شهد مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا، جنوب لبنان، موجة جديدة من العنف بين عناصر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) من جهة، ومسلحين إسلاميين من جهة أخرى. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل شخص وإصابة آخرين.
تأتي الاشتباكات في أعقاب أحداث عنف مشابهة، شهدها المخيم بين الطرفين، تزامنت مع زيارة جليلة دحلان زوجة القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان إلى عين الحلوة، كما سبقت مغادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بيروت بعد زيارة التقى خلالها المسئولين اللبنانيين.
ويعاني المخيم من تدهور الحالة الأمنية، مما دفع أصحاب المحال التجارية إلى إغلاقها بشكل مؤقت، في حين لجأت بعض الأسر إلى النزوح إلى أحياء صيدا، بعد توقف أشكال الحياة داخل المخيم.
وناشد نشطاء وسياسيون في لبنان وفلسطين، الأطراف المتنازعة وقف القتال فورًا، بينما اعتصم عدد من ممثلي المجتمع المدني داخل المخيم مطالبين بوقف العنف.
من جهة أخرى، استضافت سفارة فلسطين في بيروت، اجتماعًا موسعاُ بين ممثلين عن مختلف الفصائل الفلسطينية، لمناقشة تطورات أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين والذي لا يخضع تحت سيطرة الجيش اللبناني.
كان أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير في لبنان فتحي أبو العردات قد أعلن أن الأطراف المتنازعة توصلت إلى اتفاق وقف إطلاق النار في المخيم، ودعم تشكيل قوة مشتركة تضم كل الفصائل الفلسطينية، موضحًا أن هذه القوة ستعمل على إرساء الأمن في كل أرجاء المخيم، وأكد أن المخيم "ليس مقرا لأي مطلوب للعدالة أو يمكن أن يشكل وجوده خطرا على المخيم وجواره".
من جهته، أدان علي بركة ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان، أعمال العنف في المخيم، مؤكدًا أن الوضع الأمني سيشهد تحسن تدريجي بعد اجتماع الفصائل الفلسطينية، مشيرا إلى الاتفاق على صيغة عمل مشترك للحفاظ على أمن المخيم والجوار.
واعتبر البعض أن هذه الأحداث جاءت نتيجة الزيارة الأخيرة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بيروت، وأشار محللون الى أن بعض الأطراف تسعى إلى توتير الوضع داخل المخيم لصالح أجندات خارجية، إضافة إلى تضرر العديد من الأطراف من محاولات التنسيق بين الجانبين اللبناني والفلسطيني.