أكدت السفيرة د. هيفاء أبوغزالة، الأمين العام المساعد، لجامعة الدول
العربية رئيس قطاع الإعلام والاتصال، أن الإعلام شريك فى مشروع تحقيق أهداف
التنمية على اعتبار أن الفرد هو القاسم المشترك للتخطيط التنموى والإعلامي، وأنه، أى
الإنسان، محور عملية التنمية.
جاء ذلك خلال فعاليات أعمال المؤتمر الوزارى العربى (الإرهاب
والتنمية الاجتماعية.. أسباب ومعالجات)، الذى تستضيفه مدينة السلام شرم الشيخ، تحت
رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، والمؤتمر بتنظيم مشترك بين جامعة الدول العربية
ووزارة التضامن الاجتماعى وبمشاركة وزراء التنمية والشئون الاجتماعية العرب ومجلس
وزراء الشباب والرياضة العرب، ورؤساء المكاتب التنفيذية ورؤساء الدورات الحالية
لمجالس العدل والداخلية والإعلام العرب.
وقالت: إن التخطيط الإعلامى جزء من التخطيط القومى الشامل للتنمية،
وأصبح الإعلام الوسيط الأساسى الذى تستخدمه الجماعات الإرهابية فى الترويج
لعقائدها المتطرفة، أو لتجنيد المتعاطفين مع أفكارها، ليس داخل بلد محدد وإنما على
مستوى العالم.
وأشارت د. هيفاء إلى أن قوة الإرهاب التدميرية تزداد يومًا بعد يوم فى
عالمنا المعاصر، خاصة أن التطور السريع فى أشكال وأساليب ممارسته، واستغلال منفذيه
للإعلام من خلال وسائله المتعددة والمختلفة بشتى أنواعها للترويج لعملياتهم
الإجرامية وتجنيد الشباب والترويج لإشاعات الترهيب بينهم لتحقيق أهدافهم المتطرفة.
وأضافت: إن الإعلام –فى أى بلد– لن يستطيع القيام بدور فعال فى مواجهة
الإرهاب إلا إذا قام بدور معرفى ودور تنويري، موضحة أن الدور المعرفى يتمثل أساسًا
فى التشخيص الدقيق لظاهرة الإرهاب من وجهة النظر الاجتماعية حتى تتبين أبعاده
المختلفة، ويمكن بناء على هذا التشخيص بناء سياسة متكاملة لمواجهته.
وتابعت د. هيفاء: لا بد للإعلام العربى -على وجه الخصوص– من معالجة
موضوع تجديد الخطاب الدينى باعتباره ضرورة حتمية فى المواجهة الثقافية للإرهاب. وأن
يقوم بدوره التنموى التنويرى المفتقد.
واستعرضت التحديات التى تواجه الاعلام التنموي، مؤكدة أن التحديات
المختلفة أدت إلى إخفاق الإعلام فى القيادة بدوره التنموي، كان أهمها: فقدان
المصداقية، غياب الشفافية، ندرة المعلومات، نقص الموارد المالية، غياب الجوانب
التنموية عن واضعى الخطط الإعلامية فى المؤسسات الإعلامية العربية.
ويعتبر الإرهاب أحد أخطر التحديات التى تواجه الإعلام التنموى لما
يمثله من تهديد خطير للفكر والعقيدة والكيان الاجتماعى والاقتصادى والثقافى والسياسى،
وهو باتساع مفهومه أضحى من أبرز المهددات الأمنية لما له من تأثيرات بعيدة المدى
والخطورة على الإنسانية كافة.
كما استعرضت د. هيفاء، جهود الجامعة العربية، موضحة أن من أبرز
المبادرات العربية التى تم إقرارها من مجلس وزراء الإعلام العرب والمتعلقة بدور الإعلام
التنموى فى مكافحة الإرهاب، ووثيقة "نحو تكامل بين الإعلام والاتصالات من أجل
التنمية الإنسانية العربية" الصادرة عام 2008 عن الاجتماع المشترك بين وزراء
الإعلام ووزراء الاتصالات العرب، والاستراتيجية الإعلامية العربية لعام 2013.
بجانب الاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الارهاب 2013 والتى اعتبرت
أن الإرهاب من أخطر معوقات التنمية المستدامة فى المنطقة العربية وضرورة مكافحته
إعلاميًا حيث يعد استتباب الأمن والاستقرار شرطًا أساسيا لتحقيق التنمية الوطنية.
الإعلام والإرهاب، استراتيجية المواجهة
وقالت د. هيفاء: لا شك أنه بدون استراتيجية مواجهة واضحة فى التعامل
مع الأحداث الإرهابية إعلاميا، فإن خطط المواجهة لن تكون فعالة وناجزة، فبدون وعى حقيقى
بخطورة الحرب التى تواجهها المنطقة، يصبح التعامل مع قضية الإرهاب تعاملا جزئيا
وقاصرا.
وتابعت: أن قضايا التنمية هى العامل الأساسى فى مكافحة الإرهاب، وأن
الفشل فيها هو أحد الأسباب فى ظهور الإرهاب، ما يشير بوضوح إلى أن الفشل فى جهود
التنمية الاقتصادية والاجتماعية ما يؤدى إلى تسلل الفكر الظلامى إلى العديد ممن لم
يستفيدوا من برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بجانب تنسيق السياسات
الإعلامية التنموية بين وسائل الإعلام المختلفة فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة
بالإرهاب والأمن القومي. ودعوة وسائل الإعلام إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى
ومواقعهم الرسمية لإقامة الحوارات مع الشباب حول الموضوعات الاقتصادية
والاجتماعية. وعدم تقديم تحليلات أو آراء تخدم الإرهابيين بذريعة الحياد أو حرية
التعبير، فلا حياد فى مواجهة الإرهاب والتخريب. والتعامل مع الأحداث الإرهابية على
أنها عدوان على الدولة والمجتمع وليس سبقا صحفيا.
واستطردت: التركيز على ما تسببه الأعمال الإرهابية من أضرار لجهود
التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وخاصة الأضرار المباشرة التى تقع على المواطنين
جراء أعمال العنف والإرهاب، بحيث تصبح قضية القضاء على الإرهاب قضية شخصية لكل
مواطن. وتنظيم حلقات نقاشية وبرامج تدريبية للإعلاميين خاصة مقدمى البرامج
التلفزيونية والقائمين على إعدادها على التعامل مع القضايا المتعلقة بالإرهاب
والأمن القومي. وأخيرا.. استمرار الإعلام فى الإشارة إلى آثار الإرهاب المدمرة حيث
إن التغطية التى يقدمها الإعلام العربى للظاهرة الإرهابية تتميز بعدم الاستمرارية،
ولذلك تأتى متقطعة، تزداد كثافة أثناء العمليات والمناسبات والمؤتمرات، ثم تضعف،
وتتوارى، وربما تختفى نهائيًا وهذا ما يؤثر سلبيًا فى قوة تأثيرها.