فقد الوسط الثقافي المصري اليوم واحدًا من أعمدة النقد في مصر، الدكتور عبد المنعم تليمة، أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، وعضو مجمع اللغة العربية عن عمر يناهز الـ80 عامًا.
رحيل تليمة مثل صدمة لمحبيه وتلامذته بالجامعة وبالوسط الثقافي، فغمروه بذكريات تجمعهم معه عندما كان محاضرًا بالكلية، كما شارك بعضهم لحظاتهم معه في المحافل والمؤتمرات الثقافية العربية والدولية.
من جانبه نعى الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، عميد النقاد المصريين قائلًا: "إن الثقافة العربية، فقدت مثقفًا كبيرًا، وناقدًا متميزًا، امتلك نفاذ الرؤية، وقوة المنطق، درس بإجادة وتعمق النظريات النقدية الحديثة، والتراث النقدى العربى.
وتقدم وزير الثقافة بالعزاء إلى أسرة الراحل وطلابه ومحبيه، داعيًا الله أن يسكنه فسيح الجنات، ويهب ذويه الصبر والسلوان.
كما نعى الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق، الناقد الراحل، مشاركًا أصدقاءه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، ببعض الذكريات التي تربطه معه، قائلًا:" عرفت الدكتور عبد المنعم تليمة في أكتوبر عام 1972 في كلية الأداب،كان محاضر مبهر وأستاذ عظيم وإنسان رائع صديق لطلابه، بعدها بأسابيع عرفته رائد لأسرة مصر، عرفته سياسي داعم للحركة الطلابية مدافع عن الديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية.. تواصلت العلاقة به عن قرب بعد ما اشتغلت في الكلية، كان دايما بالنسبة لنا الأستاذ والمعلم والقدوة والأخ الأكبر والصديق كليتك وتلاميذك ورفاقك ومحبيك وأسرتك هيفتقدوك يا أستاذنا".
كما نعى الناقد الدكتور محمود الضبع رئيس دار الكتب والوثائق القومية الراحل قائلًا: ""البقاء لله في وفاة الأستاذ الدكتور المثقف العلامة عبد المنعم تليمة، أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة القاهرة، وأستاذ العديد من الأجيال.
ومن جانبه نعى الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق؛ الدكتور عبدالمنعم تليمة أستاذ النقد الأدبي قائلا: "لقد كان تليمة واحدا من أهم النقاد في العالم العربي قاطبة، ولقد زاملته في قسم اللغة العربية بكلية الآداب سنوات طويلة، وكنت أرى فيه نموذج العالم الجاد والباحث المجتهد".
وأضاف عصفور لـ"البوابة نيوز": كان "تليمة" يسبقني في الانفتاح على ثقافات العالم المختلفة، ولكنه لم يكن ينبهر بالموضات الأدبية الجديدة، لأنه كان يبحث دائما عن تأصيل لكل النظريات الجديدة، وكان يميل دائما إلى ربط الأدب والفن بشكل عام بالواقع الاجتماعي.
وأكمل عصفور: لقد فقدنا ناقدا ملتزما بكل معنى الكلمة، هكذا عاش ولم يتخل عن مسئوليته الاجتماعية كمثقف، وهو منهج اتصف به منذ حصوله على الدكتوراه وحتى آخر يوم في حياته؛ ولقد خسرت صديقا كريما وأخا عزيزا.
ومن جانبه قال الدكتور حسين حمودة أستاذ الأدب العربي بالجامعة الأمريكية، أن علاقته بالناقد الراحل،بدأت عندما كان محاضرًا بقسم اللغة العربية بكلية الأداب، مضيفًا: أن تليمه كان لديه قدرة مذهلة على التدفق والاسترسال في موضوعات مركبة وشائكة، لا تتصل ـ فحسب ـ بالإبداع وإنما تتصل ـ أيضًا ـ بربط ظواهر هذا الإبداع، وأنواعه ومجالاته، وتحققاته عبر التاريخ، بمظاهر الحياة الاجتماعية ومراحلها ومساراتها، ربطًا يتعالى على التوقف عند الجزئيات، ليكتشف ويكشف ما في عمقها وما وراءها، ثم توطد علاقتهم بعد أن أشرف تليمه على رسالة حمودة ".
وتابع: أن هناك قيم كثيرة تحدث عنها الراحل في كتاباته: "مقدمة في نظرية الأدب" و"مدخل إلى علم الجمال الأدبي" و"طرائق العرب في كتابة السيرة" و"نجيب محفوظ".. إلخ، وفى دراساته ومقالاته الوفيرة المنجمة المتنوعة (التي آمل أن يجمعها في كتب)، ثم خصوصا في محاضراته وأحاديثه التى لا حصر لها، ظلت، عبر مسيرة زمنية ليست قصيرة، تنتمي إلى "التقدم" بمفهومه الأوسع: البحث عن العدالة في المجتمع، وتلمس سبل الاستنارة والعقل، والسعي إلى ما يجعل النقد نشاطًا علميًا منهجيًا.
ونعى الشاعر والناقد شريف رزق أستاذه تليمه قائلًا: "رحل تليمة، ورحل معه تاريخ من الأستاذيَّة، يصِلُنا بأستاذيَّة أستاذِه العظيم الدكتور طه حسين".
ونشر رزق صور تجمعه بالناقد الراحل أثناء انعقاد "مؤتمر الشِّعر المصريّ الأوَّل"، بالمجلس الأعلى للثَّقافة، منذ خمسة أعوام، حيث كان تليمة رئيسًا للمؤتمر، بينما كان رزق عضو أمانة المؤتمر."
ومن جانبها أعربت الشاعرة والروائية الإماراتية ميسون صقر لرحيل الناقد الدكتور عبدالمنعم تليمة قائلة: "البقاء لله في الدكتور والعلامة الكبير عبد المنعم تليمة أحد أعمدة البيت الثقافي الكبير".
وبكلمات قليلة نعى أحمد مجاهد الرئيس الأسبق للهيئة العامة للكتاب تليمه قائلا:" وداعا العالم الجليل، والمفكر الكبير، والمناضل المثال، والفارس النبيل، الأستاذ الدكتور عبد المنعم تليمة، الذى شرفت بمناقشته لى فى رسالة الدكتوراه".