قال الرئيس السوداني عمر البشير: إن تعدد المبادرات العربية في المجال الزراعي، يؤكد اهتمام القادة العرب بالتنمية الاقتصادية العربية الشاملة، وخاصة موضوع الأمن الغذائي العربي، كما يؤكد أيضا على وحدة الإرادة العربية لتكامل الموارد المالية والطبيعية والبشرية، لتحقيق الرخاء لأمتنا جمعاء.
جاء ذلك في كلمته خلال المؤتمر العربي الثالث للاستثمار الزراعي، اليوم الاثنين، الذي تنظمه الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي على مدى يومين بالعاصمة السودانية الخرطوم، تخت شعار " غذاؤنا مسئوليتنا".
وأضاف البشير، أن المبادرة التي طرحها لتحقيق الأمن الغذائي العربي،تهدف للاستفادة من الموارد الطبيعية الضخمة التي يتمتع بها السودان، ولتكون امتدادا للمبادرات الكريمة التي سبقتها،من الملوك والرؤساء والأمراء العرب، ومنها مبادرة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، لزيادة رؤوس أموال المؤسسات والصناديق العربية، ومبادرة أمير دولة الكويت الشيخ صباح أحمد الجابر بإنشاء صندوق بنحو مليار دولار لتمويل صغار المنتجين، ومبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة لوضع برامج مبتكرة لدعم الاستقرار الاقتصادي في الدول العربية.
وأوضح أن السودان يتمتع بإمكانيات وثروات طبيعية ضخمة، تتمثل في 175 مليون فدان صالحة للزراعة، و52 مليون فدان من الغابات، ومساحة 118 مليون فدان من المراعي الطبيعية، تمثل مستودعا هاما لثروة حيوانية قدرها 102 مليون رأس من الماشية بأنواعها، فضلا عن موارد مائية من الأنهار والآبار والأمطار التي تسقط بنحو 400 مليار متر مكعب سنويا، بجانب ثروات متجددة من الكائنات النباتية والحيوانية والتنوع البيولوجي على طول ساحل البحر الأحمر، التي تمثل قاعدة للمصايد الطبيعية.
وأكد البشير، أن تلك الإمكانيات والموارد الهائلة، إذا أحسن استغلالها، سوف تحدث طفرة غير مسبوقة في الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وتغطية الفجوة الغذائية في البلاد العربية،وتحقيق الأمن الغذائي العربي.
ونوه الرئيس السوداني، إلى أن حكومته وضعت الخطط اللازمة لتنفيذ هذه المبادرة، من خلال التوسع في مشروعات البنية التحتية مثل إقامة السدود والخزانات وزيادة إنتاج الكهرباء، بجانب تنفيذ حزمة من الإجراءات والتعديلات الدستورية والقانونية، خاصة فيما يتعلق بمنح الأراضي ونظام النافذة الواحدة، وإقامة محاكم خاصة للاستثمار للفصل في المنازعات بسرعة،بجانب الإعفاءات الضريبية والجمركية، بهدف تهيئة المناخ للاستثمار ومنح المستثمرين الضمانات والدعم اللازم لاستثماراتهم.
وأشاد البشير بجهود الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، في تنظيم المؤتمر، الذي يتزامن مع رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، معتبرا أنه فرصة مناسبة للتباحث وفتح مجالات جديدة للتعاون في القطاع الزراعي، في ظل التحسن الملحوظ في العلاقات الخارجية للسودان.