الأربعاء 27 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

تكنولوجيا "تعليم الآلة" مصيدة الإرهاب.. باحث مصري يبتكر برنامجًا يرصد تدوينات داعمي التطرف ويقيس اتجاهات الرأي العام.. الوزارات المدنية "ضمن المستفيدين".. عمرو مجدي: نشرته في دورية علمية عالمية

عمرو مجدي محمد باحث
عمرو مجدي محمد باحث مصري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في عصر الـ"فيس بوك" و"تويتر" يبدو للوهلة الأولى أن التعرف على كافة اتجاهات الرأي أو رصد صانعي الإرهاب الإلكتروني "سهلا"، لكن على أرض الواقع كان الأمر صعبا، فرغم أن الدولة لا تألو جهدا في محاربة الإرهاب، لا يمكن الوصول تماما لتدوينات الجماعات الإرهابية والدواعش أو من يدعمهم على مواقع التواصل الاجتماعي، على الأقل من أجل دراستها وتحليلها من قبل خبراء علماء النفس لدراسة نفسية هؤلاء الناس، أو اتخاذ الإجراءات القانونية تجاههم إذا ما ثبت تحريضهم على العنف أو حتى القيام به أو الانتماء لتلك الجماعات.


عمرو مجدي محمد باحث مصري استطاع أن يصل إلى جزء من الحل، من خلال ابتكاره لمجموعة برامج تستطيع البحث عن أي تدوينات على تويتر أو بوستات على فيس بوك، او حتى الأخبار على المواقع الإلكترونية والمدونات الخاصة بكلمة معينة، وقياس تلك النتائج وتصنيفها إلى خمس تصنيفات هي "سخرية - سعادة - مفاجأة – حزن – غضب – مشاعر متداخلة" أو أنها جملة خبرية طبيعية.
يتحدث عمرو مجدي لـ "البوابة" حول هذا الابتكار قائلًا: "أنا معيد في كلية الحاسبات والمعلومات، وإن شاء الله سيتم مناقشة المشروع في رسالة الماجستير الخاصة بي قريبًا، والحمد لله نجحت في نشرها في دورية علمية عالمية، وأفادت أنني أول باحث يقدم مثل هذا الابتكار باللغة العربية، فأنا أول باحث يعمل على تكنولوجيا "تعليم الآلة" من خلال تعليمها كيف يتم البحث عن كل ما له علاقة بأي كلمة أو عبارة أكتبها له، ويبدأ فورا بالبحث عن كل المحتوى الخاص بتلك الكلمة، ويبدأ بتصنيف كل عبارة منهم حسب التصنيفات الخمسة التي سبق ذكرها، ولكن مع العلم أن هذا التصنيف يعبر عن الجملة، وليس ماهية الجملة نفسها، بمعنى أن من يستفهم عن ترك الدولة للارهابيين مثلا تصنيفها استفهام، ولكن ما تعنيه الجملة أنها تحمل تعجب واستغراب الشخص من تركهم أحرار".
ويتابع عمرو، الفكرة لم تتوقف عند هذا الحد، ولكن يمكن للمشروع أن يساعد كل من وزارات الاتصالات والتموين والتعليم والصحة وكل وزارات مصر على حد سواء، فمثلا وزارة الدفاع يمكنها البحث عن كل ما له علاقة بالأمن القومي، وتصنيف المحتوى الخاص بالجمهور إما بالرضا والسعادة أو الرفض أو التعجب، ومن هنا يمكن التعرف على منحنى الرأي العام في مصر تجاه القضايا الحساسة، الذي سيفيد بدوره الأجهزة المعنية في تدعيم الروح المعنوية اذا كانت منخفضة مثلا، خاصة في مثل هذه الأوقات التي تمر بها الأمة من ظروف حساسة، كما يمكن لوزارة الداخلية أن تعرف حديث الناس عن مجرم معين، خاصة لو كانت قضية أثارت الرأي العام كاغتصاب أب لابنته او أحد قضايا الأمن القومي، او محاكمات الإرهابيين مثلا.
وبالنسبة لقياس مشاعر الجماهير، يوضح الباحث الشاب أن ما تقوم به تكنولوجيا تعليم الآلة أكثر دقة من كل المراكز البحثية المتخصصة في قياسات الرأي العام حيث يقول: كل المراكز البحثية تختار عينة عشوائية أو عن طريق تقسيم شرائح الجمهور ثم اختيار عينات من كل شريحة لضمان الوصول إلى كل الشرائح المجتمعية الخاصة بالدراسة او القياس، ولكن بمزيد من التدقيق نجد ان النتيجة تكون دقيقة 100% ولكن على مستوى العينات المختارة فقط، ولا يمكن لأي شخص ان يجزم بأن تلك النتيجة صحيحة بالفعل.
واستدرك: لكن بالنسبة لتكنولوجيا تعليم الآلة، الموضوع مختلف تمامًا، لأننا نقيس كل ما يكتب او يقال عن الموضوع المراد البحث عنه بالكامل، وهو ما يعني مسح شامل وقياس مشاعر الأفراد أيضًا ومعرفةى مدى الرضى أو الرفض تجاه هذا الموضوع، وهو ما يعني الاقتراب من نسبة 70 أو 80% من الصواب بالنسبة لعموم الناس وليس لمجرد شرائح.
وعن استفادة الوزارات البعيدة عن الشق الأمني يقول عمرو: يمكن للوزارات المدنية الاستفادة من الابتكار الجديد بطرق عديدة، فوزارة التعليم يمكنها متابعة مقترحات الطلاب حول تطوير المناهج باستمرار، خاصة مع بزوغ كلمة تطوير المناهج كل اول عام دراسي، فيمكن بالفعل جمع كل المقترحات وتقديمها على مكتب الوزير في دقائق معدودة، ويمكن مثلا لوزارة الصحة ان تجمع كل الشكاوى التي يقدمها المواطنين على الانترنت، سواء كانت من المستشفيات او حتى من الأطباء ذاتهم وذلك لتطوير الخدمة من ناحية ومحاسبة المخطئين من ناحية أخرى.