بين ليلة وضحاها أصبح محمد عبدالله نصر أو الشيخ ميزو - كما عرف إعلاميا - من سكان السجون، إذ أسدلت محكمة جُنح شبرا الخيمة الستار على الجدل الذي أثاره "الشيخ ميزو" بأفكاره الشاذة، وقضت بمعاقبته بالسجن لخمس سنوات بتهمة "ازدراء الأيان"، بعد أن شكك في صحة بعض الأحاديث النبوية، والادعاء بأنه "المهدي المنتظر".
ولنفس المزاعم يتنتظر ميزو العرض على أطباء نفسيين لبيان سلامة قواه العقلية.
وفي هذا الصدد يقول علاء السعيد، منسق ائتلاف الدفاع عن الصحابة وآل البيت: إن ما فعله "ميزو" ينحصر بين أمرين طبقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنافق: "إذا حدث كذب" وهما إما أنه منافق وكذاب أو أنه هو المهدي المنتظر وهو ما لم يستطع إثباته.
وأرجع السعيد سبب ظهور الشيخ "ميزو" إلى الغياب الأمني غير المسبوق في مصر خلال فترة ما بعد ثورة 25 يناير، إذ سهل الفرصة أمام العديد من الأشخاص ومنهم محمد عبدالله نصر والذي أطلق عليه لقب "الشيخ ميزو" ليطرح أفكار وفتاوى خارجة عن المنطق، كما أنه حاول في بداية ثورة 25 يناير الانضمام لعدة تيارات ثورية ومنها الحزب الشيوعي والتجمع، ولكنه لم يفلح فسعى للتحالف مع جماعة الإخوان ومنحهم صوته في الاستحقاقات الانتخابية.
وأردف منسق ائتلاف الدفاع عن الصحابة وآل البيت: عندما انتهى دور ميزو في ميدان التحرير توجه للحديث عن الشيعة وإيران أملا في أن يتحصل على الشهرة ويظهر في وسائل الإعلام ثم انتقل للطعن في صحيح البخاري وبعض الثوابت بالاتفاق مع الشيعة وأطراف خارجية وبعض الأشخاص داخل مصر لمساعدته في بلوغ طريق الشهرة عن طريق الظهور في قنوات مختلفة.
وبالنسبة للحكم الصادر بالحبس خمس سنوات على محمد عبدالله نصر، قال السعيد: القانون هو الحاكم الرئيسي في أي قضية والقضاء المصري هو الذي يحدد مدى الحكم المستحق على محمد عبدالله نصر أو غيره.
من جهته أكد إيهاب نافع، الباحث في الإسلام السياسي، أن الحكم بحبس "ميزو" رغم الاعتراض على اللجوء لساحة المحاكم كوسيلة في القضايا الفكرية إلا أنه يتم تأييده في مواجهة من يتجرأون على الثوابت الدينية، وطرح الآراء الشاذة فيما يخص الشريعة الإسلامية، ولاسيما ادعاء النبوة، كما فعل "ميزو".
وأضاف: "حين تصل الآراء في الأفكار إلى حائط مسدود، وحين يسعى بعض الأفراد للاستقواء بالخرافات، والأفكار الضالة والمضللة لصناعة شهرة وهمية على حساب الثوابت الدينية فإن الحبس هنا يكون تهذيبا وإصلاحا وتصويبا للمسارات.
وأوضح نافع أن الإسلام دين يقبل اختلاف الآراء، فهو الدين السماوي الأكثر سماحة في مسألة الاعتقاد وكم من الآيات القرآنية التي تشير لحرية العقيدة والاعتقاد، لكن من يخترقون الثوابت ويتجرأون على دين الله يبقى العقاب القانوني لهم رادعا مهما لا يمكن الاستغناء عنه، وحبس "ميزو" رد بليغ على من يدعون لإلغاء القوانين المجرمة لازدراء الأديان.