الأربعاء 27 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

بالفيديو.. "البوابة نيوز" تلتقي الوافدين من سيناء للإسماعيلية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سافر مئات المسيحيين من العريش للإسماعيلية هربًا من تهديدات الإرهاب التى لاحقتهم لتسكن في أذهانهم ذكريات مؤلمة لن يمحوها الزمن وتبقى مشاهد الدم في أعين أطفالهم.
نحو 199 كم، هي المسافة بين مدينتي العريش بشمال سيناء والإسماعيلية، مسافة تستغرق وقتا يقارب الساعتين والنصف، لكن لم تكن هذه المواصفات الطبيعية للطريق تنطبق على الطريق الذي سلكه أقباط العريش للوصول إلى الإسماعيلية هربًا من الجماعات المسلحة التي قتلت حتى الخميس الماضي سبعة منهم. 

"البوابة نيوز" انتقلت إلى بيت شباب الإسماعيلية الدولي بطريق عمارة السياحي للقاء عدد من العائدين من الموت والخوف، وتعرفت على لحظات الفزع التي عاشوها على يد جماعات التطرف والإرهاب. 
في البداية، قالت إيفون عزت إحدى النازحات من مدينة العريش بسيناء: "إننا نعيش في رعب منذ شهرين ونتعرض للتهديد كل يوم من قبل الجماعات الإرهابية لدرجة أنهم اقتحموا بعض منازلنا وهددونا بالقتل وأجبرونا على الرحيل وترك متعلقاتنا وممتلكاتنا". 
وأضافت: "اليوم الأخير لنا بالعريش هاجمنا مجموعة من الملثمين وطردونا من منازلنا، ولا نعرف هويتهم، ونطالب بالمزيد من الحماية لجميع المواطنين".
وطالب "بقطر دميان"، أحد النازحين من العريش، الرئيس عبدالفتاح السيسي، بسرعة التدخل، لإعادة الأقباط المهجرين، إلى منازلهم مرة أخرى.
وأضاف: "شاهدت جيراني يموتون برصاص الإرهاب الغاشم، ويتساقطون على الأرض، في بركة من الدماء، بدون أي ذنب ارتكبوه".
وأوضح أن الجماعات الإرهابية توزع منشورات على المنازل، طالبتهم فيها بالرحيل فورًا عن أرض سيناء.
وقالت أميرة عطية، إحدى النازحات من العريش، إنه لم يكن أمام الأقباط، سوى الهروب من جحيم الإرهاب، إلى مكان آمن كالإسماعيلية، للاستقرار فيه.
وروت أميرة كيف نكّل الإرهابيون بشقيقتها وزوجها وابنهما، قائلة: فوجئت بشقيقتي تصرخ وتسقط أرضًـا، بعدما هاجم الإرهابيون منزلها، وقتلوا ابنها وزوجها، وحرقوا جثتيهما أمام عينها، قبل أن يحرقوا جميع محتويات الشقة، وشهادات الميلاد والبطاقات الشخصية، ويستولون على الهواتف ويطردونهم عرايا".

بقي سعد حنا، الأب ذو الـ66 عامًا، ويعاني مشاكل سمع في المنزل "أنا راجل مُسِن، ارحموني"، يقول للمسلحين بينما تتابع الأم ما يحدث، لم تفلح محاولات الرجل الستيني، فتقطع رصاصة أولى طريقها إلى أسفل أذنه، يعقبها رصاصة أعلى الرأس، الأم تصرخ بينما الأسلحة مُشهرة في وجهها.
أما جورج سابا مدرس فقال: "أنا اتخرب بيتي أخدت قرض من البنك عشان أبني البيت، والبيت راح، والقرض لازم يتسدد، أجيب منين مفيش مكان أعيش فيه، ومرتبي هسدد بيه القرض، أعيش إزاي، بكرة بالنسبة لأهالي سيناء ليس له ملامح مش عارفين بكرة فيه إيه كان لازم نهرب من الموت".
وقال مينا سمعان، أحد النازحين من سيناء، إنه رأى جيرانه غارقين في دمائهم، مشيرًا إلى أن العريش لم تعد مدينة للإقامة فيها.
وأضاف سمعان، في تصريحٍ خاص لـ"البوابة نيوز"، فور وصوله الإسماعيلية، اليوم السبت: "الرعب بيزيد كل يوم، المسيحين رحلوا عن بيوتهم، وليس لدينا استعداد نرجع للنار تاني".
وطالب المسئولين بضرورة توفير مساكن لهم، وضمان مستقبل أبنائهم الطلاب في جميع المراحل.
وقال ظريف مرقس أحد النازحين من سيناء: إن الأسر التي وصلت إلى محافظة الإسماعيلية وبعض المحافظات الأخرى نجت من الموت اليوم، مضيفًا: "علمنا أن السائقين يرفضون نقل أي المسيحيين خوفًا من الإرهاب أن يقطع عليهم الطريق ويقتلهم"، متابعًا: "يعني العريش اتقفلت على اللي فيها الغلابة اللي هناك يعملوا أيه". 
وواصل مرقس "أن ما حدث ليس هجرة بل هو إبادة بهدف تأسيس إمارة سيناء التي أعلنوا عنها من قبل"، مؤكدًا أن المسيحيين لا يريدون الأكل ويريدون العيش فى أمان، مضيفًا أن ما حدث لنا جعلنا نقول: "مش عايزين العريش خلاص بعد ما رأينا الموت بأعيننا وبحور الدماء لم تحقن بعد ودفعنا الثمن أضعافا". 
وأعرب رفعت سليم أحد الوافدين من شمال سيناء عن حزنه الشديد لما يتعرض له المسيحيون فى العريش، مشيرًا إلى أنه اتصل ببعض أقاربه للاطمئنان عليهم ووجدهم محتجزين.
وأوضح سليم، أنه علم ممن هاتفهم بأنهم فشلوا في الوصول إلى موقف السيارات للهروب إلى الإسماعيلية أو أي محافظة مجاورة، مؤكدًا أنهم أكدوا له أن السائقين رفضوا توصيلهم بعد تهديد الجماعات الإرهابية للسيارات ومنعهم من توصيل الأسر المسيحية إلى المعابر.
وطالب النازح، أجهزة الدولة بسرعة إنقاذ الأسر المسيحية التي لم تتمكن من الهرب ومساعداتهم على العودة إلى أي مكان آمن بعيدًا عن مسرح العمليات الإرهابية بمدينة العريش. 
وتجلس ابتسام تامر، السيدة الأربعينية بين باقى السيدات النازحات، إلا أن تفكيرها معلق بمدينة "العريش"، حيث سافر ابنها أمس، بعد إيصالها للإسماعيلية، ليحضر امتحاناته فى "المعهد العالى للهندسة"، تقول: "فى الظروف العادية يموت قلبى فى اليوم 100 مرة أثناء خروجه، والآن قلبى معلق بين الخوف من قتله وبين الأمل فى عودته حيًا".
وتضيف: "قالى مش عاوز السنة تروح على، والعمر واحد والرب واحد بس قلبى مكنش مطاوعنى أسيبه يمشى.. لا أتمنى سوى أن يسمحوا له بالامتحان هنا فى الإسماعيلية حتى لا يعود لى جثة".
وما بين الأمل في العودة لمدينتهم والحسرة على ما آل إليه وضعهم يقضي مسيحيو العريش الذين أجبرهم إرهاب داعش على الفرار من بيوتهم ومدينتهم وقتهم آملين في أن يحمل لهم الغد نهاية للكابوس الذي يعيشونه.