"نفسي أتعالج في أي حتة.. تعبت أوي" بهذه الكلمات وصفت "الحاجة زكية" حالتها، بعدما أهلكها المرض، وباتت حبيسة المنزل طوال 10 أعوام بسبب السِمنة.
داخل شارع "شتا" الضيق، متراص العقارات بمنطقة ميت عقبة بالعجوزة تقطن صاحبة الـ 60 عامًا داخل شقة لا تتعدى الـ 40 مترًا، رفقة ابنتها وزوجها، وأولادهم، وتشكو حظها العسر بعدما انحصرت حياتها على تلك الغرفة التي لا تفارقها.
وبعبارات تكسوها الحسرة والحزن تتذكر الأيام الخوالي "اسألي عن أم سعيد في ميدان الدقي ألف مين يدلك.. كانت أيام".
وأشارت السيدة، قصيرة القامة، صاحبة البشرة الخمرية، والتي تزن حوالى 200 كيلو جرام، إلى أنها كانت تعمل على عربة فول كمصدر دخل تستطيع من خلاله توفير احتياجات المنزل بعد وفاة زوجها، إلا أن حملات شرطة المرافق المتكررة لم ترحمها، وأجبرتها على ترك عملها، واضطرت إلى ملازمة الفراش في ظل تدهور حالتها، مضيفةً "مابقتش أقدر أتحرك،" لكن المأساة ازدادت حدتها في ظل رفض رجال الإسعاف مساعدتها بحجة "مش هنعرف ننزلها من بيتها وزنها تقيل".
رويدًا رويدًا، بدأت الأمراض تنهش في جسد الحاجة زكية، واقتصر التدخل الطبي على قياس الضغط والسكر داخل منزلها، الذي بات أشبه بالزنزانة، وتابعت: "مرة تعبت نزلوني بالبطانية على السلالم، ولما رجعت من المستشفى نمت 3 أيام عند جارتي في الدور الأرضي".
وتابعت السيدة في حديثها لـ"البوابة نيوز": "بنتي قاعدة معايا لكن جوزها كل فترة بيقولها عاوزين نروح بيتنا فبياخد عياله ويمشي"، مضيفةً: "منذ 6 أشهر أصبحت لا أقوى على مغادرة سريري لقضاء حاجتي، أو الاستحمام، لأشعر وكأني ميتة إكلينيكيا"، وأصبحت أمراض صعوبة التنفس أثناء النوم، والسكر، وارتفاع ضغط الدم، ومشكلات أخرى تسببها السمنة المفرطة، هي سيدة الموقف، والرفيق الأمثل "لأم سعيد".
"اتقفلت في وشي كل الأبواب"، آخر ما أفصحت به السيدة المريضة، في ظل عدم تحسن حالتها، فلم تجد أمامها سوى النائب عبدالرحيم علي، عضو مجلس النواب عن دائرة الدقي والعجوزة، لمساعدتها في النقل لإحدى المستشفيات، وتقديم الرعاية، قائلةً: "سمعت أنه راجل طيب وخير وهو طوق النجاة".
وعلى الجانب الآخر علم "علي" بمعاناة "أم سعيد"، وتابع الموقف بنفسه بالتواصل مع مسئولي "هيئة الإسعاف" لحل الأزمة، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة.