الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"دانتي وبوكاتشيو وتشوسر".. رواد سرقوا التراث العربي

دانتي وبوكاتشيو وتشوسر
"دانتي وبوكاتشيو وتشوسر"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
السرقات الأدبية، لا تعد ظاهرة حديثة، بل تعود إلى عصور مضت، وطالت العديد من الأدباء والشعراء، أبرزهم الشاعر الإيطالي دانتي، الذي تم اتهامه بسرقة فكرة أشهر أعماله «الكوميديا الإلهية» من رسالة الغفران لأبو العلاء المعري، وهي ملحمة شعرية اتخذت شكل رحلة تاريخية كتبها أبوالعلاء المعرى عام ١٠٥٧، ردًا على رسالة وجهها إليه منصور الحلبي، المعروف بابن القارح، يسأله فيها عن التاريخ والفقه والتصوف والأدب والنحو والسيرة النبوية والزندقة، وكانت هذه الرسالة بمثابة رد قاطع من المعرى على منتقديه من الأدباء الذين اتهموه بالزندقة والإلحاد والكفر واتباع عقيدة «البراهما» الهندوسية، التى تقدس الروح ولا تأكل لحوم الحيوانات.
وجاء رد المعري على «ابن القارح» من شقين: الشق الأول هو الخيالى، وتصور فيه ابن القارح فى رحلة إلى العالم الآخر على غرار رحلة «الإسراء والمعراج» ولكنها رسالة مرفوعة إلى الله يستغفر فيها عما تقدم من ذنبه وتأخر، يطلب فيها الغفران لنفسه ولابن القارح من الله سبحانه وتعالى ولغيره من الشعراء خطاياهم. أما الثانى فينطوى على رد أبى العلاء المعرى على المسائل التى تؤرق ابن القارح، وهى قضايا فكرية وعلمية وتاريخية ودينية، يبدى فيها المعرى رأيه وشعره وعلمه.
«الكوميديا الإلهية» أيضا رحلة إلى العالم الآخر، فى صورة ملحمة شعرية طويلة بدأ دانتى بتأليفها فى العام ١٣٠٨ وموضوعها الرئيسى هو الحياة بعد الموت، ودانتى على عكس ابن القارح فهو الشخصية الرئيسة فيها.
وتنقسم الكوميديا الإلهية إلى ثلاثة أقسام «الجحيم، المطهر، الجنة» أطلق دانتى عليها «الكوميديا» لأنها انتهت نهاية سعيدة، ثم أضافت إليها الأجيال اللاحقة صفة الإلهية.
نالت الاتهامات أيضا الأديب « جيوفانى بوكاتشيو» بأنه سرق ملحمة «الليالى العشر» التى ألفها من «ألف ليلة وليلة» والملحمة تحكى عن قرية أصابها الطاعون فمات كل من فيها عدا ١٠ أشخاص هربوا إلى الجبل، منتظرين نهاية الوباء للعودة إلى ديارهم، وهناك أمضوا ١٠ أيام، ولتمضية الوقت حكى كل منهم ١٠ قصص على مدار ١٠ أيام أى ما يقرب من ١٠٠٠ قصة، حيث تشابهت الأحداث مع أحداث «ألف ليلة وليلة». 
أما الإنجليزى «جيفرى تشوسر» فتم اتهامه بسرقة ألف ليلة أيضا فى ملحمته «الكانتربيرى» والتى تحكى قصة حجاج ذهبوا فى مركب إلى بلدة تدعى «كانتربيرى» لإحياء بعض شعائرهم الدينية، فيمضون رحلتهم بحكى القصص وهم على ظهر المركب.