البحث جارٍ عن إلإنسولين المدعم، المرضى في وضع توتر والصراخ متصاعد من شدة الألم والوجع في غياب رقيب من الصحة أومتابعة من جهات الاختصاص،.. ماذا يحدث؟
يحدث أن وزارة الصحة قررت وقف صرف الإنسولين المدعم لمرضى السكرى بالصيدليات، والذى يسمى بالإنسولين الـ"40 وحدة"، كان سعر العبوة الواحدة 8 جنيهات و30 قرشا، تضاعف سعره مرات واختفى، مما اضطر بالمرضى التحول إجباريًّا لشراء الإنسولين "100 وحدة"، والذي يصل سعره إلى 38 جنيهًا، أو شراء المستورد المكلف، الصحة بررت وقف الإنسولين المدعم بأنه في صالح المرضى بناء على التوصيات العلمية العالمية، قائلة: "الإنسولين الـ40 يسبب مشكلة كبرى للمرضى بسبب الخطأ الناتج من استخدام السرنجات غير المناسبة".
الإحصائيات قدرت عدد مرضى السكري في مصر بـ8 ملايين مريض منهم 3 ملايين على الأقل تحت خط الفقر و1.5 مليون منهم على أقصى تقدير تقدير يستخدمون الإنسولين بمعدل 2 إلى 3 عبوات شهريا.
هنا يقول الدكتور مروان سالم، الباحث فى الغذاء والدواء: إن الإنسولين 40 كان مدعمًا وكان المريض دائمًا ما يخطأ فى التدريج أثناء أخذ الجرعة وكان يؤثر على المرضى في حالة حدوث خطأ فى الجرعة فتم توحيد الأنسولين إلى 100 فقط، مؤكدا أن هناك مرضى اعتادوا على الإنسولين 40 فقط وإلغائه مشكلة كبيرة، وخاصة أنه مدعم ورخيص السعر، موضحًا أن المرضى الذي يعالجون على نفقة الدولة والتأمين الصحى لن يشعروا بالمعاناة ولكن الباقين من المرضى سيعانون معاناة كبيرة لأنهم سيشترون الإنسولين 100 بسعر عال.
تابع سالم، أن سعر الإنسولين الـ"40" بـ8 جنيهات بينما سعر الإنسولين 100 وصل إلى 38 جنيها، موضحا أن قرارات نفقة الدولة تستغرق أيام كثيرة وليس يومين كما ذكرت وزارة الصحة وليس كل المرضى سيتم الموافقة لهم على قرار علاج على نفقة الدولة، وبالتالى سيقوم جزء كبير من المرضى بشراء الإنسولين بسعر مضاعف على نفقتهم الخاصة.
ورأى الدكتور علي عبدالله، مدير مركز البحوث والدراسات الدوائية والإحصاء، أن قرار إلغاء الإنسولين "40 وحدة" هو تحويل إجبارى للمرضى إلى الإنسولين 100، مضيفا أن الإنسولين 100 وحدة سعره 38 جنيها وزاد سعره فى التسعيرة الجديدة وأصبح بـ 56 جنيهًا بينما الإنسولين 40 وحدة كان سعره 8 جنيهات، مؤكدا أن الإنسولين 100 ليس متوافرا بشكل كبير فى الصيدليات والمريض يستهلك شهريا 3 علب تقريبا من الإنسولين 40 وحدة وتختلف الجرعات من مريض لآخر.
أضاف عبدالله، أن عدد مرضى السكر فى مصر 8 ملايين مريض والذين يأخذون الإنسولين حوالى مليون ونصف وأن 95% من الإنسولين مستورد والباقى إنتاج مصرى، مؤكدا وجود أزمة فى الوقت الحالى فى الإنسولين، مطالبًا الحكومة بدعم الإنسولين المصرى، خاصة أن الإنسولين المصرى بـ 38 جنيها والمستورد بـ 59، والحل بتشجيع الإنسولين المصرى.
تابع عبدالله، أن المرضى يستهلكون شهريا من 3 إلى 4.5 مليون زجاجة وهذا يستلزم توفير الإنسولين فى وزارة الصحة لشهور قادمة، موضحا أنه يجب على الأطباء والصيادلة فى المستشفيات توجيه المرضى عند التحول من الإنسولين 40 إلى الإنسولين 100 بتحديد الجرعة المحددة حتى لا يتعرض المريض لمشكلة قد تؤدى لموته وتابع "السنتيمتر من الإنسولين 40 يختلف عن السنتيمتر من الإنسولين 100 لذا من الضروري أن يحدد الطبيب أو الصيدلى الجرعة، إضافة إلى أن هناك مشكلة وهى ارتفاع سعر الإنسولين 100 عن الإنسولين 40 على المريض، متسائلا: "وهل الدولة ستدعم المرضى فى هذا "؟ ويرد:" قطعا لا ااا "!.
رأى محمود فؤاد، مدير المركز المصرى للحق فى الدواء، أن قرار وزارة الصحة بوقف استخدام إنسولين "٤٠ وحدة" المدعم ناتج عن مسايرة العالم الذي يتجه لتوحيد الإنسولين الـ١٠٠ لوجود أخطاء بالإنسولين٤٠، لكن فؤاد عاد وقال إن وقف صرف الإنسولين ٤٠ يعني إلغاء الدعم للعديد من المرضى، وهنا مطلوب من وزارة الصحة تفسير واضح بالنسبة لآلاف المرضى المستخدمين لهذا النوع، وماذا سيتخذ بشأنهم من قرارات أخرى لدعمهم في ظل أوضاع اقتصادية متدنية.
وأوضح الدكتور محمد رشوان، عضو مجلس نقابة الأطباء، أن القرار متوقعا، وتابع: "وزارة الصحة والحكومة يحاولان التنصل من الدعم والتخلى عن مسئوليتهما الاجتماعية بحجة أنه لا يوجد موارد"، لافتا إلى أنه لا يوجد شيء حاليا تتخذ لمصلحة المرضى وأن السياسات الحالية لوزارة الصحة فاشلة ودلل بتحويل 62 مستشفى عام كانت تخدم فقراء المرضى إلى مستشفيات خاصة سيكون العلاج فيها 75% اقتصادى و25% مجانى، وأضاف أن قرارات الصحة الأخيرة تكشف أنها لا تسير فى اتجاه دعم الفقراء، محذرا من قرار وقف دعم الإنسولين في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة والضاغطة على قطاع كبير في البلاد.