أكد سفير ألمانيا بالقاهرة يوليوس جيورج لوي، أن زيارة
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لمصر حدث علي مستوي رفيع ويستلزم جهود تحضيرية
جبارة، قائلا " نحن نعمل باجتهاد لتحضير للزيارة وكلا الجانبين يريدان تعظيم
الاستفادة من هذه الزيارة لدفع عجلة العلاقات بين الجانبين في المجال السياسي
والاقتصادي.
ورفض لؤي، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بمقر السفارة الألمانية
اليوم،الإفصاح عن برنامج وتفاصيل زيارة ميركل إلى القاهرة إلا أنه أكد أنها
ستشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في افتتاح محطة توليد الكهرباء التابعة لشركة
سيمنز يوم الخميس المقبل، قائلا إنه سيترك الأمر للشركة نفسها لكشف تفاصيل الموضوع.
وقال سفير ألمانيا بالقاهرة إن المؤسسات الالمانية العاملة في
مصر موجودة منذ عقود طويلة وتعمل بجدية، مضيفا " نحن نحاول ازالة الشوائب او
الشكوك المتعلقة بعمل هذه المؤسسات وتم فتح هذا الموضوع خلال زيارة الرئيس السسي
لألمانيا عام 2015، وهذه المؤسسات لا تندرج تحت مسمي منظمات المجتمع المدني وهي
تحصل علي دعمها الكامل من خزانة الحكومة الألمانية وتحظي بدعم ألمانيا وهى لا
تنتمي لمنظمات المجتمع المدني.
وأضاف لؤي: لمسنا من الجانب المصري إرادة لحل هذه المشكلة في
القريب العاجل وستعود هذه المؤسسات لممارسة عملها بكامل طاقتها مرة أخري، وهذا
الموضوع له أهمية رمزية بالنسبة للعلاقات المصرية الألمانية، واتوقع أن تتمخض
الزيارة عن حل لهذه الأزمة".
وردا على سؤال حول أمكانية أن تطرح ميركل علي
مصر استضافة مزيد من اللاجئين مقابل تقديم مساعدات، قال لؤي، إن موضوع مكافحة
الهجرة غير الشرعية ومكافحة الارهاب له اهمية كبري، مؤكدا على أن المانيا تدعم مصر
في حربها ضد الارهاب ولديها تفهم كامل للجانب المصري بهذا الصدد.
وأردف: "نحن على اتصال مع مصر من جانب ألمانيا
والاتحاد الأوروبي بصفة عامة ولكن مصر تعاني شأنها شأن الاتحاد الأوروبي في هذه
المشكلة وننتظر المناقشات على مستوى رفيع يليها مناقشات على مستوى الخبراء".
وأشاد السفير الألماني لدى القاهرة بالإصلاحات
الاقتصادية التي حققتها مصر مؤخرا، قائلا "بادرنا بتهنئة الحكومة المصرية على
الإصلاحات الاقتصادية واتفاقها مع صندوق النقد الدولي ونعتبرها خطوة جريئة ولكن
لابد أن تتبعها اصلاحات هيكلية اقتصادية والقضاء على البطالة وتحسين القدرة
التنافسية الدولية وتحرير سعر الجنيه كان له فوائد وأسهم في تدفق الأموال إلى مصر".
واستدرك: النجاح الكبير الذي حققته مصر على المستوى
الاقتصادي له عدد من الآثار السلبية ومن بينها ارتفاع التضخم في أسعار السلع
الغذائية ولابد أن تتدخل الحكومة لوقف ذلك ونحن علي استعداد لتقديم المساعدة عن
طيب خاطر".
وردا علي سؤال حول أمكانية زيادة الاستثمارات
الألمانية إلى مصر في الفترة القادمة، شدد لؤي "نريد ضمانات لحماية
الاستثمارات وننتظر قانون لضمان الاستثمارات حتي نقدمها للمواطن الالماني للقضاء
علي مخاوفه ويطمئن على أمواله واستثماراته داخل مصر، فالحكومة الألمانية لا تستطيع
التأثير على قرار المستثمر"، لافتا إلي أن الوفد المرافق للمستشارة يضم كبار
رجال الأعمال ورؤوساء مجالس شركات كبرى وسيكون لهم فرصة الالتقاء مع الرئيس
لمناقشة سبل تحسين فرص الاستثمار في مصر.
وأكد أن الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر زار المانيا أكثر من مرة وشارك في مؤتمرات حول حوار بين الأديان، مضيفا " نري أن مصر تعمل علي ازكاء هذا الحوار وتقدم صورة حقيقية عن الاسلام السمح مختلفة عن تلك التي يروجها المتطرفون، والحوار الديني يحظي باهتمام حقيقي من الساسة الألمان على جميع المستويات ويناقشون الجانب المصري خلال زياراتهم عن الحوار بين الأديان".
وأوضح لؤي: نتابع اهتمام الرئيس السيسي بتحسين الخطاب الديني ونحاول الاستفادة من رؤية الجانب المصري في هذا المجال، والرئيس يحاول تقديم أكبر تطور في تحقيق الحريات الدينية ونشر التسامح ومناقشته على أعلى مستوى سياسي، ونحن على وعي أن هذه الأمور لا تتم بسرعة، ومصر دولة منفتحة بحكم تاريخها وموقعها".
واعتبر لوي حادث الكنيسة البطرسية هجمة شرسة على الوحدة الوطنية المصرية، مشددا على دعم الجانب الألماني لمصر في حربها ضد للارهاب، قائلا " نحن نقف مع مصر قلبا وقالبا في مكافحة الإرهاب ونرفض العنف كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية".
وردا علي سؤال حول إمكانية أن تقوم الماني بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، قال لؤي "هناك شروط يتطلبها القانون الألماني لهذا التصنيف كأن تعتمد الجماعة العنف كوسيلة لتحيق اهدافها، ونحن فحصنا الجماعة في ألمانيا والشروط لا تنطبق عليها، ولا اعتقد أن اي دولة في الاتحاد الاوربي قامت بذلك، ونحن نراجع دائما عمل هذه المنظمات وندرس الدساتير التي تعمل من خلالها ونتحري عنهم من خلال الاستخبارات الداخلية الألمانية ونضعهم في عدد كبير من المدن الالمانية تحت المراقبة وحال فكروا في مخالفة النظام الدستوري سوف نتدخل".
وفيما يخص السياحة الألمانية الي مصر، قال السفير " منتعشة وتأتي في المرتبة الأولى من حيث عدد السياح الألمان، ولم يتم حظر الطيران الألماني إلى مصر او شرم الشيخ في اي وقت من الاوقات، وحركة الطيران مستمرة دون قيد او شرط، وسائحينا لهم حضور قوي في مصر، وأذكر أن الفندق الذي اقمت فيه بشرم الشيخ كان ممتلئا عن آخره بالسياح الألمان، وأنا حريص على تشجيع السياح الألمان على القدوم الى مصر".