دافعت الصين عن نفسها ضد اتهامات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لها، أمس الجمعة، بأنها "بطلة العالم فى التلاعب بالعملات"، مؤكدة أنها ستُواصل إصلاح آلية تشكيل سعر صرف عملتها "اليوان" والحفاظ على قيمتها مستقرَّة بشكل أساسي عند مستوى معقول ومتوازن.
وشدَّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصيني قنغ شوانغ، فى تصريح أدلى به ردًّا على ترامب، على أن الصين ليس لديها نية لزيادة مكاسبها التجارية من خلال تخفيض قيمة العملة بشكل تنافسي، خاصة أنه لا توجد لديها أسباب جوهرية تدفعها للسعي للخفض المستمر لقيمة اليوان، معربًا عن أمله فى أن تنظر واشنطن لمسألة سعر صرف العملة الصينية بطريقة موضوعية وعقلانية وتسهم في بناء الثقة المتبادلة والتعاون المشترك.
وقال المتحدث، تعليقًا على موقف وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين الذى يبدو أكثر ليونة من موقف ترامب فيما يتعلق بقضية العملة الصينية، وأيضًا على تصريحاته الإيجابية التى قال فيها إنه يتطلع إلى أول لقاء له مع نظرائه من القيادات الاقتصادية الصينية في اجتماع وزراء مالية مجموعة الـ20، إن منوتشين قام بالفعل بعد تولِّيه منصبه بإجراء محادثات هاتفية مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني وانغ يانغ، ووزير المالية شياو جي، ومحافظ البنك المركزى الصيني تشو شياو تشوان، والوزير ليو هيه بمكتب المجموعة القيادية المركزية للشئون المالية والاقتصادية وتبادَل معهم وجهات النظر حول التعاون الاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة، حيث جرت المحادثات بشكل بنّاء ووديّ.
وأكد أن الجانب الصينى يرحب باللقاء مع المسئولين من الجانب الأمريكى خلال اجتماعات مجموعة الـ20، مشيرًا إلى الأهمية الكبيرة للاتصال والتنسيق بين الاقتصادين الأكبر في العالم حِيال القضايا الاقتصادية، ولا سيما سياسات الاقتصاد الكلي؛ لما لذلك من انعكاس إيجابي بالنسبة للبلدين ولنمو الاقتصاد العالمي.
ولفت إلى أن الصين ترغب حقًّا وبكل إخلاص فى الحفاظ على علاقات تواصل وتنسيق مع الجانب الأمريكي، وبذل جهود مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وتطوير العلاقات الثنائية ودفعها للمزيد من النمو.
وقال المتحدث: إنه إذا كان ترامب يصف الصين بأنها بطلة فالحقيقة أنها فعلًا بطلة، ولكن ليس فى التلاعب بالعملات، ولكن فى التنمية الاقتصادية، مشيدًا بالإنجازات التي تحققت فى الصين منذ بدئها عهد الإصلاح والانفتاح، والتى وصفها بأنها تثير الإعجاب وتجعلها تستحق عن حق أن تحصل على لقب البطولة.
ووصف قنغ العلاقات بين الصين والولايات المتحدة بأنها واحدة من أكثر العلاقات تداخلًا وتشابكًا فى العالم، مشيرًا إلى أن الحفاظ عليها يحقق ليس فقط الازدهار والرخاء للبلدين، ولكن أيضًا السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والعالم أجمع.
وجدّد تأكيد تمسُّك الصين بإقامة علاقات سليمة ومستقرة مع الولايات المتحدة ترتكز على أساس الالتزام بمبادئ عدم الصراع وعدم المواجهة والاحترام المتبادل والتعاون المُربح والنافع للبلدين وشعبيهما.