حذر وزير الزراعة الفرنسي
ستيفان لوفول، أمس الثلاثاء، من انهيار صادرات فرنسا الزراعية أو من حدوث فائض في
الإنتاج حال خروجها من الاتحاد الأوروبي.
وقال لوفول - في تصريح له
على هامش زيارته أمس الثلاثاء لمعرض الزراعة الدولي بباريس- إن الخروج من الاتحاد
الأوروبي لن يمكن المزارعين من تصدير منتجاتهم وأن تسويقها، في هذه الحالة، سيقتصر
على المستوى المحلي فقط.
وأشار وزير الزراعة إلى
إنتاج فرنسا السنوي من الألبان والذي يتراوح ما بين 25 و 26 مليار لتر من بينهم ما
بين 6 و 7 مليارات يتم تصديرهم، لافتا إلى أن وقف التصدير لا بد أن يواكبه زيادة
في الاستهلاك المحلي حتى لا يتكبد منتجو الألبان خسائر ناجمة عن فائض في الإنتاج.
وكانت المرشحة الرئاسية
لليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن قد قامت الثلاثاء بجولة في معرض الزراعة بباريس
ونددت "بالفشل التام للسياسة الزراعية المشتركة للاتحاد الأوروبي"،
داعية إلى وضع حد لما وصفته "بالمنافسة غير العادلة واتفاقات التبادل الحر".
وكانت مارين لوبن قدمت،
من قبل، اقتراحات من أجل تحسين ظروف عمل الفلاحين والمزارعين منها تقديم الأفضلية
في دوائر البيع والشراء للمنتوج الفرنسي، بالإضافة إلى تحديد سقف المساعدات من
فرنسا وليس أوروبا، وهو اقتراح اعتبر من قبل بعض المختصين بأنه غير واقعي ولا يمكن
تحقيقه.
يشار إلى أن المزارعين
الفرنسيين يعانون من مشاكل عدة، أبرزها نقص الإمكانات المالية لتمويل مشاريعهم،
والمنافسة الشديدة التي تفرضها بعض الدول الأوروبية مثل إسبانيا وهولندا، إضافة
إلى المعايير الجديدة التي تفرضها الزراعة "البيئية" المكلفة، والضغوطات
التي تمارسها المراكز التجارية الكبرى على المنتجين الزراعيين، خاصة في تحديد
أسعار منتجاتهم.
وبالرغم من أن فرنسا تعد أكبر دولة زراعية في الاتحاد الأوروبي أمام إيطاليا وألمانيا إلا أنها فقدت أكثر من نصف مزارعها خلال الـ25 عاما الماضية، إذ تشير آخر الإحصاءات في عام 2015 إلى تراجع عدد المزارع في البلاد إلى 474 ألف مزرعة في مقابل أكثر من مليون في نهاية الثمانينات و664 ألف مزرعة في عام 2000.