قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف: إن هناك مَن يتهمون الإسلام بأنه البنيان الذى دمَّر مركز التجارة العالمي ومسرح باتكلان ومحطات المترو فى بروكسل، مضيفًا: هناك نقص فى فهم التعاليم الصحيحة للدين.
وأضاف "الطيب"، خلال كلمته بمؤتمر "المواطنة تنوع وتكامل" المنعقد حاليًّا: "هناك فئة تخطف النصوص المقدَّسة لتصبح فى يد قلة مُجرمة خارجة عليها كأنها بندقية بالإيجار تشعل النار لمن يدفع الثمن من تجار الحروب والأسلحة، ويجب الإمعان فى النظر فى هذه الشرذمة التى ترفع راية واحدة هى راية الإسلام ثم لا تلبث أن تناحر بعضها بالتخوين والتكفير والخروج على الملة؛ لأن القضية برُمّتها ليست من الدين، والمسألة هى توظيف الإسلام.
وأكد شيخ الأزهر أن المهمة لم تكن مهمة تصويب الدين عند مَن زعموا انفراط عِقده، وأن عليهم تجديده وتصحيحه، بل المسألة هى أرواح تُزهق، ودماء تُهدر وتجري كالأنهار، واجتراء على منجزات الإنسان، موضحًا: هذه الشرذمة كانت إلى عهد قريب جدًّا محدودة الأثر وكانت عاجزة عن تشويه صورة المسلمين، إلا أنها الآن تجيِّش العالم كله ضد هذا الدين الحنيف الرحيم، وهناك ما يسمى الإسلاموفوبيا التى انعكست آثارها البالغة على المسلمين فى الدول الغربية.
وأردف شيخ الأزهر: لسنا بصدد البحث عن الإسلاموفوبيا ولا الإرهاب، ولسنا بصدد التساؤل عن الإرهاب هل هو صناعة محلية أو إعلامية أُحكمت حلقاتها ودُبِّرت بليلٍ فى ظل تواطؤ الكثير من الساهرين على حقوق الإنسان والحرية والمساواة والمواثيق الدولية، التى نحفظها عن ظهر قلب، والبحث فى أسباب ذلك واجب رجال الدين والمفكرين؛ لتعرية هذا الوباء الحديث وتحديد المسئول عن الدماء التى تُراق.