الجمعة 20 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

اليوم.. ذكرى رحيل "لامارتين" رائد الأدب الفرنسي

لامارتين
لامارتين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم ذكرى وفاة الشاعر والسياسي الفرنسي "الفونس دي لامارتين" والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1869.
ولد "لامارتين" لعائلة تنتمي إلى طبقة النبلاء الفرنسيين، وبعد أن أكمل دراساته في أحد المعاهد اليسوعية، راح يسافر في البلدان لكي يروّح عن نفسه كما يفعل معظم أولاد الأغنياء، وهكذا سافر إلى إيطاليا ومكث بها حوالي 4 سنوات حتى سقوط النظام الإمبراطوري بقيادة نابليون بونابرت وعودة الملك لويس الثامن عشر إلى الحكم، وقد اهتم "لامارتين" بالأدب والشعر، فقام بنشر أولى مجموعاته الشعرية عام 1820 تحت عنوان "تأملات شعرية" وكان عمره آنذاك واحدًا وثلاثين عامًا، والذي جعل منه شاعرًا مشهورًا يشار إليه بالبنان، وبعد ثلاث سنوات من ذلك التاريخ اصدر لامارتين مجموعة شعرية ثانية تحت عنوان "تأملات شعرية جديدة".
نشر بعدئذ عدة كتب من بينها "موت سقراط" و"اخر انشودة جحيم للطفل هارولد"، وبعد أن سافر إلى الشرق وتعرف على القدس في فلسطين حيث يوجد مهد المسيح ومقدسات المسيحية عاد إلى أوروبا، وأصبح موظفًا في السفارة الفرنسية بمدينة فلورنسا الإيطالية، ثم تزوج من فتاة إنجليزية بعد عدة قصص حب فاشلة من بينها تلك القصة التي ألهمته قصيدة "البحيرةَ" الشهيرة، وهي من أشهر القصائد الرومانتيكية في الشعر الفرنسي، وقد ترجمت إلى العربية شعرًا عن طريق أحد الأدباء المصريين الكبار، بالإضافة الى اهتمام "لامارتين" بالحياة السياسية، حيث أصبح نائبًا في البرلمان، وقد سحر زملاءه بخطاباته الشاعرية الفياضة المليئة بالعواطف النبيلة تجاه الشعب الفقير، وكان لامارتين خطيبًا في الدرجة الأولى،كما نشر كتابًا جميلًا عن تاريخ الثورة الفرنسية التي كانت لا تزال حديثة العهد، والغريب في الأمر أن لامارتين ذا الأصل النبيل والارستقراطي أصبح من كبار مؤيدي الثورة الفرنسية التي اطاحت بطبقة النبلاء الارستقراطيين وامتيازاتهم الضخمة! وقد عارض بشدة الحكم الرجعي للملك لويس فيليب وكان أحد قادة الثورة الشعبية الشهيرة عام 1848، الى ان أصبح عضوًا في الحكومة المؤقتة لفرنسا بل وزيرًا لخارجيتها، ولكن لفترة قصيرة،وقد كان من أكبر الداعين إلى إلغاء قانون الرقّ أو العبودية الذي يصيب السود، ولكن صعود نابليون الثالث على سدة الحكم عام 1852عن طريق انقلاب عسكري وضع حدًا لحياته السياسية. فبعد أن أصبح اليمين الكاثوليكي في السلطة لم يعد له محل وهكذا انطوى على نفسه وراح يكرِّس جل وقته للأدب والكتابة، وظل هكذا حتى وفاته عن عمر 79 سنة.