أصبح تعذيب الطفل حالة شائعة في الأسرة المصرية نتيجة الصراعات الأسرية يدفع ثمنها الطفل وحده، فمن الأطفال من قتل تحت وطأة التعذيب لأنه لم يكن قادرًا على تحمله مما يجعل الطفل يفقد الثقة في نفسه، فهل التعذيب الذى يجرمه قانون العقوبات المصري أصبح خيطًا سهلا بيننا نستهين به دون أن ننظر إلى عواقبه ونتائجه، لكن ومع محاولة لاستئصال آفة التعذيب، جارٍ العمل حاليا على تعديل تشريعي منتظر للإقرار بعقوبة "الإعدام" في وفاة الطفل على يد والديه نتيجة التعذيب.
في التقرير التالى ترصد "البوابة نيوز" حالات من التعذيب التي تعرض لها الأطفال وانتهت بعضها بحالات وفاة:
الطفل آسر
منذ أيام حدثت واقعة تعذيب الطفل آسر الذى لم يتجاوز 12 عاما، والذى قال أمام النيابة إنه تعرض للتعذيب على يد زوجة أبيه التي كانت تضربه بعصا خشبية، ومنعه من الأكل، وأثبت تقرير الطب الشرعي صحة رواية الطفل وتعرضه بالضرب بآلة حادة، وأمرت النيابة بإخلاء سبيل زوجة والد الطفل، بكفالة 5 آلاف جنيه فقررت النيابة تسليم الطفل آسر وشقيقته إلى والدتهما، بعدما اطمأنت النيابة بحسن رعايتهما معها.
مقابر السيدة عائشة
أم تزوجت قبل بلوغ سن الرشد، وبعد 4 سنوات رزقها الله بمولود إلا أن الزوج لم يعترف بابنه نتيجة للخلافات بينه وبين زوجته، وكانت النتيجة أن فقدت الأم مشاعر الأمومة فقررت التخلص من رضيعتها كاتمة أنفاسها، وألقت بها فى مقابر السيدة عائشة، إلا أن الأجهزة الأمنية بالقاهرة نجحت فى كشف غموض الواقعة بعد عثور الأهالي على جثة الطفل، وألقت القبض على الأم وتولت النيابة التحقيق معها.
واقعة دمياط
ام تقتل اطفالها الثلاثة من اجل عشيقها من القاهرة تعرفت عليه عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، واتفقت معه على الزواج.. وبمجرد الانفصال عن زوجها فقررت الأم التخلص من أبنائها بقتلهم، وبالفعل توجهت إلى حجرتهم، ثم قامت بخنق طفليها التوأم بسلك كهرباء، والطفل الثالث بكتم أنفاسه باللحاف؛ حتى فاضت أرواحهم واعترفت المتهمة أمام النيابة العامة بأنها قتلت أطفالها انتقامًا من والدهم ولأنها كانت تأمل في بداية حياة جديدة.
جريمة ببنى سويف
الطفلة ندى صاحبة الـ4 أعوام تخلى والدها عن مشاعر الإنسان، وبدأ في تعذيب طفلته ومنعها من الأكل انتقامًا من والدتها التي هجرته وكان الأبشع قام بحرق قدميها بالمكواة ووضع يديها في ماء يغلى على النار.
إلا أن العناية الإلهية كانت في انتظار "ندى" التي استغلت خروج والدها من المنزل، فخرجت ليس هربا من العذاب، وإنما بحثًا عن الطعام، وحينما صدم بها أهالي إحدى قرى بنى سويف أبلغوا النجدة التي سرعان ما حضرت واستلمتها وألقت قوات الأمن لينال العقاب الذى يستحقه أمام القانون.
الموقف القانوني
قال ياسر سيد المحامي بالاستئناف: إن القانون المصري جرم تعذيب الأطفال وفقا لقانوني العقوبات والطفل رقم ١٢٦ لسنة ٢٠٠٨ الذى ينص على تشديد العقوبة، كما أن هناك تعديلا تشريعيا منتظرا للإقرار بعقوبة قد تصل إلى الإعدام في حالة وفاة الطفل على يد والديه نتيجة التعذيب.
كما أكد "سيد" أن التعذيب يشمل 3 أنواع: الاعتداء الجنسي أو الجسدي، أو سوء المعاملة، أو الإهمال، ووفقا للمادة ١٢٦ من قانون العقوبات فجريمة التعذيب هي استخدام القسوة، وأركانها استظهار وقوع التعدي على المجنى عليه وعقوبتها السجن المشدد، وفى حالة وفاة الضحية توصف بالقتل العمد، كما أن الدعوى الجنائية والمدنية في وقائع التعذيب لا تسقط بالتقادم، أي أنه يجوز إقامة الدعوى حول واقعة التعذيب مهما طالت المدة بين وقوع الواقعة والإبلاغ عنها.
التحليل النفسي
ومن ناحية أخرى قال الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي: إن اشكال العنف ضد الطفل التي يستخدمها الوالدان تشمل عنفا بدنيًا وعنفًا معنويًا وعاطفيًا أو سوء المعاملة، وقد أثبتت الدراسات النفسية التي أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية في مصر أن الأطفال حتى سن 5 سنوات يُضربون من قبل الوالدين 3 مرات أسبوعيا، يضربون أبناءهم بالصفع على الوجه واليد واستخدام العصا وسب الشتائم وإلقاء الطفل بأشياء ما مثل كوب الماء.
وتابع الدكتور وليد هندي أن الأمر يزداد سوءا في الأسرة التي تعانى من تفكك أسري، وهذا ما حدث في واقعة الطفل آسر، حيث سيترتب عليها تأثير نفسي على الطفل طول حياته مما يجعله سهل، الانقياد والأكثر من ذلك يفتح له طريق التدخين والإدمان والانحراف السريع.
ويستوجب على الوالدين حسن معاملة أبنائهم؛ لأن التعذيب والضرب ليس الأسلوب الأمثل؛ لأنه يؤدى إلى ميول الطفل للعنف التي قد تصل بصاحبها إلى الشخصية السيكوباتية، ونهى الوالدين عن استخدام العنف لأنه قد يصل في بعضها إلى وفاة الطفل.