الأمير القطرى: دفعنا أموالًا طائلة لفاسدين فى مصر
طالب «واشنطن» بتكثيف الضربات ضد «القذافى»
اتفق على تمويل «الثورات».. و«جراهام» يأمر : تدفعون 10 أضعاف ما ندفعه
«تميم»: امنحوا حماس الوقت للانتقال من خانة العدو إلى صديقة إسرائيل
حصلت «البوابة» خاصة علي تفاصيل اجتماع دار بين أمير قطر الحالى تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، مع السيناتور الأمريكى «لندسى جراهام» داخل الديوان الأميرى بقطر يوم ٣٠ مايو ٢٠١١ أثناء ثورات الربيع العربى.
تميم وقتها كان يشغل منصب نائب الأمير، وولى العهد ومهمته الوطنية هى إدارة المؤامرات القطرية بصحبة شقيقه «خالد»، الذى حضر معه الاجتماع، وكان يعمل مدير مكتب نائب الأمير وولى العهد، قبل أن يتولى رئاسة الديوان الأميرى عام ٢٠١٤، وكان معهم السفير القطرى «محمد عبدالله الدهيمى»، مدير إدارة الشئون الأوروبية والأمريكية بالإنابة.
وكان الضيف الأمريكى «جراهام» يرأس اللجنة الفرعية للاعتمادات المالية بمجلس الشيوخ الأمريكي، وكان مشرفا على ميزانية المساعدات للخارجية الأمريكية، ويذكر أنه من أكبر الداعين لتدخل برى أمريكى فى العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام.
وجاء فى الوثائق أنه بعد تبادل عبارات الترحيب والمجاملة، جرى الحديث على النحو التالى:
السيناتور الأمريكى: ٦٠٪ من أسباب المشكلات فى طالبان هى الفساد، لذلك سأغادر اليوم إلى أفغانستان، فنحن نعمل على عملية إعادة تشكيل أو إصلاح حكومي، لأن مبالغ طائلة من المساعدات التى نقدمها للدعم والمساندة تذهب لمسلك خاطئ.
«تميم»: واجهنا نفس المشكلة منذ عدة سنوات عندما طلبت منا واشنطن تقديم المساعدات، لم نمانع ولكننا قلنا إننا على ثقة أن المبالغ المالية التى نقدمها لن تسلك الطريق الصحيح، وستستغل لأهداف أخرى، فقررنا أن نؤسس مدارس هناك، لكن اكتشفنا فيما بعد بأن هذه المدارس كانت مقصورة على أبناء الطبقة العليا فقط بينما كنا نهدف منها أن تكون للجميع.
أعتقد أنه بعد مقتل أسامة بن لادن ستكون الأمور صعبة بعض الشيء، لكن لا شك بأنها ستهدأ بعد ذلك.
السيناتور الأمريكي: لا يسعنى إلا أن أثنى على الدور العظيم الذى قامت وما زالت تقوم به قطر تجاه إعادة الإصلاح وثورة الشعوب، فى أمريكا تقبل الناس موقفنا المضاد للقذافى. فالشعب الأمريكى صبور فيما يتعلق بالديمقراطية وإرسائها، هدفنا الآن هو تطوير برنامج للدعم الأجنبي، خاصة أن ميزانية أمريكا فى أزمة حاليا، صرفنا مبلغا ضخما فى العام الماضى على إسرائيل ومصر وعدة دول، وليس لنا دور فعال فى ليبيا، أنا والسيناتور كيرى وجون ماكين نريد استخدام القوة الجوية الأمريكية وقتال القذافى.
تميم: كانت لديه فرص عديدة، الغرب أعطاه عدة فرص وكان أمرا مقبولا لأنه فى رأيي لا بد من إعطاء الجبان طرقا للهروب، ولكنه رفض كل الفرص، غيرت تركيا موقفها فى الشهر الماضي، مما يضع ضغوطا أكبر على القذافى حيث إن لتركيا علاقات جيدة وأعمالا خاصة مشتركة معه.
السيناتور الأمريكي: ماذا عن مصر وموقفهم من ليبيا؟
ولى العهد: الموقف هادئ بسبب أن هناك مليون مصرى يعملون فى ليبيا، لكن أؤكد لك أن الليبيين والجزائريين والتونسيين وحتى السودانيين جميعهم ضد القذافى.
التقيت ببعض قادة المعارضة بعضهم كان مسجونا فى فترة حكم القذافى بسبب كونهم إسلاميين، بعضهم ذهب لأفغانستان وقت الحرب مع السوفييت، وبعضهم ذهب للعراق قبل عدة سنوات، وبعضهم ذكروا أن مشكلتهم الأساسية ليست مع الغرب أو مع أمريكا بل هى فقط مع القذافى، وأنهم ضد القاعدة، وضد أحداث ١١ سبتمبر ولا يوافقون عليها، واقترحت عليهم، ألا يكون هناك إخوان مسلمون فجميعنا مسلمون، ولا بد أن يكون هناك اجتماع مفتوح بإمكان الجميع إلقاء الأسئلة ومناقشة الأمور، وهؤلاء ليسوا ضد الغرب فقط يتطلعون لليبيا حرة وديمقراطية.
السيناتور الأمريكي: هل تتوقع أن ينتهى القذافى مع نهاية هذا الصيف؟
تميم: قد يكون قبل ذلك.
السيناتور الأمريكي: ماذا برأيك بوسعنا أن نعمل فى أمريكا لنعجل فى القضاء عليه؟
تميم: أن يكثف حلف الناتو ضرباته.
السيناتور الأمريكي: أسمى ذلك قطع رأس الثعبان فقبل ٣ أسابيع ذكرت ذلك على قناة تليفزيونية محلية.
تميم: لا بد أن نتخلص من القذافى قريبا، حيث إن الثوار يقتربون أكثر وأكثر من طرابلس كما أن من ٧ إلى ١٠ آلاف فى طرابلس هم ثوار ضد القذافى، والتقيت بعض أبناء القذافى، وهم فقط يسعون للحياة المرفهة والاستمتاع بها ولا أعتقد أن أيا منهم لديه أفكار والده، التقيت بسيف الإسلام قبل ٦ سنوات ورأيت أنه شخص لديه نوايا جيدة للتغيير، لكن والده لم يسمح له، لكنهم الآن يعتبرون شركاء فى جرائم والدهم.
تحدثنا لهم عدة مرات فى بداية الثورة ولكنهم لم يريدوا حل المشكلات القائمة ربما لأنهم توقعوا موقفا مغايرا من إيطاليا وبريطانيا للعلاقة الجيدة التى تربطهم بهم.
السيناتور الأمريكي: ما الخطوات التى يجب اتباعها بعد رحيله؟
تميم: أولا إنشاء مجلس أو هيئة للإعداد لدستور جديد وعرضه على الشعب وتبنيه بعد موافقتهم، وتشكيل حكومة، وتحديد موعد للانتخابات، هم ليسوا بحاجة للمال فليبيا دولة ثرية، فقط يجب إلغاء تجميد أموالهم فى الخارج حيث إن لهم عدة بلايين فى حسابات خارجية.
السيناتور الأمريكي: هل تنصح الولايات المتحدة بعدم القيام بأمر ما؟
تميم: نعم، عدم الوقوف مع أحد ضد الآخر بل جعل الانتخابات حرة تماما ونزيهة فالانحياز لطرف خطر جدا، ولأن الطرف الآخر سيكون ضدك بلا شك.
السيناتور الأمريكي: نعم، قد فعلنا ذلك فى العراق من قبل وكانت تجربة سيئة، لا شك بأنها نصيحة جيدة أن تكون هناك شفافية ونزاهة ففى الانتخابات، كما ذكرت سابقا بأن مبلغا طائلا من مساعداتنا تسلك طريقا خاطئا، وأرى لنكون بمأمن من الآن حتى سبتمبر هنالك وقت كاف للتعاون معك ووالدك سمو الأمير «حفظه الله» للتأثير على مجرى الأمور فى مصر، فهدفنا أن تكون الانتخابات نزيهة وأن تذهب الأموال التى نبذلها للمساعدات للمسلك الصحيح، والموضوع الأهم فى أمريكا فى الوقت الحاضر: لماذا دائما أمريكا هى التى تبذل أموالا طائلة للمساعدات وليست الدول العربية الثرية فى رأيي مبدأ الشراكة هو الأفضل لتقديم مساعدات للشرق الأوسط.
تميم: إذا كانت لديكم أزمة مالية، لماذا تقدمون مساعدات مالية، بإمكانكم فقط المراقبة والإشراف على الانتخابات، قطر وقعت منذ ٣ أيام اتفاقية استثمار بقيمة تتراوح من ٣ إلى ٥ بلايين دولار فى مصر وهو مبلغ كبير، لماذا لا تقوم الدول المجاورة الثرية الأخرى بمساعدة مصر والاستثمار فيها، بعضهم غضبان من طريقة معاملة المصريين لحسنى مبارك، مع أنه طول فتره حكمه كان هناك فساد ويقتل أبناء شعبه، وبعض الدول العربية تريد أن تطلق سراح مبارك.
السيناتور الأمريكي: كل ما يحدث فى مصر سيكون له تأثير على كل من سوريا، وليبيا، وإيران والجميع، كنت أتحدث بالأمس مع السيناتور كيري، عن الدور الكبير الذى تقوم به قطر منذ ٦ شهور فى الشأن الليبى ودورها فى الوقوف وراء الإصلاح السياسي، والديمقراطي، والشفافية، لا شك بأنه عمل عظيم، وتحدثت فى أمريكا عن حاجتنا لشراكة فى مصر، لأن الدول الديمقراطية لا تدخل فى حروب مع بعضها، لذلك أتطلع لشراكة لأمريكا مع قطر، مقابل كل دولار نضعه، تضعون ١٠ بالمقابل وكلانا نتفق على أن المبالغ يجب أن تسلك مسلكا صحيحا لمساعدة الشعب وإعادة الإصلاح تكون شركة تتزعمها قطر ماليًا.
تميم: لا شك أن الشراكة معكم أمر هام لقطر ومفيد حيث إن لدينا خبرات سابقة بأن أموالكم التى تبذلونها تسلك مسلكا خاطئا، ولا تحقق الغاية المرجوة منها، نريد أن نوضح للعالم أن أمريكا تبذل المال من أجل الديمقراطية فى مصر وللإصلاح فقط.
السيناتور الأمريكي: مشكلتنا أننا دفعنا مبالغ طائلة لأفغانستان وحلفاؤنا الأوروبيون لا يدفعون إلا القليل.
تميم: كانت لنا تجارب سيئة فى مصر فى السابق حيث إننا أردنا دفع أموال للمساعدة لكن اضطررنا للتعامل مع فاسدين.
السيناتور الأمريكي: كذلك الحال فى أفغانستان.
تميم: أفضل لو كانت هناك شراكة من ٧ أو ٨ دول أخرى من الوطن العربى أو خارجه، معكم كما تعلم الدول المجاورة لديهم حساسية تجاه تفرد قطر بأى عمل.. سيقولون إذا كانت قطر وحدها لن نساهم، كما أن عليهم المشاركة والمساعدة لأنهم يملكون الأموال.
الضيف: أى دول تتوقع أن توافق على المساعدة؟
تميم: الكويت، الإمارات، السعودية، بإمكانها المساعدة ويتوجب عليها ذلك.
السيناتور الأمريكي: ما الأفضل برأيكم.. أن نعلن الشراكة أولًا أم نتحدث لهذه الدول فى البداية؟.
تميم: نتحدث نحن وأنتم لهم عن موضوع الشراكة قبل إعلانها.
السيناتور الأمريكي: سأذهب لأمريكا وأحاول شرح الموضوع للسيناتور ماكين.. أى أموال تنفق فى الشرق الأوسط أنا مسئول عنها، سأحاول أن أحصل على إجماع بالموافقة بدفع بليون دولار.
تميم: إذا حصلتم على الموافقة فهو أمر عظيم، إذا سنستمر فى مساعدة المصريين وسنقوم بدورنا للتحدث لكل من الإمارات والكويت.. ورأى الكويت أسهل فى الإقناع وذلك لخبرتها وديمقراطيتها.
السيناتور الأمريكي: كم تتوقع المبلغ الذى سيدفعونه؟
تميم: لا أعلم.
السيناتور الأمريكي: متى فى نظرك ستكون الحاجة ماسة للمساعدة المطلوبة؟
تميم: منتصف أغسطس، قبل الانتخابات.
السيناتور الأمريكي: ماذا عن تونس؟
تميم: نساعدهم ولدينا استثمارات معهم وهناك لجنة مشتركة تربطنا.
السيناتور الأمريكي: أنا قلق جدا بشأن العلاقات الإسرائيلية - المصرية - الفلسطينية.
تميم: انطباعى مما سمعته بأنه لن تستمر العلاقة كما هي، لن يتقبلوا كل ما تقوم به إسرائيل، ولن يقبلوا ما حدث فى غزة منذ عدة سنوات.
السيناتور الأمريكي: قد نقلص مساعداتنا للحكومة الفلسطينية مع الحكومة الجديدة.
تميم: أرى أنه إذا حماس وعدت بوقف إطلاق النار لـ ١٠ سنوات كما قالوا قبل عدة سنوات، أعتقد أن على إسرائيل الموافقة على ما وعدوا به، لأنه لا يمكن بين يوم وليلة أن تتحول حماس من عدو متطرف لصديق، يجب إعطاؤهم فرصة، فى النهاية جميعنا نتفق على فكرة واحدة أن للدولتين الحق بالعيش باستقلال على أرض واحدة.
السيناتور الأمريكي: ماذا عن اليمن؟
تميم: نحن فخورون بهم.. حيث إنه فى اليمن جميع الشعب يملك أسلحة، لكن لم نر فى المظاهرات سلاحا واحدا، كانت سلمية تماما وصالح يحاول إثارة حروب أهلية ولا أعتقد أنه سيكون هناك انقسام بين اليمن الشمالى والجنوبي.
السيناتور الأمريكي: العالم يمر بأوقات صعبة، سأفعل ما بوسعى لجعل دور أمريكا فعالا ومثمرا فى أفغانستان، وأن نعلن فى نهاية العام بأن لدينا علاقات جيدة معهم، وستكون لدينا سفارة لديهم وعلاقات اقتصادية وعسكرية معهم، نشكر لكم وقتكم وحسن استقبالكم.