إلى أن هناك من يصور لصغار قطر أنهم زعامة فى المنطقة العربية، ومثال يحتذي، ومرجعية سياسية لا محيد عنها، مضيفا أن كل الكبار فى العالم يفعلون هكذا مع الصغار، لأن المغرور يعطى دائما ومن السهل عليه أن يتنازل بداعى المحافظة على مكانته عند الكبار، واصفًا قطر التى لا يعرفها الناس إلا من خلال قناة «الجزيرة» بأنها ومنذ منتصف التسعينيات تجمع فى بطنها الكبير كل التناقضات الممكنة، فهى تزعم استقلالية القرار ولكنها تنام فى قاعدة العيديد، تنادى بالديمقراطية والحرية وكل حقوق الإنسان للشعوب الأخرى، لكنها تمنع قناة الجزيرة من فتح النوافذ على قطر وما يحدث فى قطر.
ومستطردا بالقول: «هى مع إيران نكاية فى السعودية، ومع السعودية نكاية فى سوريا، ومع سوريا سابقا نكاية فى مصر، هى مع حزب الله سنة ٢٠٠٨ وضد حزب الله ٢٠١٢، هى مع الربيع العربى فى المغرب العربى ولكنها مع نظام القمع فى البحرين ضد تطلعات الشعب البحريني، هى مع فلسطين فى الظاهر ولكنها مع العلاقات المتميزة مع الصديق الصهيونى، مع حماس تستدعى خالد مشعل إلى قمة الدوحة سابقا، والآن بعد الحراك فى سوريا، لكنها فى الحقيقة مع فتح وسياسة التنازلات التى يقوم بها أبومازن، هى مع كل الخير للشعوب العربية ولكنها تستثمر فى الغرب، مشيرا إلى أنها تحاول أن تكون وسيطا نزيها فى كل الأزمات، ولكن الكل يعرف لماذا تتحرك قطر ومن يحرك بوصلة قطر ومن تمثل قطر فى المنطقة، مضيفا أنها فى السودان، لأنها تبحث عن تقسيم السودان، وهى فى اليمن لأنها تريد إنهاء حكم على عبدالله صالح طبقا للطلب لأمريكي، وهى فى لبنان مع حزب الله لإنهاك الدور الحريري، نكاية فى السعودية وتقربا من إيران».
ويرى الجباسي، أن قطر تتقرب وتبتعد من السعودية، تأثرا بحالات المد والجزر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، فإذا كان هناك بعض الهدوء تقترب قطر من السعودية لمنع هذا الموقف من إعطاء ثماره على أرض الواقع، وإذا كان العكس تقترب من إيران حتى تمنع أى تقارب بين الأضداد، موضحا أن التدخل القطرى القذر سياسيا وماليا وإعلاميا وتسليحا فى ليبيا، كشف حجم استعدادها لتنفيذ الأجندة الغربية والصهيونية فى المنطقة، لأن إسقاط بعض الأنظمة، يخول لها الاستفراد بالمشهد السياسى العربى، خاصة بعد انتهاء الدور السعودى التقليدى فى المنطقة، وانحسار الدور المصرى و«موت» الدور العراقى.
ويرى الجباسى أنه بعد الخسائر الكبيرة اقتصاديا وعسكريا التى منيت بها الإدارة الأمريكية فى حربها على أفغانستان والعراق وما سبقهما من نزاعات متفرقة أصبح العقل الأمريكى يبحث عن التدخل بالوكالة لحماية المصالح الأمريكية وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد بأقل التكاليف ودون تدخل عسكرى مباشر، ولذلك رأينا تعاظم الدور المسموم المناط غربيا وإسرائيليا بقطر والسعودية والأردن وتركيا ووقوف الولايات المتحدة وإسرائيل فى صفوف المتفرج لأول مرة فى تاريخ الصراع فى المنطقة العربية.
ويضيف الجباسى أن قطر لعبت كل الأدوار، وتقمصت كل الشخصيات لتصبح فتاة الشاشة الصهيونية الأولى، واصفا إياها أنها فتاة الإغراء التى يبحث عنها الغرب ليصنع منها السوس الذى ينخر فى الجسم العربى المنهك، ولذلك نراها تفتح قنانى الشمبانيا المسمومة لكل من يريد الإسهام فى مشروع الشرق الأوسط الجديد، أو يصبح شريك البطولة فى هذا الفيلم الهيتشكوكى المرعب ولا يهمها «جنسية» البطل ولا هويته الفكرية بل كل همها أن يتقن « الدور» ويتقن القتل فى كل الوضعيات على طريقة أفلام جون واين وكلينت إيستوود وشارلز برونسون.
ويستطرد قائلا: إنه ينتاب قطر الآن إحساس بالمرارة والخيبة إزاء صمود الشعب والنظام السورى، ولذلك ينصب حنقها على الولايات المتحدة الأمريكية، التى لم تقدر على استخدام قوات الحلف الأطلسى لإنهاء هذا الصراع، بل يتعاظم هذا الغضب لما ترى من تشرذم القطعان الإرهابية التى لم تستطع أن تكون معارضة، ولم تستطع أن تكون جيشا قادرا على إحراز انتصارات تشفى الغليل.
ويضيف أنه مع الوقت تزداد الصحافة الأجنبية الحرة فى تعرية قطر أمام الرأى العام العربى والعالمى، وتفوح رائحة خيانتها للإسلام والمسلمين، وللعروبة والقومية العربية، ومع الوقت ينقلب العلم العنابى إلى علم بنجمة داوود، وما يؤرق أمير الدشداشة السمين، هو ماذا ستفعل قطر إذا انتصرت سوريا، وتبع هذا الانتصار سقوط مدوٍ لتركيا العار، متسائلا: ماذا تخبئ الأيام لأمير الدشداشة، وأين سيختبئ من لعنات الشهداء وعائلاتهم المغدورة، وهل سيتزحلق حمد فى موزة ليتكسر الدور القطرى ويصعد النائب إلى الواجهة على ظهر «موزة» أخرى؟.
ويواصل فيقول: «هناك من يقول إن «النائب» وبمجرد كسر صاحب الدشداشة السمين، سيقوم بتقطيع أوصال مملكة آل سعود التى طالما مثلت بالنسبة له العائق الوحيد فى طريق حلمه بقطر أكبر طولا وعرضا، فى طريق حلمه بقطر عظمى، بقطر تستحق جائزة الدولة الراعية الأولى للإرهاب فى الخليج العربى».
مختتما: «أنه بالمحصلة كل ما فعلته قطر فى عمرها القصير، هو حرث فى البحر وإهدار للطاقة، بل يجمع المراقبون على أن هذا «الدور القبيح سينتهى قريبا، لأن الفيتو الروسى الصينى قلب معادلات كثيرة، وكشف مؤامرات كثيرة وحطم أحلامًا قطرية كثيرة، بل حطم مشروع الشرق الأوسط الجديد الذى بنت عليه قطر مشروع «زعامتها» التى ولدت ميتة، واصفا قطر فى عيون العالم، أنها مجرد قصر من الرمال تهاوى مع الصمود السورى فى حلب، وأنها مجرد دون كيشوت يصارع طواحين الهواء، بل مجرد حفنة قتلة مأجورين».